تاريخ الارهاب ومنذ تأسيس تنظيم القاعده وعرب الافغان ... وما تولد من جماعات ارهابية بصعيد مصر... من جماعات التكفير والهجرة والسلفيين الجهاديين وغيرهم من المسميات المصنعة ... بفعل بضاعة فاسدة لفكر مريض ... وانانية مفرطة ... لجماعات منعزلة ... تريد عزل مجتمعاتها عن كافة سبل الحضارة والتقدم ... في ظل الزمن والرؤية المختلفة ... والمتطلبات الاساسية للحياة الانسانية والدولة المدنية العصرية بكافة متطلباتها الاقتصادية القانونية الادارية ... والمنظمة لحياة الناس وعلاقتهم مع بعضهم البعض ... في ظل دولة ونظام وقانون عام ينظم تلك العلاقات .
ارادوها فوضى تخريبية ... وعدم استقرار وخراب وقتل فكانت مواجهتهم ضرورة وطنية وقانونية وانسانية ... ووعي كبير لأهالي المناطق التي تواجدوا بها بعمق الصعيد المصري بأواخر واوائل الثمانينيات والتسعنينيات بالقرن الماضي .
بقظة ووعي الدولة المصرية بكافة مؤسساتها وأدواتها وحرصها على متابعة جذور تلك الجماعات وماربها ومنطلقاتها ... اوصلت مصر الى حالة من الهدوء والاستقرار الامني ... بعد افشال مخططات تلك الجماعات الارهابية في احداث التخريب وتعكير الاجواء ... والتأثير على الاقتصاد ومكوناته وموارده وخاصة السياحة الخارجية .
ما بعد اغتيال الرئيس الراحل السادات من قبل ذات الجماعه الارهابية ... ازدادت الصحوة الوطنية والحكومية والامنية ... بضرورة عدم التهاون مع تلك الجماعات التي يجب ان تزداد عليها قبضة الأمن... وفي ذات الوقت ان تتحرك كافة الوسائل الاعلامية والثقافية ... الاجتماعيه والدينية ... لتبيان حقيقتهم ..ٌ. وابراز مخططاتهم ... وجذور فكرهم ... الذي لا يتصل بالدين من بعيد او قريب ... الا من خلال العنوان ... والشكل والتظاهر... ومحاولة التأثير على من لا يمتلكون قدرة التفكير والتحليل ومن يعيشون ببساطتهم .
قوة الدولة المصرية بكافة اجهزتها استطاعت ان توفر عوامل الاستقرار والامن المجتمعي ... ولم يعطى المجال لخروج تلك الجماعات الارهابية من جحورها ... في ظل ضربات امنية استباقية جعلت من الاغلبية الخطرة داخل السجون ... والذين تم تهريبهم بأحداث 25 يناير ليكونوا قادة لتلك الجماعات الارهابية .
حتى وصلنا للمشاريع والمخططات الخاصة بهذا القرن وعنوانها الفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الاوسط الصغير والكبير ... وما تم صناعته بفعل قوى داخليه وخارجية لاثارة الناس ودغدغة عواطفهم ... والتلاعب باحتياجاتهم بما يسمى بثورات الربيع ... استغلالا لحالات اقتصادية واجتماعيه ... وتضليلا لالة اعلامية ليس اخرها الجزيرة القطرية وخداع مخطط لبعض ما يسمى بمؤسسات حقوق الانسان والممولة من الخارج ... والتي كنا نسمع بتصريحاتها ... ومؤتمراتها الصحفية ... وبياناتها النارية ... وتحركاتها الداخلية والخارجية ... في اطار تزييفها للحقائق ... ومحاولة قلب الوقائع ... واليوم لا نسمع منها استنكارا ... ولا شجبا ولا معارضة لاسالة دماء الابرياء من ابناء الشرطة والقوات المسلحة ... ابناء الشعب المصري .... وما يعانون من ارهاب تكفيري يجري تمويله ومساندته ومساعدته على التحرك من قبل بعض الدول واجهزة الاستخبارات ... بعد ان تعرضت تلك القوى الارهابية لضربات موجعة في العراق وسوريا وما يجري من محاولة تحريكهم ونقلهم الى ليبيا حيث الصحراء الكبيرة ... والارض الواسعه لامكانية تنامي قوتهم ... واستعادة تنظيم انفسهم ... وحتى يتمكنوا من تجهيز مجموعاتهم الارهابية للتسلل داخل الاراضي المصرية من الجهة الغربية ... وتهديد الامن القومي المصري ... كما جرى بعملية الواحات الارهابية ... استغلالا لاوضاع ليبيا الداخلية التي لا زالت على طريق بناء مؤسساتها وجيشها وقواتها الامنية .
الاوضاع الداخلية المصرية اقتصاديا اجتماعيا وامنيا ما بعد احداث 25 يناير والتي تم استغلالها من قبل التنظيم الدولي للاخوان وقطر وتركيا وبعض اجهزة الاستخبارات للتلاعب بالجبهة الداخلية واعادة تنظيم وتقوية المجموعات الارهابية في سيناء وغيرها من المناطق بما يكفل سبل انجاح مشروع الفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الكبير ... وتقسيم مصر الى خمسة دول ... مما اوقع البعض من ضعاف النفوس ... ومن المرتزقه ... ومن المؤسسات التي تعيش على فتاة الموائد ... ومن يعيشون على الشعارات المفرغة ... والمظاهر الكاذبة ... والذين اوقعوا انفسهم بحفر عميقه ومطبات عالية ... ومنزلقات اخذت بهم الى اسفل السافلين نتاج افعالهم ومواقفهم ... ومساعدتهم للتخريب والفوضى واثارة المطالبات والاحتجاجات والاضرابات ... والتي اخذت بالدولة المصرية بكافة مكوناتها وعوامل قوتها الى ما يجري من ردود افعال داخلية ... بينما تركت الفرصة في ظل الفراغ الامني والسيادة الكاملة لتلك الجماعات الارهابية بالدخول والخروج والتسلح في ظل امدادات مستمرة ... وتمويل لا ينقطع ... في ظل مخطط قائم ... ولا زال متصاعدا ... برغم كل ما يبذل من فعل امني واعلامي وثقافي وخطاب ديني .
