كلما اقتربت الحرب في سوريا وعليها من نهايتها المحتومة، تشتد الحملة العنصرية على النازحين السوريين في لبنان وتتخذ ابعاداً جديدة باعتبارها مصدراً للابتزاز السياسي، والمالي، وهو الاهم في هذه اللحظة.
وصحيح أن “العنصرية” في لبنان، تجاه العرب الفقراء، تحديداً، وبالذات السوريين منهم، قديمة ومتأصلة في جذور الكيان وهي مصدر رزق ووجاهة وزعامة للعنصريين والطائفيين في لبنان، لكن هؤلاء العنصريين كانوا السباقين في التوجه إلى دمشق للاستنجاد بها ضد الفلسطينيين والوطنيين في لبنان بذرائع طائفية.
وبعد دمشق توجه هؤلاء العنصريون في اتجاه صدام حسين في بغداد باستغلال خلافه مع النظام السوري.
وبعد دمشق وبغداد ومعهما اقام هؤلاء علاقة تحالف مع السعودية والخليج في مواجهة “الشيوعيين والاشتراكيين من الكفرة العرب في المشرق العربي”.
.. ثم كانت المحطة الاخيرة في اسرائيل، وهي قد سبقت ولعلها مهدت للاجتياح الاسرائيلي الذي كانت من بين نتائجه “انتخاب” بشير الجميل رئيساً للجمهورية في ثكنة عسكرية بحراسة قوات الاحتلال الاسرائيلي.
غداً، وحين تضع الحرب في سوريا وعليها اوزارها، سنجد هؤلاء الانعزاليين اول المهللين لانتصار الرئيس السوري بشار الاسد، ومعه حزب البعث العربي الاشتراكي.
وتمهيداً لذلك الغد فان هؤلاء يسارعون الآن إلى انشاء الشركات أو الانضمام إلى الشركات التي تم تركيبها في دمشق او خارجها تحت عنوان اعادة اعمار سوريا.
فحيث يكون الدولار يمكن أن يصير الانعزال “قومياً” او “تقدمياً” بحسب ما تقضي الحاجة.
والدولار أبقى من الاوطان والعقائد.. وحتى الاديان!