منذ يوم الاثنين ... وحدوث الجريمة النكراء بقصف أحد انفاق المقاومه وسقوط أعداد من الشهداء والجرحى من سرايا القدس والقسام ... عناصر وقادة ... والانفاس محبوسة ... كما الاحتمالات مفتوحة بكافة توقعاتها التي تزداد حدة وخطورة ... حول ردود الافعال المتوقعه ... نتيجة هذا العدوان الارهابي ... وما يمكن ان يترتب علىه من ردود اافعال ونتائج وحرب مفتوحة لا نعرف مداها ونتائجها ... في ظل حرب نفسية حاول المحتل الاسرائيلي أن يتلاعب بها ... وأن يعمل حساباته على اساسها ... الا انها حرب مكشوفة بتوقيتها وأبعادها ... والتي تستهدف بالمقام الاول المصالحة الفلسطينية ... والجبهة الداخلية وخلط اوراقها واولوياتها ... كما محاولة افشال للدور التاريخي والمحوري والقومي لمصر الشقيقه ... وما يتهددها ... ويتهددنا جميعا ... من جماعات متطرفة وتكفيرية ... تحاول العبث ... واستغلال كل ثغرة امنية ... كما استغلال كل حالة توتر وعدوان اسرائيلي ... حتى تتحرك تحت اغطية و مبررات وذرائع واهية ومكشوفة .
لحظات حاسمة ... وما قبل الساعات الاخيرة ... وما جرى منذ حدوث العدوان من مساعي حميده وخطوات متواصله لجهد مصري مبارك منعا من تفاقم الاحداث ... وحتى لا تدخل المنطقة بردود افعال غير محسوبة نتيجة لهذه الجريمه النكراء .
اسرائيل وحكومتها والتي حاولت بكل جهدها واتصالاتها ان تجعل من الدور المصري دورا مخفضا للتوتر ... وعاملا على تعزيز التهدئة واستمرارها ... وحتى لا تفلت الامور الى ردود افعال يصعب محاصرتها ... وتحديد نتائجها .
الدور المصري ومنذ زمن كان مساهما وفاعلا ومتواصلا لاجل التهدئة ... وعدم انفلات الامور... ومحاولة لجم اسرائيل وعدوانها المستمر على ارضنا وشعبنا .
جاءت عملية النفق بادعاء اسرائيلي انها خارج حساباته ... وانه لم يكن على نية القتل لهؤلاء الشباب وبهذا العدد الكبير ... وان من دعاهم لقصف النفق هو دخوله الى داخل الخط الاخضر عبر الحدود ... وانهم يتابعون هذا النفق منذ فترة ... حتى جاء موعد اجرامهم وقصفهم وقتلهم لهؤلاء الشهداء من ابناء سرايا القدس ... وسرعة الطلب بأن يتوقف التصعيد وان لا يكون هناك من ردود افعال في ظل طوارئ اسرائيلية حول غلاف غزة ومنع المزارعين من الوصول الى مزارعهم ... وحتى خروج السكان من مساكنهم ... محاولة كذب وتضليل وخداع ... كما عهد اسرائيل وسياساتها وكيفية ايجاد المخارج لجرائمها .
حالة خوف وهلع اسرائيلي من احتمالية الرد القوي على هذه الجريمه النكراء وعلى هذا العدوان الذي يفتح الاحتمالات على مصراعيها .
مصر التي ادارت الازمة بكل حكمة وقدرة واقتدار للجم العدوان الاسرائيلي ... ووضع قيادة الجهاد الاسلامي وعلى رأسها الدكتور رمضان شلح بصورة الحسابات الدقيقه ... والابعاد السياسية .. والمخاطر الداخلية ... من امكانية فتح جبهة لا يعرف مداها ... واين ستكون نتائجها ومدى تأثيرها المباشر وغير المباشر على المصالحة برمتها ... وعلى الامن القومي الفلسطيني والمصري .
