رصـــاصـــة طـائــشــــة

بقلم: سامي إبراهيم فودة

إذا لم نحسن استخدام البندقية وتوجيهها بالشكل الصحيح لن نحصد النتائج المرجوة من تحقيق الأهداف التي نصبوا لتحقيقها,لهذا تعلمنا أبجديات الثورة منذ الصغر في قلاع الأسر بأن البندقية الغير مسيسة تصبح بندقية قاطعة طريق,لهذا إلى متي يصبح المواطن/ة في وطنه مؤتمن على نفسه من السلوكيات المشينة والمحفوفة بالمخاطر ويشعر بالأمن والأمان والسكينة ولا يشعر بأن حياته مهددة بالموت في كل لحظة من لحظات عمره نتيجة رصاصة طائشة مجهولة المصدر قد ترديه قتيلاً أو"إصابته بعاهة دائمة تفقده القدرة على الحركة مدى الحياة,فهناك عشرات المواطنين الذين نجوا بأعجوبة من موت الرصاص الطائش,ليمر الرصاص عنهم ويسقط إلى جانبهم عشرات ضحايا الرصاص العشوائي دون معرفة من هو الجاني,ويتم حفظ القضية وتسجيلها ضد مجهول لعدم توفر إثبات ما يجرم مسؤولية المشتبه في عملية إطلاقه الرصاص على المجنى عليه.....

حالة من الفزع والرعب تنتاب حياة المواطنين نتيجة الفشل والعجز أمام لجم جماح هذه الجريمة النكراء وملاحقة مرتكبيها ليستمر مسلسل الرصاص الطائش الأعمى الذي لا يختار ضحيته في أصديدها والخلاص منها,فهو رفيق المناسبات السعيدة والحزينة ليحصد معه هذا الضيف القاتل بطيش الشباب المتهور أرواح العشرات من المواطنين الأبرياء دون توقف,نتيجة سلوكهم الخاطئ وثقافتهم المضمحلة في محاولة منهم للتباهي والتفاخر والتعبير عن سعادتهم في الأفراح والمناسبات على حساب غيرهم من ضحايا الرصاص العشوائي ولا يقتصر الرصاص الأعمى في المناسبات الوطنية وليالي الأفراح بل يسقط الكثير من ضحاياه الرصاص الطائش في المشاجرات العائلية ومن اقرب المقربين للعابثين بسلاحهم الخاص أثناء محاولة تنظيفهم للسلاح.....

إطلاق الرصاص الطائش ثقافة ساقطة تعبر عن حالة الفلتان الأمني وظاهرة خطيرة جداً لا تعبر عن ثقافة وتراث مجتمعنا الفلسطيني بل أصبحت تورق حياة المجتمع من تفشيها وهذه الظاهرة المنفلتة بفعل ممارسينها راح ضحيتها الكثير من الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا من الناس المارة في الشوارع العامة أو من كانوا يتواجدوا على أسطح منازلهم أومن شاركوا أصحاب الفرح فرحتهم,ليباغتهم الرصاص الطائش بشكل مفاجئ ودون رحمة,ليكلفهم ثمن حياتهم نتيجة حماقة مراهقين السلاح والخارجين عن القانون....

لهذا لابد من اخذ الإجراءات القانونية الرادعة لإجبار كل المتهورين والطائشين والعابثين بالسلاح على التخلي عن هذا السلوك الإجرامي حتى لا تتحول حياة الناس إلى جحيم .....

والله من وراء القصد.

بقلم/ سامي فودة