النصراوية سوزان دبيني شاعرة رقيقة ناعمة طافحة بالمشاعر والاحاسيس المرهفة ، واعلامية قديرة صاحبة صوت شجي ينعش القلب ويلامس الوجدان .
سوزان شاعرة الحب والجمال والرقة والاناقة والدهشة ، تجترح وتختزل الكلام محلقة في سماء الابداع والكلمة الساحرة المموسقة كالسيمفونيات .
سوزان الانسانة الحساسة العاشقة المحبة للانسان والحياة ولكل ما هو جميل فيها ، المتجلية في الفن الشعري الذي يطرب ويفرح وينعش ويثير الاعجاب ، بومضاتها وهمساتها الأخاذة الآسرة وايماءاتها واسلوبها الطلي وصورها وغنى خيالها الخصب والفاظها الحلوة ومعانيها الجميلة ووصفها التصويري التأملي والرومانسية الحالمة والدفق العاطفي الجياش كالينابيع .
سوزان دبيني الشاعرة المتأنقة المشعة بحضورها ، التي تعزف كلماتها على اوتار القلب والروح ، عرفها القارئ منذ زمن بعيد من انتاجها الشعري الغزير ، ومن خلال اطلالاتها واشراقاتها في الصحف والمجلات المحلية ، وعبر دواوينها الشعرية " عندما تضمني اليك " و " ايقونة الحب " و" قارئة الفنجان " و" دفاتر القمر " ، ومن خلال برامجها الاذاعية في صوت اسرائيل الذي اصبح راديو مكان .
سوزان ديبيني تسكب كلماتها الليلكية المخملية المطرزة بالحب والعشق الرومانسي ، وحروفها الانيقة الدافئة ، فتغذي الروح بخصوبة المعنى ورقة الاحساس والايحاء الشعري ، والصفة الغالبة على شعرها انه عاطفي ووجداني غنائي في الغالب ، وللحب مكانه الاول ، والغزل لا يكاد يتقيد بحدوده ، فالحب لديها انسكاب جمالي يترقرق ترقرق الحلم في النفس البشرية ، ويشكل موتيفاً العصب الاساس الذي من خلاله تعبر عن خلجاتها ونبضاتها ومشاعرها الجياشة الفياضة . انها رسامة ماهرة بريشة حسها الانساني المرهف الصافي ، التي تغمس محبرة ريشتها في شرايينها وفي دم قلبها لتخرج نابضة بالحياة ، بكلمات ليست كالكلمات ، كلمات دافئة وساخنة وحارة وملتهبة لا اجمل ولا احلى .. فتقول :
حقيبة السفر التي حملتها معك
ساعة الوداع
لم تكن بها اشياؤك الخاصة
بل كان بها قلبي
وحفنة من دموعي
يقول الاديب المعروف محمود عباسي ؛ " سوزان دبيني بشخصيتها المميزة واسلوبها اللبق تفرض عليك احترامها وتجذبك اليها وتشد انتباهك لكل همسة او كلمة تخرج من شفتيها ، فهي سريعة البديهة ومحاورة بارعة واذاعية لامعة فلا عجب انها شاعرة بالفطرة .. ذات كلمات رائعة جبرانية مرهفة ".
القصيدة السوزانية الدبينية مكتوبة على نمط شعر التفعيلة واحياناً تأتي موزونة ، وهي قصيدة مكثفة وجزلة تحفل بالمعاني العميقة الانيقة والصور الخلابة ، ومعبأة بالاستعارات والتعابير البلاغية والتشبيهات والاوصاف الربيعية والايقاعات المموسقة والجمالية الفنية والمعاني الجذابة المغناطيسية المؤثرة في وجدان القارئ والمتلقي ، التي تضفي عليها مسحة من روحها الدافئة الجميلة ورومانسيتها ، فتخرج قصيدتها قشيبة زاهرة مبهرة مدهشة تنعش روح المحبين والعاشقين والمتيمين ببوحها وهمسها الصادق التلقائي العفوي :
اقرأني حبيبي كما تشاء
من اعلى الى أسفل
من أسفل الى اعلى
اقرأني من أي زاوية تريد
اقرأني بأية لغة تريد
فأنا قصيدة بل حروف
بلا أوزان بلا قواف
أنا قصيدة لا تقرأها الا عيناك .
سوزان شاعرة مبدعة متمكنة وقديرة رهيفة الحس ، تكتب ما لم يكتب فيزيدها جمالاً في جمال ، لها لونها ومذاقها ورونقها المميز ونكهتها العطرية ، انها كحبة البلوط مثلما وصفها الشاعر الريفي الرعوي سعود الاسدي ، وكالقهوة المهيلة على نار هادئة ، وكالشهد المصفى النقي الخالي من الغش .
في همسات سوزان دبيني وبوحها الجريء نلمس بساطة الصياغة وعمقها في آن ، فهي تملك الاحساس والدفء وجمال الروح وحرارة العاطفة ، التي تعبر عنها بالمشاعر، ورقتها ، وبصدق الانفعال الذي تستوحي منه القول .. فلنسمعها وهي تناجي الحبيب قائلة :
منذ ان عرفتك
سقطت مستحيلات الدنيا
جميعاً
من قاموس حياتي
واصبحت معك
احيا بلا حدود اللاوعي
عبر حدود حياتي
سوزان دبيني تدرك تماماً ان الشعر فن ابداعي جميل ، يعبر عن تجربة انسانية حقيقية وانفعال صادق وعفوي ذون تكلف قبل كل شيء ، وليس مجرد صناعة كلامية يتجزأ عليها من يشاء ، وان صور التعبير وبساطته وشفافيته عنصر رئيس واساس من مكونات القصيدة الناجحة ، فضلاً عن الموسيقى ، ولذلك تغني قصائدها بجمال المعاني الجديدة والالوان الخضراء البديعة ، والصور الحية ، ولا ابالغ اذا قلت ان شعرها هو شعر الفطرة والموهبة الفذة والحياة والعفوية ، شعر التجديد في الصياغة والموضوع والالهام والبوح والخيال ، شعر الاصالة والطلاوة والرقة والاحساس وبراعة التوليد في الصياغة والموضوعات .
سوزان دبيني ما ارق روحك ، وما اروعك يا اميرة الحس الدافيء ، وسيدة الحب والقلب والرومانسية ، يا من تسكبين روحك في قصيدتك ، قصيدة العشق والحياة ، ومعك انت وحدك يتأنق شعر الحب والغزل والوجدان بين انقاض الكلمات .
بقلم/ شاكر فريد حسن