توفيق أبي النحس المتشائل...!!

بقلم: توفيق الحاج

مع الاعتذار طبعا لصاحب التشاؤل كاتبنا المرحوم (إميل حبيبي) أبو سلام الذي تفاءل كثيرا وأكثر من اللازم بقدوم اوسلو ..مما أدى به الى كآبة ملخبطة ونهاية محبطة!
وأنا تعجبني خلطة التشاؤل المتوازنة هذه.. فلا هي تفاؤل حتى الندم ولاهي تشاؤم حتى العدم بمعنى ألا بكون المرء أهبل وبريالة ويصدق كل مايقال ويطبل له ويبني قصورمن ورق على الرمال ولا يكون كذلك قانطا يائسا حد المحال ..لا أمل لديه ولا مجال!
هذا التشاؤل هو الذي جعلني أناوش صاحبه الذي انخدع بالدلع واكيل له النقائض المرة على صفحات جريدة القدس وللأسف فالراحل اقتنع وبعد شهور خلع!
هذا التشاؤل هو ما أنصح به نفسي والقراء خاصة في موضوع المصالحة بين أكبر ديكين في مزرعة الدجاج الوطنية!!
هذا التشاؤل هو الذي جعلنا نصبر ونحتسب ونتناسى مرات الفشل وننتظر المؤتمر الصحفي بين ابي فراس الاحمداني ودعبل العاروري من الساعة 12 الى الساعة 4م وكأننا ننتظر كبونة صفرا في طابور طويل!
هذا التشاؤل هو الذي نتحمل به غلاسة وثقل دم السحيجة وكذابين الزفة في مسرحية المصالحة المجتمعية!
فلا مصالحة مجتمعية دكاكيني من الشباك تتطاير كنفسين تمباك ومن وراء ظهر شعب باكمله كالتفاف قبيح للكسب السياسي بمال حرام وفي ظروف متداعية ومترهلة !
التفاف طروادي متجنح اشبه باكازيون الخريف تلقفه قطب اسبرطي متبجح وبراجماتي علني سرعان ماتخلى عنه وولى لما رأي ماهو أكثر مصلحة فانخرط مع المحيط السياسي رغم انفه مكرها لا بطل ..في مصالحة تهيئ له بالكاد مكانا ووجودا في طبخة السلق والعدس على نار امريكية هادئة حيث من المنتظر ولادة كيان فلسطيني أقل من دولة واكثر من حكم ذاتي وتبادل اراض دون الالتزام بحدود 4 حزيران لضمان ضم الكتل الاستيطانية الكبرى لاسرائيل مقابل ترضية الميناء والمطار في غزة ستان منزوعة الدسم!
هذا التشاؤل هو الذي يجعلنا نحلم بمصالحة مش أي كلام ولا دعاية افلام ..ولا شكل محسن من اشكال الانقسام مصالحة حقيقية في القلوب وعلى الارض..مصالحة لاحماسيات فيها ولا دحلانيات ولا عباسيات..مصالحة لا امن وقائي ولا امن داخلي فيها ولا اعتقالات .. ولا زوار فجر ولا مناديب قبحاء ولا ميلشيات!
مصالحة تبدأ بانتخابات نظيفة غير مزورة .. يشهد بنزاهتها العالم لا اخضر فيها وكبونات ولا رشى لا تربيطات..!
مصالحة فيها قانون واحد وحكومة واحدة وجيش واحد وقرار واحد لشعب واحد ووطن واحد!
رجاء ..لاتسخروا من حلمي في وضح النهار فمن حقي ان احلم كما حلم مارثن لوثر كنج ولم يعش ليرى بعض حلمه قد تحقق!
لانريد مصالحة ملزقة ببزاقة ومواعيد فضفاضة تتعكر فيها المياه الراكده وينشط فيها شياطين المصالح والنوايا النباشات! لهذا فان أيدي الناس على قلوبهم لان الايام تنسل يوما بعد يوما ويسمعون طحنا ولايرون طحينا... يشاهدون تبادل الاحضان والابتسامات امام الكاميرات ويسمعون التصريحات الودية والعنترية أحيانا مما يبعث على الاحساس بعودة ريما الى عاداتها القديمة ..! ولا يرى الناس حتى اللحظة أي تغيير ايجابي ملموس فالكهربا أم الاربعة على حالها في حالة موت سريري! و الاجراءات العقابية على غزة كما هي .. والكبونات بكل الالوان لناس وناس ... والحياة لم تعد صالحة هنا للحمير!
ليس أمامنا نحن أهل غزة الا الصبر ثم الصبر على اخر فرصة للثقة في زعامات مستهلكة او فصيل .. وان ضاعت هذه المرة لا سمح الله فان الشعب سينفجر في وجوه القادة المسئولين أكثر من انفجاره في غطرسة اسرائيل!
اللهم انا نتوكل عليك ..ونستعين بك ...فليس لنا منقذ سواك .. !

توفيق الحاج