قبل اسابيع صرح وزير الخارجية المصري سامح شكري بان صفقة القرن جاهزة ومن جانب اخر صرح الرئيس المصري السيسي بان المصالحة ووحدة البيت الفلسطيني خطوة مهمة لتحقيق السلام في المنطقة وفي لقاءات اخرى مختلفة وجهه الرئيس السيسي شبه نداء للاسرائيليين والفلسطينيين منوها ان الفرصة سانحة لابرام السلام في المنطقة وعدم اهدار ذه الفرصة التي لن تعوض ، على تلك المسارات من التصريحات دعت القاهرة اطراف الانقسام "فتح وحماس ط للاجتماع في القاهرة على طاولة المخابرات العامة ولايام قليلة ابرم فيها اتفاق المصالحة على ان تستلم السلطة وحكومة الوفاق مهامها وسيطرتها على قطاع غزة ، ومن ثم استلام المعابر والمتوقع ان يأتي وفد من المخابرات العامة للاطلاع يوم الاربعاء القادم على اليات تسليم المعابر بما فيها معبر رفح.
حماس ابدت تعاونها الكامل في تسليم الوزارات وبدون اجراء فاعل من السلطة بانهاء العقوبات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس بخصوص غزة ، مع تصريحات مؤرقة للرئيس وبعض قادة فتح وبعض الفصائل بان السلطة لن تقبل الا سلاح واحد وقانون واحد في غزة ولن تقبل السلطة بتجربة حزب الله وبدورها ردت حماس بان سلاح المقاومة خط احمر ولا مساس به ، الا ان المصريين قالوا ان سلاح حماس والفصائل سينظر فيه بعد الحل السياسي هذا الطرح الذي اسعد حماس ورؤيا متفهمة من مصر لمتطلبات سلاح المقاومة في هذه المرحلة ، وقد لا يختلف الواقع عن الموقف المصري فسلاح المقاومة في غزة كان وما زال سلاح دفاعي وليس هجومي يستخدم للدفاع عن غزة امام اي عدوان ، قد يكون ما نشر ان بنود الاتفاق في القاهرة كانت نظرة بيروقراطية لحل الازمات في داخل قطاع غزة وكما تم الاتفاق يتم تنفيذها بشكل متدرج خوفا من الفشل اي سيستغرق زمنا ...!! اما عن خطوة حماس وتنازلاتها كما عبر عنها السنوار وابو مرزوف واولها اعلان المصالحة والموافقة على حل اللجنة الادارية وكما اوضح السنوار في توقيت يلقي الرئيس كلمته في الجمعية العامة هو تعزيز لموقف الرئيس بما يحمل هذا من رسائل لامريكا اولا ودول اخرى .
طبعا المصالحة تمت بدون الاتفاق على برنامج سياسي وهو المهم في ظل تباعد بين السلطة وحماس سياسيا وامنيا وان كانت حماس وافقت على دولة على ارض 67م ولكن كما جاء في وثيقتها وتصريحات مسؤليها " بدون الاعتراف باسرائيل "
ولكن هل هذا ك ما تم طرحه من الجانب المصري على حماس وهي البنود المعلنة ام قامت القاهرة باطلاع حماس على التحرك الولي والاقليمي بخصوص ما يسمى الحل الاقليمي وصفقة القرن ومستقبل حماس في النظام السياسي الفلسطيني التي ستأخذ موقعها في الانتخابات القادمة رياسية وتشريعية ومنظمة ..؟؟ حماس لم تعلن شيئا عن برنامجها وخطواتها السياسية للمرحلة القادمة ، ولكن على ما استقريء ان حماس تتابع التحركات الاقليمية والدولية التي تحاول ان تبلور هذه الصفقة ... وقد تكون قد اطلعت حماس على الخطوط العريضة لتلك الصفقة من مصر او تركيا او ايران .. والسؤال هنا هل الرئيس عباس يطلع حماس على تلك الانشطة المكوكية للادارة الامريكية والتي يبلغ فيها الرئيس.؟؟ ، حماس تقول انها سائرة في المصالحة مهما كانت النتائج ولو التزمت فيها ايضا بمفردها ...!! ولكن لا ادري مفهوم الالتزام من طرف واحد وما هي النتائج المثمرة بلذلك. ولكن ارى ان حماس لا تسير بعشوائية تدرك ما تفعل .
