لم تعد حماس المتعنته في التجاوب مع كل اطروحات الرئيس والسلطة والوزاراء ووكلاء الوزراء وغيره من المسميات ، بدأت مواقف حماس تتضح فور اعلان وثيقتها والكشف عن سماء زعامات حماس الجدد في انتخابات سرية لكل اطرها في الداخل والخارج ، كان اهم الشخصيات التي اخذت شهرة وسمعة وحاضنة شعبية السنوار والعاروري ، والتزم اسماعيل هنية بواجباته كرئيس للمكتب السياسي في داخل غزة وانطلق العروري يجب العواصم المختلفة في معادلاتها السياسية في سموفنية دقيقة للوحة ابجديات حماس السياسية والتنظيمية ، ويوقع العاروري على مباديء المصالحة في القاهرة ، ومن قبلها يصل السنوار الى تفاهمات القاهرة الثنائية مع دحلان ومصر، المتتبع لتنازلات حماس كما وصفها السنوار، لم تأتي لضعف كما يردد الفريق الاخر في المقاطعة بل اتخذت حماس مواقفها بناء على عمق من تفهم لمتغيرات الاقليم ومؤثراته على المربعات الاقليمية المختلفة هذا من جانب اما من جانب اخر فاعتقد حماس تعرف ماذا تريد من الساحة الداخلية في منظور خمس سنوات قادمة .
اما الفريق الاخر والخصم في مقاطعة رام الله فهو يرى ان تنازلات حماس اتت نتيجة اجراءات الرئيس بحق قطاع غزة ، وبالتالي تمعن في التباطوء والتجاوب النشط مع متطلبات المصالحة وخاصة فيما يتعلق بالاجراءات التي كانت مرتبطة بوجود اللجنة الادارية وهي استحقاقات فورية كانت يجب ان تلبى ويتم التراجع عنها فور اعلان حماس حل اللجنة الادارية ، الا ان الامور تدحرجت الى مصطلح تمكين الحكومة كاملا على القطاع في ظل تصريحات متضاربة من اعضاء تنفيذية ومتحدث باسم الامن الوطني واخر مركزية بان الاجراءات لن ترفع الا اذا كان هناك قانون واحد وسلاح واحد ومنهم من قال :"سيطرة السلطة على ما فوق الارض وتحت الارض " ويذكرني هذا بما طرح على الزعيم عرفات في واي رفير بخصوص القدس عندما كان الطرح ان تسيطر السلطة على ما فوق الارض ويبقى ما تحت الارض شأن اسرائيلي ، مع اختلاف التشبيه والابعاد في الحا لتين حالة احتلال واخرى حالة سلاح مقاومة اثبت انه الدرع الواقي لحماية شعبنا امام اهداف اسرائيلية ذهب ضحيتها اهلنا في كفر قاسم ودير ياسين وصبرا وشاتيلا ومذبحة الشجاعية في الخمسينات من القرن الماضي .
من اهم البديهات التي تمتلكها حكومة السلطة ان تعيد الكهرباء كما كانت بطاقة الخطوط الاسرائيلية والسماح للوقود المصري وارخص ثمنا واعفاء غزة من ضريبة البلو ، اما الموظفين والاحالة على التقاعد الاجباري فلقد كان في بداية ازمة اللجنة الادارية انه اجراء عقابي واليوم يتضح ان الاحالة على التقاعد ليس له علاقة بالاجراءات العقبية ، وماذا عن خصم 30% هل هو ايضا ليس في اطار الاجراءات العقابية ، والتحويلات الطبية التي يجب ان تستأنف وتوريد الداء ...!!
ان مصطلح التمكين المتدرج وفكفكة الازمات يجب ان يأتي في نطاق الاستراتيجيات لكلا من الضفة وغزة وليس بخصوص عمليات اجرائية للعودة للوضع السابق ، وقد ناخذ مؤشر بما صرح به ملحم مسؤل ملف الطاقة بان العودة لبرنامج 8 ساعات سياتي في الشهور القادمة اما حل ازمة الكهرباء قد تصل الى عام 2022م وعلى المدى الاستراتيجي لعام 2030م ، هل تعلموا يا سادة ويا متابعين او متفرجين او معطلين ان هذا الوعاء الزمني اصبحت فيه الهند والصين دولة نووية وسنعافورة اصبحت قاعدة اقتصادية كبرى.!! وقس بهذا على جوانب الازمات الاخرى .
نتحدث الان عن الجانب الخدماتي وليس السياسي فعندما استمع الجمهور لحديث ملحم اصيب الشعب بالاحباط وان هناك مراوغة ومناورات تتخذ تجاه غزة ويبقى عذاب المواطن هو العذاب وان سلمت حماس كل اوراقها للسيد الرئيس وهي قد سلمت كل ما يتطلب تمكين الحكومة ما عدا سلاح المقاومة الذي تم التفاهم عليه اقليميا لا مساس لوجوده واليات بقاءه. وبرغم خطورة برنامج امني ينسق مع الاحتلال وله واجبات واهداف تجاه ذلك ويمثل خطورة على سلاح المقاومة بكل فصائلها .
لا يوجد شيء في العمل الوطني والانساني المرتبط بذلك اسمه "" مش مستعجل "" وخاصة فيما يتعلق بحياة المواطنين والخطوط العريضة لمفهوم وحدة ما تبقى من ارض الوطن وكيفية الحفاظ على تلك الارض وديموغرافية التواجد عليه .
ننتظر اجتماع الفصائل في اول شهر نوفمبر ليس لتبادل الابتسامات بل لمسائلة السلطة ماذا نفذت من اجراءات لفكفكة ازمات غزة وبعد ذلك الاتفاق والالحاح على تحديد موعد باشراف اقليمي لانتخابات رئاسية وبرلمانية ومجلس وطني ... كي تكشف الاوراق تماما من هو مع المصالحة ومن هو ضدها ، لا يجوز ان تستخدم السلطة سياسية" اللعم "" المرتبطة بالحجج والتبريرات والتعليلات ، فالمطلوب من المصالحة استراتيجيا هو انقاذ المشروع الوطني من حالة الهبوط والتلاشي امام مشاريع واطروحات متعددة والتلكوء في الزمن ليس لصالحنا ، فاسرائيل وحكومتها كان موقفها يتحدد ايضا بموقف "" اللعم تجاه المصالحة "" لتتخذ مواقف بما يناسبها على الارض وهي تراقب ، فان لم يكن الهدف الاستراتيجي هو النهوض بالنظام السياسي الفلسطيني وتغيير واجهاته الفاشلة فان المصالحة لا تعني مربع نهائي فقط لعمل انساني واستخدام المقولة السائدة تجاه غزة "" ريحة البر ولا عدمه ""
لهجة السنوار السياسية الوطنية لا تفتقد الخيارات وان كان لا بديل للمصالحة الا المصالحة فهي لم تتنازل عن الثوابت الفلسطينية ولم تتنازل عن مشروع المقاومة ، كما هو الحال لموقف القائد الاوطني محمد دحلان الذي يعمل التيارالديموقراطي على الارض لتوفير مناخات صحية من العمل المجتمعي والسلم الاهلي لخلق ثقافة وطنية واحدة للشعب الفلسطيني مما يمهد لمجتمع صحي قادر على مواجهة الازمات ، فالخيار وحدة المجتمع اولا لتحقيق الاهداف الوطنية وليس كما يصرح به رجال السلطة هنا او هناك من اطالة مظاهر الانقسام مما ينعكس على الحالة الوطنية وسيكولوجية وديناميكية الثقافة الوطنية .
سميح خلف