من المذهل ان نستمع لمصطلح قرار الحرب والسلم ليطفو على لغة اشتراطات السلطة وعلى لسان بعض قادتها وقادة فتح الرئيس عباس في لقاءات تلفزيونية وتصريحات صحفية وهي من ضمن المحددات التي وضعتها السلطة لترفع اجراءاتها المتخذه والعقابية لغزة ن فالامور لم تعد تندرج تلك العقوبات على وجود اللجنة الادارية من عدمها ولكن اخذت محددات السلطة في التصاعد ورفع مستوى مطالبها لتتم المصالحة ، بالمقابل اعلنت حماس انها ستتعاون بشكل مطلق لتنفيذ مطالب السلطة من بسط السلطة نفوذها على كل قطاع غزة الوزرات والمعابر وكل شارع وحارة في القطاع ، واعتقد تم لها ما طلبت فاليوم 1/11/2017 تسلمت السلطة معبر رفح وكرم ابو سالم وايرز بسهولة ويسر وعينت السلطة مدراء امنيين لتلك المعابر ، وما زالت اجراءات تطبيق المصالحة تسير بشكل متدرج كمشية السلحفاء وما زالت الاجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس عباس لاتغيير فيها .
مصالحة متدرجة التنفيذ كما عللوا وبرروا خوفا من فشلها في حال التسرع ، لانريد مناقشة الاليات المتخذه تجاه اتمام المصالحة والطرف المصري يتابع بدقة تلك الاجراءات ولكننا سنبحث في مدى صحة ما تناوله مسؤلي السلطة حول قرار الحرب وقرار السلام .
وهنا اتسأل هل هناك يوجد قرار سلام للشعوب المحتلة اراضيها ...؟؟؟ وكيف يكون شكل هذا السلام ...؟؟! بما هناك بعض التجارب التي لواء المقاومة المدنية وجنوب افريقيا وان كانت تتسم ببعض العنف ولكن الحالة الفلسطينية تعيش باي من المفاهيم :
1- حالة اللاحرب واللاسلام
2- حالة حرب
3- حالة سلام
لا نريد ايضا هنا ان نتحدث عن مسارات منظمة التحرير ما قبل اوسلو ولكننا سنتحدث عن مساراتها ما بعد اوسلو وولادة السلطة الفلسطينية عام 1993م.
بموجب اتفاق اوسلو وبما ان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني باعتراف اقليمي ودولي اذا الشعب الفلسطيني في حالة سلام مع الاحتلال وهناك انشطة تعاون مختلفة بين السلطة والاحتلال واهمها ملاحقة ومطاردة كل من يعيق تنفيذ هذا الاتفاق ويمارس مقاومة "" عمليات عنف ضد الاحتلال ""، ولكن هل فعلا الشعب الفلسطيني في حالة سلام ..؟ وهل اسرائيل كطرف بلغة الاتفاق اوفت باستحقاقات المرحلة الانتقالية التي تنتهي في عام 97م واصبحت للفلسطينيين دولة ذات سيادة او شبه سيادة لها حدود جغرافية ..؟؟ بالتاكيد ان اوسلو فقدت عنقها باغتيال اسحاق رابين وفقدت رأسها باقتحام المقاطعة وتسميم ياسر عرفات .
