لكل أمة عاداتها وتقاليدها ، وثمة عادات أكل عليها الدهر وشرب ، ويجب التخلص منها واجتثاث جذورها كي لا تصبح مرضاً أو وباءً اجتماعياً .
من هذه العادات كثرة الزيارات والمناسبات الاجتماعية والهدايا المبالغ فيها .
ان الزيارات بين الناس والمجاملات بين الاقرباء مستحبة ، ولكن لماذا لا تكون تشريفاً وليس تكليفاً ..؟!
برأيي المتواضع ان تراجع العلاقات الاجتماعية مردها بالاساس الهدايا الثمينة والتكاليف الباهظة التي باتت ترافق زيارات الناس لبعضهم البعض . فالتقديمات للضيف فاقت كل التوتقعات وبدها صورة على الفيس ..!!!
فما معنى ان الزيارة اصبحت تكلف المضيف اكثر من خمسمائة شاقل ، لانه لا يريد ان تنتقص قيمته ، فيقلد الآخرين في تقديم التضييفات حتى على خراب البيت ، وهذه التضييفات بلا شك تثقل كاهل رب الأسرة على حساب قوت عياله وخبزهم اليومي .
في الماضي البعيد كنا نكتفي بتقديم فنجان قهوة للضيف وما يتوفر في البيت من صنف واحد من الفواكه ، بينما يعتبر في زماننا عاراً ومش قد القيمة في العرف الاجتماعي ..!
المطلوب تخفيف عبء الزيارات والمناسبات التي لا نهاية لها ، فثمن الهدية ليس مقدار المحبة ، أفلم يقل الشاعر : لو كان الانسان يهدي ما كان عنده لهديت لك الدنيا وما فيها .
آن الأوان أن نتخلص من الأوهام والعقد النفسية التي أخذت تطاردنا ، وعدم تقليد الآخرين في سلوكياتهم وتصرفاتهم ، فظروف واوضاع كل واحد منا تختلف عن الآخر ، فعلى قد فراشك مد رجليك .!
شاكر فريد حسن