لقد كانت شجاعة القرار الوطني الذي اتخذته قيادة الجهاد الاسلامي وعلى رأسها الدكتور رمضان شلح الامين العام ... الذي اثبت بالملموس ... ما كنا نقوله على الدوام ان حركة الجهاد الاسلامي تحكمها القياده الحكيمة كما حكمة القرار الوطني ... كما اولوية المصالح الوطنية العليا ووحدة الشعب الفلسطيني .... اولويات وثوابت لا يمكن التنازل عنها ... او التهاون فيها ... او العبث بمصيرها .. برغم الالام وفقدان هؤلاء الشباب المجاهد ... الا ان وحدة الشعب ومصالحه ... كما المصالحة الوطنية واستهدافها باعتبار ان عودة السلطة الوطنية الفلسطينية وحكومة التوافق وترتيب البيت الفلسطيني ... وانهاء كافة نتائج الانقسام الاسود ...من الاولويات الفلسطينية ... وقبل ساعات قليلة من تسلم المعابر ... والتي يوف يتم تسلمها صباح اليوم ... والبشرى لكافة ابناء القطاع ان معبر رفح سيكون مفتوحا وبصورة دائمة منذ منتصف الشهر الحالي لتحرك المواطنين بحرية تامة ... كما كان ما قبل الانقسام ... وحتى لا يعطي العدو فرصة اضافية لاستمرار عدوانه وحصاره ... وتعطيل عجلة المصالحة وخلط الاوراق وارباك الجبهة الداخليه ... وارجاعنا لنقطة الصفر ... وافشال مشروع المصالحة بكافة مراحلها وتواريخها كما افشال الرعاية المصرية المشرفة والضامنة لتنفيذ كافة مراحل المصالحة .. وغيرها من الحسابات السياسية والامنيه الداخلية والاقليميه ... جعلت من قيادة حركة الجهاد الاسلامي أن تتحلى بأعلي درجات ضبط النفس والالتزام الوطني العام ... والصبر على الالام ... وعدم الانسياق وراء ردود افعال لا تخضع لحسابات متوازنة ... وما يمكن ان يترتب عليها من خلل واشكاليات داخلية .
عواطف الرأي العام لا تخضع لحسابات السياسة والمصالح الوطنية وما يدور حولنا ... وما يتهدد جبهتنا الداخلية وقضيتنا الوطنية ... ومن يتربص ويرفض المصالحة الوطنية والذي سيجد في توتير الاوضاع وخلط الاوراق والاولويات ... ما يمكنهم من التلاعب والعبث وحتى التسلل وارتكاب الجرائم وعمليات الارهاب .
الدكتور رمضان شلح وقيادة حركة الجهاد الاسلامي وقد امتلكوا الشجاعه و قدرة القراءة السياسية لمجريات الاحداث وما يدور داخل القطاع ومحيطه ... وما يتهدد المصالحة الوطنية وتواريخ تنفيذ بنودها في لحظات حاسمة نقترب فيها بعد ساعات قليلة لاستلام كافة المعابر وبسط السلطة الوطنية لادارتها وترتيب اوضاعها بما يخدم حركة المسافرين والبضائع .
لقد كانت مصر وعلى الدوام ... وبانفتاحها الدائم مع كافة القادة والفصائل .. ومعرفتها الحقيقية بكافة مجريات الاحداث ... وما يجري على الارض ... وما يمكن ان يحدث ويطرأ من تحديات مفتعلة ...بفعل فاعلين ... ومتربصين... لوقف عجلة المصالحة وليس اخرها محاولة الاغتيال الفاشلة للواء توفيق ابو نعيم والذي بحمد الله لم يصاب بمكروه وسيعود لشعبه وعمله واداء واجبه .
نحن داخل القطاع وفي مرحلة حاسمة ودقيقه ... وفي ظل بداية المصالحة وتحقيق خطواتها والتي كانت بدايتها الاولى تمكين حكومة التوافق من كافة الوزارات والمؤسسات ... وما سوف يجري بعد ساعات من استلام المعابر كافة وما سوف يحدث بالقاهرة من لقاءات فصائلية كما لقاء القطبين فتح وحماس ... وما سوف تجري اللقاءات عليه من بحث تشكيل حكومة وحدة وطنية والتمهيد لانتخابات رئاسية وتشريعيه ومجلس وطني .
لقاء كافة الفصائل بشهر نوفمبر الحالي واجتماع فتح وحماس بالاسبوع الاول من شهر ديسمبر لقاءات وتواريخ محددة وامامها ملفات عديده تتطلب التنفيذ ... ولا تستدعي المزيد من الحوار والنقاش حولها .
الاستهداف القائم ... وما يخطط ضد المصالحة ... تتعدد خيوطه ومنطلقاته منها ما هو اسرائيلي ... ومنها ما هواقليمي من بعض الدول المعروفة بأسماءها وعلى رأسها قطر وتركيا والتنظيم الدولي للاخوان ... والجماعات التكفيرية الارهابية التي لا تستطيع العيش والتحرك الا وفق حالة الانقسام وغياب الامن والسيطرة الكاملة ... لذا يجب علينا أن نكون الاحرص على الدوام على اتمام المصالحة ... وعدم الوقوع بردات فعل غير محسوبة العواقب ... وأن نبقى بصورة دائمة على تنسيق تام وكامل مع الشقيقة مصر ... التي ربما ترى بأكثر مما نرى ... والتي ربما تعرف بأكثر مما نعرف ... والتي تحدد المخاطر والاخطار بأكثر مما نحددها ونعرفها .
الكاتب : وفيق زنداح