الرئيس السيسي ... ورسالة مصر

بقلم: وفيق زنداح

الجمعة ما قبل الماضية ... وحادثة الواحات الارهابية وما اسفرت عنه من سقوط شهداء وجرحى بصفوف قوى الامن المصري ... وقتل ما يزيد عن 15 ارهابيا تكفيريا لم يشفي غليل المصريين ... وغليلنا ... ولم يثأر لشهداءهم الذين سقطوا دفاعا عن كرامة وطنهم وامن شعبهم ... فكانت جمعة الامس ... والتي كانت في اطار الواجب الوطني والثأر لكرامة مصر وسيادتها وأمنها ... فقامت القوات الامنية المصرية بقتل ما يزيد عن 12 ارهابيا عند الكيلو 175 ما بين اسيوط والخارجة بالوادي الجديد على طريق الواحات ... اضافة الى ما تم قتلهم من ارهابين تكفيرين بمنطقة شمال سيناء ... ما بين الجمعة والجمعة ... وعلى مدار اللحظة والايام ... ستبقى المواجهة والملاحقة لقوى الشر والظلام والارهاب .

مصر لا تنسى شهداءها ... ولا دماء ابناءها .. ولا تغفل للحظة واحدة عن اداء واجبها ازاء حق الشهداء ... والثأر لهم ولعائلاتهم ولكافة ابناء شعبهم وامتهم .

أي ان قوى الامن المصرية بكافة تشكيلاتها ومؤسساتها تعمل بطول وعرض الوطن المصري ... وعلى حدود مصر ومن كافة الجهات لمواجهة قوى الارهاب التكفيري التي تريد التسلل الى داخل مصر للقيام بأعمالها الارهابية التكفيرية الاجرامية .

مصر واستهدافها من كافة الجهات والحدود ... وحتى عبر البحر يعبر عن مخطط كبير ... يستهدف هذا البلد العربي الشقيق ... هذا الوطن المصري ... بشعبه الطيب الاصيل ... وبمكانته وقيادته ودوره العظيم .

لا يريدون لمصر ان تخرج من ازماتها الاقتصادية والاجتماعيه ... ولا يريدون لها ان تفتح ابوابها لكافة قوافل السياحة للاستمتاع بحضارة مصر الفرعونية وجذورها التاريخية ... وجمال طبيعتها ... واثارها المنفردة التي تعبر عن حضارة 7 الاف عام ... والذي يطوق الملايين من اجل مشاهدتها ... لا يريدون لمصر وللمصريين ان ينعموا بالامن والاستقرار الذي يميز الوطن المصري عن باقي بلاد الدنيا ... وما تتسم به مصر من امن وامان وما جاء يقرءاننا الكريم... ادخلوا مصر ان شاء الله امنين .

هذا المخطط المدبر ... و الاستهداف القائم والمتواصل ... وبهذا التنسيق الكامل من قوى الشر والظلام من قبل دولة قطر وتركيا والتنظيم الدولي للاخوان ... والمساعدة ممن يبيعون انفسهم لاجل حفنة من المال من الارهابين التكفيرين الذين لا زالوا بسوق العبيد يباعون ويشترون ... وكأنهم عبدة المال وغرائزهم ... عبدة اسيادهم ... وكأنهم بعصر الجاهلية والعبودية ... وتناسوا انهم بعهد الاسلام ... وكرامة الانسان وحرية النفس البشرية .

ما بين الجمعة والجمعة ... قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة تاريخية الى فرنسا اجتمع خلالها مع الرئيس الفرنسي مانويل لبحث القضايا السياسية الدولية والاقليمية واخر مستجداتها ... كما جرى البحث بالعلاقات ما بين البلدين وفي كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والعسكرية .

زيارة الرئيس المصري ما بعد حادثة الواحات الارهابية ... والتي لم توقف برنامج الزيارة ... بل أكدت عليها وعلى رسالة مصر للعالم بأسره ان مصر لا تهزها حادثة ارهابية ...هنا او هناك وان المصريين لا زالوا على وعيهم ومعرفتهم بطبيعه ما يخطط ضدهم ... وان قيادتهم السياسية ومؤسساتهم الحكومية قادرة على مواجهة قوى الشر والارهاب وحفظ امن وسلامة الوطن ... ومقوماته الاقتصاديه ... ومشاريعه الاستثماريه ... كما قدرة مصر على توفير الامن والسلام لكل من يدخل ارضها عبر البوابات المشروعة والقانونية والتي سترحب بكل زائر ... وبكل قادم الى ارض الكنانة .

