لماذا امتصت المقاومة ضربة الأنفاق وأجلت الرد..؟

كل الطرق كانت بالأمس تؤدي إلى اشتعال جبهة غزة، الاحتلال الإسرائيلي عمل على تجهيز مسبق لضرب النفق شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، من خلال كثافة التجهيزات العسكرية الملحوظة، وفصائل المقاومة أجمعت على أن الرد على هذه الجريمة هو الرسالة التي يفهما الاحتلال.

التحرك الدبلوماسي المخابراتي النشط بالأمس كان هو صاحب الكلمة العليا في كافة الاتجاهات، الاحتلال عبر الاتصالات مع المخابرات المصرية والتي بدورها نقلت رسالة لحركة حماس أن المحتل غير معنى بالتصعيد، في المقابل رأت حماس أن الاحتلال يحاول من خلال إشعال جبهة غزة توجيه ضربة موجهة للمصالحة و إحداث بلبلة في القطاع.

لا يتم بردات الفعل

حركة الجهاد الإسلامي ورغم مصابها الجلل، أيقنت أن الأمر لا يتم بردات الفعل، لأن أي مغامرة حربية غير مدروسة ستكون لها عواقب وخيمة، مع احتفاظها بحق الرد على هذه الجريمة، وهل غلبت حركة الجهاد المصلحة العامة في خطوة تحسب لها لا عليها.

هذا الأمر ما جعل الاحتلال يفكر متى سيرد الجهاد و كيف سيكون الرد، وهل فعلا امتصت حركة الجهاد خاصة وفصائل المقاومة عامة ضربة شهداء الأنفاق، أم أنها ستؤجل الرد للوقت التي تراه مناسب، كل هذه الاحتمالات لا تزال تدرس من قبل الاحتلال الإسرائيلي و فصائل المقاومة على رأسها حماس و الجهاد، وكذلك المخابرات المصرية بتنسيق وإطلاع الرئاسة الفلسطينية على التطورات أولا بأول.

عملية اغتيال مخطط لها مسبقا

وأمام ذلك يرى العديد من المحللين السياسيين، أنه لا يمكن التعامل بردات الفعل مع مثل هذه المواقف، وان كل شيء يجب أن يكون موزونا، و انه يجب وضع بعين الاعتبار ما يضمن استمرار المصالحة وعدم تعطيلها، لأنها هدف أسمى، لا يصب في صالح إسرائيل.

سراياالقدسخياراتناللردمفتوحةودماالشهدالنتذهبهدرا

وتعقيبا على هذه الجريمة وموقف الفصائل قال الكاتب و المحلل السياسي مصطفي إبراهيم وفق ما رصده تقرير" وكالة قدس نت للأنباء"، أن ‏الرد مشكلة وعدم الرد مشكلة حيث تتضح التفاصيل أكثر وضوحا، وأن تدمير النفق هو من أجل تنفيذ عملية اغتيال مخطط لها مسبقا، وبناء على معلومات حيث كانت إسرائيل تنتظر صيد ثمين بحجم قائد سرايا القدس ونائبه في الوسطى دخول النفق لتفجيره.

وحول موقف الجهاد وهل يمكن أن يرد وحيدا، أوضح إبراهيم، أن العملية تغل يد حركة الجهاد الإسلامي من الرد خاصة بعد ادعاء نتنياهو وتصريحاته أن النفق اعتداء على سيادة إسرائيل حيث انه يمتد إلى داخل الحدود.

مجزرة النفق

هذا و استشهد ثمانية مقاومين فلسطينيين واصيب 12 اخرون على الاقل جراء الاستهداف الاسرائيلي أمس، لنفق يتبع لسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حسب ما اعلنت مصادر طبية وامنية.

وافاد المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع اشرف القدرة لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" بان جثمانين لثمانية شهداء و 11 اصابة بينها حالات خطيرة وصلت تباعا الى مستشفى شهداء الاقصى وسط القطاع جراء الاستهداف الاسرائيلي لنفق شرق خان يونس." ، وقال مدير مشفى شهداء الأقصى:" أن أغلب الشهداء ممن دخلوا للإنقاذ والعدو استخدم غازات سامة "غير معروفة لنا".

إسرائيل تتحضر لعدوان على غزة

فهل كانت إسرائيل تحضر فعلا لحرب ضد غزة، وتريد أن تستغل ردات الفعل من خلال قصف النفق، الكاتب و المحلل السياسي الدكتور وجيه أبو ظريفة، رأى أن قصف الطيران الإسرائيلي لنفق شرق خانيونس وسقوط شهداء وجرحى عملية مدروسة وذات مغزى سياسي إضافة للاعتبارات الأمنية .

وأشار أبو ظريفة، وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"، انه من اللحظة الأولى لعملية الاستهداف خرج المستوى السياسي الإسرائيلي سواء رئيس الحكومة أو وزير الجيش وحتى المعارضة الإسرائيلية لتدافع عن العملية، مما يؤكد أن القصف تم بتعليمات من المستوى السياسي وليس المستوى العملياتي العسكري فقط.

وحول تفسيره للتصرف الإسرائيلي قال أبو ظريفة، هذا يعنى أن دولة الاحتلال قامت بهذا الفعل المدروس وهى تعرف انه يستدعى رد من المقاومة مما قد يؤدي إلى تواصل الفعل ورد الفعل والذي قد يدحرج الأمور نحو مواجهة حقيقية بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل وقيام إسرائيل بنشر منظومة القبة الحديدية وإعلان الاستعداد لتلقى أي رد من غزة يؤكد أن الجيش الإسرائيلي يريد أن يطمئن سكان مستوطنات غلاف غزة وفى نفس الوقت يرسل رسالة تهديد لغزة.

القساميحملالاحتلالمسؤوليةالتصعيدودماالشهدالنتذهبهدرا

ادراج المطالب بأجندة حوارات المصالحة

ويوضح أبو ظريفة إلى أن إسرائيل تريد أن تعيد مسالة الأنفاق لتكون على طاولة البحث ولتستغل فرصه المصالحة للضغط على الفلسطينيين لإدراج مطالبها على أجندة حوارات المصالحة وتأليب المجتمع الدولي على غزة وتبرير هجومها على الأنفاق كعمليات دفاعية مشروعة

هذا وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، اليوم الثلاثاء، أن الاحتلال الإسرائيلي لن ينجو بجرائمه وأن الرد حق مكفول للمقاومة يتم تقدير وقته ومكانه.

وشدد الحية خلال تشييع جثامين الشهداء القسام الذي استشهدوا أمس خلال المشاركة في إنقاذ عناصر من سرايا القدس الجناح المسلح للجهاد الإسلامي من نفق قصفه الاحتلال، أن "اختلاط دماء أبناء القسام مُجددًا مع دماء أبناء سرايا القدس تأكيد على الوحدة الحقيقية".

وأكدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن "خيارات الرد" جميعها؛ ستكون أمامها مفتوحة, مشددةً على أن" دماء الشهداء العظماء لن تذهب هدرًا".  

المصدر: غزة- وكالة قدس نت للأنباء -