ان كانت السلطة في حالة سلام مع الاحتلال هل هناك حالة سلام مع الشعب الفلسطيني ... وما تترجم الاغتيالات والاجتياحات للضفة الغربية وبناء المستوطنات وتهويد القدس ....؟؟ وهل تم البت في حقوق اللاجئين ام تم تجاوزهم ..؟؟؟ وماذا عن الاغتيالات التي طالت عشرات الكوادر في غزة وما زال هذا السلوك للان وثلاث حروب استهدفت غزة ..؟؟ طبعا الشعب الفلسطيني في حالة حرب مع الاحتلال قررها الاحتلال نفسه ومن جانب واحد وان كانت السلطة تعتبر نفسها في حالة سلام بموجب اتفاقية انتهت واراد ياسر عرفات ان ينهيها ايضا في اخر كلماته امام الشعب الفلسطيني "" عالقدس رايجحين شهداء بالملايين ومفجرا انتفاضة 2000م" والتي استخدم فيها الكفاح المسلح المتبادل بين الاحتلال والفلسطينيين ""العنف" هذا اولا :
ثانيا : هل الفلسطينيين في حالة الاحرب ولا سلام .! هذا تترجمه تصريحات قادة الاحتلال باستمرارية الوضع القائم وتوسيع صلاحيات الادارة المدنية في ظل فشل المفاوضات وانتظار صفقة ترامب علما بان ترامب للان لم يصرح ويؤيد حل الدولتين ولكن في تصريح لرئيس حزب العمل الاسرائيلي مؤخرا في زيارته للرئيس عباس قال : قد يعلن ترامب على موافقته على " مبدأ" حل الدولتين بالمقابل تسير الامور بعلاقات اقتصادية وامنية بين السلطة واسرائيل
ثالثا : هل الفلسطينيين في حالة حرب .. نعم ، بالتأكيد لان اراضيهم محتلة ، وغزة محاصرة وتحت اشراف دولي على معابرهم اسرائيل احد اطرافه وخاصة معبر رفح، ولكن من كان يتخذ قرار الحرب في غزة والضفة ، في غزة فصائل المقاومة حماس والجهاد وكتائب الاقصى والديموقراطية والشعبية وفصائل اخرى .... ولكن هل كانت مقاومة هجومية بمعنى المقاومة لاسترداد الارض المحتلة ، انظمتها الداخلية تقول هذا ... ولكن الواقع الاقليمي والدولي جعلها مقاومة دفاعية في حدود قطاع غزة وصد اي عدوان عليها ... ولكن لم تتحرر غزة من الحصار الاسرائيلي ومبدأ انسحابها من غزة معللة "" باعادة الانتشار لقواتها" ولن لعبت المقاومة دورا مهما في انسحاب الاحتلال من غزة كاحد العوامل وهناك عوامل اخرى ديموغرافية وسياسية وامنية دفعت شارون للانسحاب ، اما الضفة نعم هناك مقاومة ايضا وهي مقاومة فردية نفذت عشرات العمليات في كل اراضي الضفة الغربية ومسنودة فصائليا بعيد عن السلطة بل تلك المقاومة امام خطرين خطر اجهزة السلطة واجهزة الاحتلال .
كيف الان بعد المصالحة يتخذ قرار الحرب والخروج من مفهوم السلام الاحمق او حالة اللاسلام او حالة اللاحرب التي تريدها السلطة ، كيف يمكن ان يحقق اجماع وطني وفرضا تم تحديث السلطة والمنظمة..؟؟؟
هل الاجماع الوطني سيدخل في طوق الانتظار للحلول الاقليمية والدولية والقبول بما هو ممكن وبالتاكيد هو مجحف بحق الفلسطينيين ... ام ما هي الخيارات في ظل هذا النهج الذي يعلن سلاح واحد وقانون واحد وامن واحد مرتبط ارتباطا عضويا بالاحتلال ..؟؟!
ياسادة قرار الحرب والسلم تتخذه الدول ذات السيادة رئيسها وبرلمانها ومجلس امنها القومي على اراضيها وتمتلك حدود وتكون في حالة صراع على الحدود او على جزء من الاراضي محتل او لعامل اقتصادي او ما يهدد امنها القومي ، هل ينطبق ذلك على الحالة الفلسطينية التي تعاني كل خلاياها وسمائها وارضها من احتلال ، كيف لن ان نقبل بمثل هذا المصطلح المشوه الدخيل على حالتنا الفلسطينية ... وهل تعتقدون ان منظمة التحرير ستعود الى الكفاح المسلح بعد هذا المشوار الطويل من الفشل ... وهل السلطة بمكونها قادرة على اتخاذ قرار مواجهة مع اسرائيل ...؟؟!
كيف يمكن ان نفهم تصريح عضو اللجنة المركزية محيسن: قرار السلم والحرب تحدده القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، وليس من حق أي حزب أن يتخذ هذا القراار . وكيف يمكن ان يترجم تصريح ابو مرزوق على ضوء ما تقدم " ان قرار السلم والحرب سنتقاسم مسؤليته مع القيادة الفلسطينية.
سميح خلف