لم يستطع الارهاب التكفيري وبكل مخططاته وجرائمه ... وما احدثه من احزان ودموع بفقدان اعزاء من ابناء مصر الشرفاء الذين سقطوا شهداء الواجب ... شباب نعتز برجولتهم وبمشوار حياتهم ... وايمانهم بربهم ووطنهم ... شباب يؤمنون بواجباتهم كما اسرهم وعائلاتهم الذين جادوا بأبنائهم دفاعا عن الوطن وكرامته وسيادته .

هذه الروح المصرية القوية بايمانها وعزيمتها ... والتي تزداد قوة ومناعه وحرص ما بعد كل حادثة ارهابية ... وما بعد كل تضحية وسقوط لشهداء وجرحى ... انما يؤكد على طبيعة الرسالة المصرية ومضمون ردها من خلال مؤسساتها المتخصصة واجهزتها ... كما من خلال ما يحمله رئيس مصر وقائدها الرئيس عبد الفتاح السيسي من رسالة مصرية واضحة ومحدده لها اساسياتها الوطنية ... كما لها اهدافها الواضحة .. والتي تؤكد على عزيمة واصرار ان مصر ستواصل مواجهة الارهابيين القتلة .... وانها بما تقوم به انما تدافع عن امن وسلامة المنطقة والعالم ... وان حق الشهيد ... والشهداء سيبقى عنوان المواجهة ... وان الايادي المصرية الشريفه والقوية من ابناء مصر الابطال سيبقون على اياديهم الضاغطة على الزناد لقتل كل من يحاول المساس بمصر وشعبها وامنها .

الرئيس عبد الفتاح السيسي وبالمؤتمر الصحفي مع الرئيس الفرنسي مانويل قد أكد على الرسالة المصرية ... وعلى الحق المصري بمواجهة الارهاب التكفيري الذي يهدد مصر والمنطقة والعالم ... كما اكد على ان الارهاب لن يستطيع ان يوقف عجلة التنمية والاستثمار ودعم الاقتصاد المصري من خلال التعاون مع كافة الدول والشركات الاستثمارية ... كما وان دعم وزيادة قوة القوات المسلحة المصرية لاجل الدفاع عن مصر والمنطقة لمواجهة الارهاب التكفيري .

كما وان مصر وبرغم حالة الطوارئ وما يتهدد امنها الداخلي من مخططات الارهابيين التكفيرين ومن يقف ورائهم ويساندهم ويسهل تحركهم من دول وتنظيمات وأجهزة استخباراتية ... لا يمكن ان يشكل سببا لانتهاك حقوق الانسان على الارض المصرية ... وهنا نقصد بالانسان الملتزم بحقوقه وواجباته ... والملتزم بالقانون وانظمته وحدوده ... وان مصر عبر التاريخ تعتبر من الدول القليلة التي يمكن ان يعيش فيها الانسان بحرية وامان واستقرار ... وان مؤسسات حقوق الانسان الممولة والمسيسة ... والتي تحاول اثارة بعض القضايا تحت عنوان حقوق الانسان انما هي مؤسسات ذات نظرة احادية ... وليست شمولية كما الصحفي الذي ينظر للامور بنظرة مسيسة واحادية وليس بنظرة تحليلية شمولية .

لقد كان رد الرئيس السيسي حول حقوق الانسان وتساؤلاته ... لماذا لا يكون السؤال لمن يدعون ... ولمن يتسائلون ... لماذا لا تسألوا وانا رئيس 100 مليون مصري واتحمل مسؤولياتهم عن حق العمل ... وحق المسكن ... وحق توفير المتطلبات الصحية ... وحق التعليم الجيد والمتميز .

على العالم ان يميز ما بين الانسان المواطن والملتزم بواجباته وحقوقه وما بين من يدعي ويكذب .. ويخرب ... ويقتل ... ويشارك في زعزعة واستقرار وامن الوطن ومن يشارك بمجموعات القتل والتكفير والارهاب .

لقد كان رد الرئيس السيسي حول سؤال حقوق الانسان والمؤسسات العاملة بهذا المجال ردا رائعا وقويا وطبيعيا لرئيس دولة يمثل 100 مليون انسان ... وعليه واجبات توفير متطلباتهم واحتياجاتهم الانسانية ... وعلى رأسها امنهم الشخصي والمجتمعي ... في ظل ارهاب تكفيري يجب ان يتشارك الجميع بمواجهته .

مصر بلد الامن والامان ... بلد الانسانية والطمأنينة والسلام .. رسالتها واضحة وقوية ... وبذات الوقت رسالتها قوية بحق الدفاع عن نفسها وشعبها وسيادتها وامنها ... وحقها بملاحقة كافة المجرميين الذين يهددون امنها واستقرارها .

بقلم/ وفيق زنداح