محللون: ثلاث جهات مستفيدة من استهداف أبو نعيم

اختلفت التحليلات السياسية حول المحاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس قوى الأمن بغزة اللواء توفيق أبو نعيم، ظهر أمس، في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

ورأى المحللون، أن الجهات المستفيده من وراء هذه الجريمة الجبانة هي جهات ثلاث "تنظيم داعش الإرهابي – تجار مخدرات- الإحتلال و عملائه"، والهدف هو زعزعة استقرار قطاع غزة وتوجيه ضربة لجهود المصالحة.

وزارة الداخلية من جهتها وحتى لا يكون هناك سيل من الإشاعات التي يمكن أن تنتشر وتحدث بلبلة وزعزعة في هذه القضية حذرت وسائل الإعلام ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص، من تداول أية إشاعات متعلقة بمحاولة اغتيال اللواء أبو نعيم.

ودعا  إياد البزم المتحدث باسم وزارة الداخلية في بيان صحفي عبر "وكالة قدس نت للأنباء"، الجميع للاعتماد فقط على ما تنشره الوزارة عبر وسائلها الرسمية.

وأكد البزم على أن متابعة سير التحقيقات تستلزم من الجميع التحلي بالمسؤولية وعدم إتباع الأكاذيب والروايات المضللة، وانتظار النتائج النهائية التي ستتوصل لها الأجهزة الأمنية والتي سيُعلن رسمياً عنها في حينه.

داعش وتجار مخدرات

ورأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة حسام الدجني، أن أصابع الاتهام تشير إلى عدة جهات مستفيدة من محاولة الاغتيال الفاشلة لتوفيق أبو نعيم .

وذكر الدجنى في تعقيب له وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"، أن للاحتلال يد في هذه الجريمة وذلك عبر الثأر لتاريخ الرجل وحاضره، وكذلك داعش للثأر من إنجازات الرجل بالتضييق عليهم واجتثاثهم من غزة.

كما أشارت أصابع الاتهام وفق الدجنى إلى تجار المخدرات لنجاح الرجل في توجيه ضربات ساهمت في الحد من المخدرات، وكذلك جماعات المصالح محلية أو إقليمية كون الرجل يتبنى المصالحة ويعمل على تحقيقها قولا وفعلا.

تفجيرات سيناء

فهل ما حدث له علاقة بعرقلة ملف المصالحة، أم هناك أصابع إرهابية خبيثة وراء ذلك، الكاتب والمحلل السياسي د. ناصر إسماعيل اليافاوي يجيب قائلا: "محاولة اغتيال توفيق أبو نعيم؛ لا علاقة له بملف المصالحة، والأقرب للواقع أن العمل المشين تقف وراءه جهات معادية للقضية، وهذا السيناريو يتماها مع تفجيرات سيناء التي تحدث بعد التقارب المصري الفلسطيني.

وأضاف اليافاوي، وكون أبو نعيم يمثل أحد أركان التقارب؛ ونتيجة تمكنه من ضبط الحدود، وشد الثغرات والمنافذ أمام العديد من الجماعات المسلحة، جاءت هذه المحاولات وبطرق جبانة وخسيسة لا تعبر عن نقاء وتوجهات شعبنا للعيش بكرامة واستقرار .

النيابة العام

هذا وباشرت النيابة العامة تحقيقاتها حول حادثة إصابة اللواء توفيق أبو نعيم مدير عام قوى الأمن الداخلي في انفجار غامض.

وقد كلف النائب العام، المستشار ضياء الدين المدهون، رئيس نيابة المحافظة الوسطى بمعاينة مكان الحادث ومباشرة التحقيقات، والإشراف على فريق المباحث والأدلة الجنائية.

وتؤكد النيابة العامة على أنها ستباشر الإجراءات بحزم ودون تهاون بحق كل من يثبت انه يحاول زعزعة امن واستقرار الوطن والمواطن الفلسطيني.