استمر استهداف مصر من شرقها ... حتى غربها من سيناء حتى الصحراء الغربية .. في محاولة مكشوفة لتشتيت الجهد الامني المصري واثارة اجواء غير مستقرة تؤثر على استقرار واقتصاد امن البلاد ... كما وتؤثر على مجمل المشاريع الاستثمارية وشراكتها مع العديد من الشركات والدول ... وخلق حالة من الارباك وعدم انتظام اليات العمل بما يحقق وينجز خطة 2030 التي تم اعتمادها والسير بخطى تنفيذها ... وما يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي من جولات عديده بكافة الاقطار والقارات لفتح افاق جديدة وتعاون مثمر حول شراكة استثمارية تأخذ بمصر الى معالجة ازمتها الاقتصادية وتخفيض نسبة العجز بموازنتها ... والتي تم بالفعل تحقيق الكثير من الانجازات ... كما تم تسجيل نصرا تنمويا واقتصاديا في ظل الاصلاح الاقتصادي كما في ظل مواجهة الارهاب التكفيري التي فقد توازنه ... واخذ يضرب يمينا وشمالا بعد ان فشل وتقهقر وتراجع وتلقى من الضربات وانهاء الوجود بالعديد من الدول مما افقد الارهاب والارهابين المزيد من توازنهم .
ما جرى بحادثة الواحات الارهابية ليست معركة بالمعنى المتعارف عليه بقدر ما كانت خدعة ارهابية خسيسة لبعض الافراد والجماعات كان ضحيتها انبل شرفاء الوطن من ضباط وجنود ... قدموا ارواحهم فداء وطنهم وشعبهم في معركة حكمتها جغرافية المنطقة ... ولم تجعل القوة الامنية بحالة تمكنها من السيطرة والقضاء على هؤلاء الفئران وهم بجحورهم ... ولكن تم قتل البعض منهم وملاحقة البعض الاخر ... فالارهاب لا ينتصر ... ولم يكن بالتاريخ ما يمكن ان يسجل على انه انتصار لارهابين على دولة وشعب اراد الحياة والبناء ... كما اراد التنمية وبناء مستقبل اجياله .
مرتزقة الزمن ... من جماعات حسم وداعش وبيت المقدس ... ومن معهم ومن يمولهم ويساعدهم بمسمياتهم وشخوصهم القذرة ... والذين يحاولون الانتشار من خلال اعلام مسموم ... ومواقف سوداء .. وكتابات صفراء .. اعلام شيطاني مخادع يضلل الرأي العام ويأخذه الى حيث الانتصارات الوهمية لجماعات ساقطة بوحل افعالها ... تقوده الجزيرة القطرية وبعض المواقع الالكترونية والشاشات التي تتحدث باسم جماعات الشر والارهاب والتي تنشر بشرورها واحقادها كراهيتها السوداء ... غير ابهة بالوطن والشعب وسلامته وتقدم اقتصاده وتنمية موارده .
قوى شريرة اصبحت مكشوفة وعارية ... ولا تستطيع ان تغطي نفسها بأي موقف تبريري حول اساليبها التخريبية ... غير الانسانيه ... وحتما غير الدينية .
الارهاب منتج فاسد .. لمكون افسد ... لا تهاون .. ولا تراجع ... ولا مهادنة ... مع مثل تلك الجماعات التكفيرية .
يدعون ... ويكذبون ... وينافقون ... ويزورون التاريخ وحقائق الواقع ... حتى انهم يزورون قدسية ما نؤمن به من كتاب الله وسنة رسوله ... بتحريف اياته وتفسيراته واحاديثه النبوية الشريفه ... يزورون السيرة وصحابة رسول الله ... يرتكبون من الاخطاء والخطايا التي لا تغتفر بمحاولة خداع الناس والمساس بصحيح الدين واحكامه ... وحتى المساس بأمن العباد والبلاد ومحاولة تخريب القانون وأنظمته وقواعده .
جماعات تخرج عن كل ما هو مقدس ومتعارف عليه ... ومتوافق على صحته ... يغوصون بكل ما هو حرام ومحرم ... وبكل ما هو شاذ ومرفوض ... لا يردهم فكر مريض ومنحرف ... ولا قلوب سوداء ... ولا ضمائر ميته ... فلقد فقدوا انسانيتهم ... حتى وجدوا انفسهم قتلة ... ومرتزقة ... ومأجورين بفعل اعمال وحشية واجرامية تفوق بوصفها كافة كلمات القاموس اللغوي... التي يمكن ان تعطيهم ما يستحقون من وصف خسيس لسلوكيات شاذة ... ولافعال فاقت بجرائمها .. ما تحدث عنه التاريخ .
بقلم/ وفيق زنداح