الوحدة الوطنية في مواجهة صفقة القرن

بقلم: عباس الجمعة

في ظل المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية ، نرى انه بعد توقيع تفاهمات حركتي فتح وحماس في القاهرة ، ان الوحدة الوطنية هي الرد على صفقة القرن الامريكية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان واستيطان .

لذلك ونحن نتطلع الى وحدة وطنية فلسطينية حقيقية ، نرى ضرورة استكمال تجاوز كل المعيقات امام اتفاق المصالحة ، عبر التمسك بالثوابت الوطنية وحماية منظمة التحرير الفلسطينية، والمراهنة على إرادة الجماهير، ورفض اي تسوية تختزل صورة النضال الفلسطيني.

إن قضية الشعب الفلسطيني هي جوهر الصراع العربي الصهيوني، وما يطرح من حلول جزئية، أو الرهان على صفقة القرن التي يتحدث عنها الرئيس الامريكي والتي من خلالها يحصد فيها الاحتلال المزيد من الوقت ومصادرة الأراضي، مما يستدعي موقف فلسطيني موحد عنوانه الحرية والاستقلال، وحق العودة جوهر القضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس والسيادة الكاملة غير منقوصة.

أن فهمنا لطبيعة المشروع الاستيطاني الاستعماري هو على النقيض تماماً لحقوقنا ولمشروعنا الوطني التحرري الفلسطيني، لأن نضالنا يتطلب المزيد من التضامن وإعداد الخطط والبرامج والاستراتيجيات العربية على صعيد حركات التحرر والأحزاب العربية، والقوى الفلسطينية.

اتفاق المصالحة الأخير الذي وقعه وفدا فتح وحماس بالقاهرة، بتاريخ 12 أكتوبر، لم يشفِ غليل فئات واسعة من الجماهير الفلسطينية، لإرجائه بحث قضايا عدّة "مصيريّة"، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه أمام تخمينات وتساؤلات غابت عن المشهد من جهة، وتخوفات على مصير هذا الاتفاق من جهة أخرى.

وإن مراهنتنا دوماً على قدرة وإرادة الجماهير العربية والفلسطينية في تجاوزها للأزمات، ومواجهة سياسية التطبيع ،ونحن نرى اليوم ان المصلحة الوطنية الفلسطينية تقضي في العمل على رسم استراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال والمشاريع المعادية و التحديات الكبيرة التي تواجه القضية الفلسطينية.

ان تفاهمات القاهرة تتطلب من الكل الفلسطيني ووضع اليات تنفيذها بعيدا عن الحسابات الفئوية الخاصة لهذا الطرف او ذاك مهما كان حجمه ووزنه السياسي او الاجتماعي، لأن القرار السياسي أو الكفاحي الوطني يعني الجميع.

لقد علمتنا التجربة ان حل التناقضات الداخلية تأتي عبر الحوار ، وخاصة ان الكل الوطني الفلسطيني يهمه المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ، وهذا يستدعي تعزيز الوحدة الوطنية والتمسك بخيار المقاومة بكافة اشكالها في مجابهة الاحتلال .

وفي ظل هذه الظروف نرى اهمية تنفيذ تفاهمات القاهرة ووضع الاجندة الزمنية لانجازها بما فيها قانون الانتخابات وتعديل النظام الاساسي وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية او تعديل حكومة التوافق الوطني وتفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ، حتى تعطي القرارات التي صدرت عن اجتماعات القاهرة مفعولها بكل مصداقية.

ختاما : نقول ان الشعب الفلسطيني يتطلع الى حماية المنجزات الوطنية وقدسية دماء الشهداء ، والنهوض وإعادة البوصلة لمكانها الطبيعي ، في هذه المرحلة الحرجة والخطيرة، ونحن ندرك أن المهمة صعبة ، ولكن باستنهاض العزائم سيتمكن الشعب الفلسطيني من مواصلة نضاله حتى تحرير الارض والانسان .

بقلم/ عباس الجمعة