لم أكن أتوقع بهذه السرعة يترجم مقالي إلي أفعال ففي بداية هذا الشهر كتبت مقال بعنوان "وانفضحت مكامن الرئيس" أقتبس منه لكم فقرة مهمة مما قلته بالضبط (( ظهر أن الأساس في كوامن الرئيس عباس هو طموحه للبقاء دون منافس ويريد التربع على كرسي الرئاسة من جديد وسيصبح الأغرب والأكثر مفاجأة من ذلك حين نفاجأ بقمع وإبعاد منافسين آخرين ممن حوله من الطامحين للرئاسة أقل كاريزما من دحلان لإفساح المجال لتنصيب أو الدفع بأحد أبنائه للترشح للرئاسة في القادم من الأيام وهو سلوك غير مستبعد في حالة رؤساء عصرنا )) إنتهي الإقتباس. فأين جبريل الرجوب لا أحد يسمع تصريحا ولا مقابلة بعد التخبيص الذي خبصه جبريل في برنامج حال السياسة الذي قدمته أميرة حنانيا معلقا علي خطاب الرئيس حين بدأ تعليق بكلمة أبو مازن وليس الرئيس واستدرك خطأه فعاد يقول الأخ أبو مازن ولم يقل الرئيس وعندما قزم خطاب الرئيس بقوله إن أهم ما جاء في الخطاب أنه حظي بإجماع وطني في الوقت الذي أراد الرئيس من الخطاب وضع العالم في صورة الحق الفلسطيني الدي تصادره إسرائيل طوال سنين وأن العالم مسؤول عما ستؤول إليه الأوضاع في فلسطين المحتلة ومن ثم إنتقل إلي موضوع المصالحة ووصف الإنقسام بالعار دون أن يدرك أن للإنقسام طرفين وليس طرف واحد كما تصور الرجوب وأخطر ما قاله لإرضاء الطرف المصري بعد منعه من دخول مصر دون أن يدرك الخطأ الجسيم الذي وقع فيه عندما قال أن المصريين يستطيعون لجم أي قوة لا تريد المصالحة وهنا نسي أن هناك طرفين أيضا للمصالحة وأحد هذين الطرفين هو الرئيس عباس فكيف لتعبيره الشائن وغير الموفق بأن مصر تستطيع لجم الرئيس ولم يحدد بأن الطرف الذي كان يرفض المصالحة في ذهن الرئيس هي حماس. مشاكل كثيرة يثيرها الرجوب في كل مناسبة مرة بكلام غير موفق عن المسيحيين ومرة عن حائط البراق وبناتنا والشورتات وكل هذا يحدث ضجيجا ويمر لكن ما لا يمر بالتأكيد أن الرجوب طامع في مقعد الرئاسة وهذا أكثر ما يزعج الرئيس وما تحدث عنه الرجوب عن الانتخابات ولا ندري إن كان الرئيس إكتشف أن الرجوب ينسق مع بعض الدول مثل قطر لدعمه في الانتخابات القادمة للرئاسة التي يطمع في خوضها الرجوب كمرشح لحركة فتح.. لو كنت مكان الرجوب لحرصت علي عدم الظهور بالراغب في الترشح للرئاسة لآن الرئيس يريد تجديد رئاسته لولاية جديدة وهنا الموضوع يصبح دعوة لإبعادك والغضب منك وهذا علي ما يبدو هو سبب غياب الرجوب عن المسرح وهل يتعظ الطامعين للرئاسة مما قد يكون حدث للرجوب بعد مقابلة تلفزيون فلسطين .. ويوم تحدث الانتخابات أفضل أن يكون لكم هناك كلام آخر واتعظوا أيها الطامعون في الرئاسة حتي الآن ممن يبعدهم الرئيس عن الطريق.
د. طلال الشريف