بعض التساؤلات التي طرحتها سابقا قد تجيب عليها ايضا في الزيارة المفاجئة لكوشنر المبعوث الخاص للرئيس الامريكي ترامب والتي استمرت 4 ايام تتناول عملية السلام في المنطقة وكما افادت بعض المصادر كوشنر كان على اتصال بالقاهرة والسلطة والامارات والاردن واسرائيل ويعلن نتنياهو عن وقف لقرار اعلان القدس الكبرى وضم المستوطنات بضغوط امريكية ولقاء سري ايضا بين رامي الحمد الله ووزير الاقتصاد الاسرائيلي والبحث ايضا في منطقة صناعية مشترك ولقاء لعباس مع وفد اسرائيلي من بينهم رئيس حزب العمل عمرام متسناع الذي وعده بان ترامب سيعترف بحل الدولتين ، ولكن من المهم ان ان نشير لما تحدث به عباس في هذا اللقاء مفردات استفزازية لحماس "" حماس لن تشارك في حكومة مالم تعترف باسرائيل ،، سأسلم مفاتيح المقاطعة لنتنياهو قريبا " وذكر "" انه شريك في السلام ولا يوجد شريك اسرائيلي " طبعا هذا في تناغم مع تصريحات ترامب بان نتنياهو مشكلة في طريق السلام ويبعد عنه ما ذكره ترامب " وايضا عباس "
نهج عباس واضح في كمال الوضوح ولكن حماس الى اين ذاهبة فالمصالحة الادارية والوظسفية ليست نهاية المطاف بل هناك استحقات كما يراها عباس وامريكا واسرائيل من اعتراف باسرائيل ونزع سلاح حماس والفصائل الاخرى ، محطة اتية بلا ريب وهل ستقبل دول الاقليم وامريكا بالتحديد دخول حماس للنظام السياسي وهي لا تعترف بكل الاتفاقيات التي ابرمتها منظمة التحرير والسلطة .... وماهو سيكون خيارها عند ذاك.... وهل لديها خيارات اخرى تبعدها عن الاحتواء ... ام ستسقط كل الخيارات امام جملة قالها السنوار تسثقط كل الاعتبارات امام طفل في غزة لا يجد دواء .... ام حماس تحمل بين يديها اكثر من خيار وخاصة الخيار الايراني ... وهنا اريد ان اوضح ان امريكا لن تواجه ايران بل ترسم معها جغرافيا سياسية في المنطقة في سوريا والعراق واليمن .... ولنتذكر ما هو موقف الامريكان من اعلان الاستقلال للاكراد في شمال العراق بعد ان دعموه فهم تخلو عن ورقة الاكراد لصالح تركيا وايران ويحدث ذلك فس سوريا في منطقة ادلب عن طريق قوات سوريا الديموقراطية ، هناك خرائط سياسية ترسم وتوازنات ، وهنا هل حماس قادرة في كل من الخيارات المطروحة ان تفرض خريطة سياسية من خلال صفقة القرن ام يبقى الخيار الاقليمي هو سيد الموقف كحل اقليمي تشارك فيه دول الاقليم من خلال مفهوم جبهة محاربة الارهاب او حلف محاربة الارهاب واسرائيل احد مكوناته ،؟؟ اما السلطة فخياراتها ضعيفة ولا تمتلك ورقة قوة الا غزة التي تعمل بكل اجراءاتها لتطويعها لحل دولتيت بتبادلية الاراضي ومتدرد يمتد لخمس سنوات .
واخيرا هل نحن فعلا نسير في طريق توافقيات الحل المتدرج والتكييفي لمقدمات صفقة القرن ..؟؟
سميح خلف