منعت سلطة النقل في العاصمة البريطانية لندن نشر اعلانات تفضح نتائج وعد بلفور على الفلسطيينن منذ اعلانه عام ١٩١٧ عندما وعدت بريطانيا بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين مبررة ذلك بانها فضية مثيرة للجدل. ونشرت صحيفة الغارديان اللندنية تقريرا حول الموضوع مع شرح كامل لتصريح بلفور، وأوردت في التفاصيل أن منظمي الحملة قاموا بنشر الإعلان في المحطات الرئيسية وفي الحافلات في الفترة التي تسبق الذكرى السنوية للوعد.
وتضمنت الحملة الإعلانية التي أطلق عليها اسم "ميك إيت رايت" صوراً للحياة الفلسطينية قبل وبعد 1948، تاريخ إعلان قيام دولة الاحتلال وتهجير نحو 700 ألف فلسطيني. وحملت اللافتات صور الحياة العادية قبل الإعلان في مقابل حياة الدمار والتهجير بعده، كما حملت في المقابل تذكيراً بأنه "لا يجوز القيام بأي شيء قد يضر بالحقوق المدنية وحقوق المجتمعات غير اليهودية الموجودة في فلسطين"، دون ذكر عبارة "إسرائيل".
وأشارت الصحيفة الى ان السلطات حذفت الاعلانات بشكل نهائي دون ان تطلب من وكالة الاعلان المعنية اجراء تغييرات كما يحدث في كثير من الاحيان وأبلغت بعد تأخير طويل على نحو غير عادي بأن الحملة لن تتم الموافقة عليها. ويأتي هذا بينما من المتوقع أن تلتقي رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، بنظيرها الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في حفل عشاء في لندن "للاحتفال بالوعد". ويتزامن ذلك مع تنظيم احتجاجات تطالب المملكة المتحدة، التي رفضت الاعتذار عن الوعد، بالعمل على النهوض بالحقوق الفلسطينية والاعتراف بالظلم والعواقب المستمرة لوعدها على الشعب الفلسطيني.
يذكر أن مؤسسات تضامنية ومنظمات مجتمع مدني ونقابات عمالية بريطانية مؤيدة للحقوق الفلسطينية عن استكمال الاستعدادات لتنظيم مظاهرة كبيرة في وسط العاصمة لندن بمناسبة الذكرى المئوية لوعد بلفور ، وذلك يوم السبت الرابع من نوفمبر القادم. وستجوب المظاهرة عددا من الشوارع وسط العاصمة البريطانية لندن للتنديد بالوعد وتداعياته وبسياسات الحكومة البريطانية التي تعتزم مع اللوبي الاسرائيلي الاحتفال بالذكرى المئوية لهذا الوعد الذي يعتبره الفلسطينيون سببا لكل مآسيهم خلال القرن الماضي. ويطالب المنظمون للمظاهرة بالعدالة والحريّة للشعب الفلسطيني ويدعون الحكومة البريطانية للتكفير عن وعد بلفور من خلال دعم تأسيس دولة فلسطين والاعتراف الرسمي بها. الامر الذي يعتبرونه الحد الأدني لواجب بريطانيا تجاه الفلسطينيين.