استهداف المصالحة

ورأى الكاتب و المحلل السياسي الدكتور ذوالفقار سويرجو، أن ما جرى من محاولة اغتيال فاشلة للقائد توفيق أبو النعيم هي قذف لسهم مسموم إلى صدر المصالحة.

وانسب الردود الفورية ردا على هذه الجريمة كما ذكره سويرجو في تدوينه له وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"، هي أن يعلن الرئيس عن وقف كل الإجراءات بحق غزة و العمل الدؤوب على توحيد الصفوف في وجه العدو المشترك الجديد القديم عملاء إسرائيل و حلفاءها المعروفين دولا و افراد.

وأشار سويرجو إلى أن إسرائيل قد راهنت منذ البداية على الفشل الذاتي في تحقيق المصالحة، فاختبأت خلف معلوماتها القديمة، واعتقدت أن المصالحة وإن نجحت فيجب أن تتقاضى ثمنا لسكوتها إما بضمانات لعدم التشدد في أي صفقة تبادل أسرى قادمة أو هدنة طويلة الأمد تعطيها متسع من الراحة لمواجهة إيران و حلفاءها.

العملاء و الخطة ب و ج

و لكن ما يجري حتى اللحظة لا يشعرها بالطمأنينة لتحقيق ما سبق، و لهذا هي تنتقل للخطة ب، و هي إحداث شرخ داخلي من خلال أزلامها وشركاءها المستفيدين من استمرار الانقسام الداخلي ولكن سطوة السنوار ومن معه و جرأته على اتخاذ القرار حالت دون ذلك حتى اللحظة.

ولهذا كان من المتوقع أن تنتقل إسرائيل للخطة ج وهي التخريب المباشر و التصفيات التي قد تأخذ طابع التصفيات الداخلية أو توجيه أصابع الاتهام لجهات سلفية متطرفة من السهل تصديق تورطها، ولكن هذا لن ينجح لسبب بسيط أن حارتنا ضيقة وصغيرة وسرعان ما ستتكشف الأمور لتتضح الصورة بان الأصابع الإسرائيلية واضحة في العملية و بأيادي العملاء المحترفين ومعلومات استخباراتية إسرائيلية في الرصد و التوجيه. وفق ما قاله سويرجو

وأمام ذلك يرى سويرجو وفق تحليله، بأنه لا يجب السماح للعملاء بالحركة السهلة والعمل مجددا على ضرب تشكيلاتهم التنظيمية من خلال التعاون المشترك بين كل الأطراف المعنية بنجاح المصالحة التي نريدها نحن وليس المصالحة التي يريدونها هم.

ودعا إلى إعادة تقييم الحالة الأمنية الداخلية والدوائر المحيطة بصناع القرار وتغيرها بشكل دوري غير منتظم ضمن خطة مشتركة تؤسس لنظام سياسي فلسطيني صلب و صعب الاختراق.

مذكرا بالتجارب السابقة وهي كثيرة جدا من اغتيال وديع حداد إلى أبو جهاد خليل الوزير إلى الجعبري وفقهاء، وأن إنهاء الانقسام لا يعني رواتب ومعابر وكهرباء بل نظام سياسي فلسطيني متجانس يعمل ضمن أسس وطنية خالصة تحقق القدرة على البناء و المواجهة معا، حينها سيتعافى النظام و نتعافى نحن بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

استهداف لأمن غزة

هذا ورأت حركة حماس على لسان فوزي برهوم، الناطق باسمها، أن محاولة استهداف مدير عام قوى الأمن الداخلي والقيادي في حماس اللواء توفيق أبو نعيم عمل جبان لا يرتكبه إلا أعداء الشعب الفلسطيني وأعداء الوطن وهو استهداف لأمن غزة واستقرارها ووحدة شعبنا ومصالحه الوطنية، وعليه المطلوب من قوى الأمن ووزارة الداخلية ملاحقة المجرمين وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة والضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه العبث بأمن شعبنا واستقراره.

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -