قرأت بإمعان ....وبدقة متناهية .....وبفكر وطني ...وبمهنية إعلامية .... لكل كلمة كتبها السيد الرئيس محمود عباس بمقالته الأشهر والتاريخية ....والمنشورة بجريدة الجارديان البريطانية والتي يتم تناقلها ونشرها عبر العديد من وسائل الإعلام ....المحلي ...الإقليمي . ...والدولي ...وعبر المواقع الإخبارية الالكترونية ...وشبكات التواصل الاجتماعي ...والتي تأتي في سياق الرد التاريخي ....السياسي ....الإنساني ... القانوني .....لتصحيح مسار تاريخي....وخطأ قانوني ....وجريمة سياسية من الوزن الثقيل ....والتي لا تغتفر.... ولا تشطب بجرة قلم .
مقالة تم نشرها..... ليقرأها الجميع ...وليطلع على فحواها وما جاء بها من مسار تاريخي ....لمحطات سياسية ...وانتهاكات إنسانية.... ووطنية ....أقامت كيان على حساب شعب وأرض.... وأصحاب حقوق .....وشردت وهجرت ما يقارب المليون دون ذنب أو سبب أو مبرر ....إلا أنهم أصحاب الأرض .....ومن صدر بحقهم القرار المشئوم بالثاني من نوفمبر 1917 لأرثر جيمس بلفور الذي شغل منصب رئيس الوزراء في أوائل القرن العشرين.... ولكن اسمه ليس مألوفا للبريطانيين بقدر ما يعرفه ما يقارب 12 مليون فلسطيني.... وما يزيد عن 350 مليون عربي ....وما يزيد عن مليار مسلم ...وهذا ما يتوجب على الحكومة البريطانية كما قال السيد الرئيس أن تغتنم الفرصة ...وأن تقوم بتصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكب بحق الشعب الفلسطيني .
بهذه المقدمة بمقالة السيد الرئيس محمود عباس بدأ مقالته التي يخاطب بها بريطانيا ومن خلالها العالم بأسره..... حتي يتوقف مليا....وممعنا الفكر ...... إنسانيا وتاريخيا ....وقانونيا للوقوف أمام مسئولياتهم إزاء شعب بأكمله..... لا زال يعيش حالة التهجير والتشرد ....والجزء الأخر لا زال تحت الاحتلال والظلم والاستيطان.... وسلب المزيد من الأرض ....ونهب الخيرات وتهويد وتهديد المقدسات الإسلامية والمسيحية .
كتب السيد الرئيس بمقالته حول المليشيات الصهيونية التي قامت بطرد ما يقارب المليون فلسطيني من بينهم الطفل محمود عباس ابن مدينة صفد ....كما غيره عشرات الآلاف من الأطفال ...ومئات الآلاف من الأباء والأمهات ....وفي هذا السياق التاريخي الظالم ....وهذه الوقائع التي تحدث بها السيد الرئيس ....استذكرت طرد والدي الفدائي الصغير الذي كتب عنه بكتب التاريخ.... والذي كان يعيش بمدينة القدس مع والدتي السورية بمدرسة الأيتام الإسلامية بالقدس .....والذين هجروا الي غزة ..... فكان والدي ومثواه الأخير بمسقط راسه غزة .....والدتي ومثواها الأخير بمسقط رأسها مدينة دمشق ....وحتي جدتي ام والدتي كان مثواها الأخير بمدينة القاهرة .
شعب لا يموت ...وحقوق لا تضيع ....واصرار دائم ...ومطالبات لا تتوقف ....وقرارات أممية تصدر قرارا بعد قرار ....وضغوط انسانية.... وسياسية ....وقانونية.... ستستمر بمطالبها وحقوقها ....حول حق الشعب العربي الفلسطيني بدولته الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس بحدود الرابع من حزيران 67 باعتبارها الحد الأدني من الحقوق..... وعلى أرضية حل الدولتين .....والا فان عدم تحرك العالم بكافة مؤسساته ....وأنظمته أحزابه.... ومنابره .....بممارسة الضغوط السياسية.... الكفيلة بتحقيق هذا الحد الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية..... سيفتح الطريق لممارسة الحقوق التاريخية ونحن داخل أرضنا ....وداخل فلسطين.... من رأس الناقورة حتي رفح ....ولتكن حياتنا على أرضنا استمرارا لألاف السنين .....والتي عاشوا فيها الأجداد والأباء على أرضهم وداخل قراهم ومدنهم .
فرصة تاريخية ليس للاحتفال بها .....من قبل بريطانيا .... كما أنها ليس للتفاخر .... بل عار تاريخي .....يتطلب ضرورة التوقف أمام جريمة سياسية ....وانتهاك فاضح .....لامبراطورية قديمة .....ولدولة عظمي ...يجب أن تكون مساهماتها ليس تعزيزا للظلم..... وليس مخالفة للقانون الدولي ..... ولكن محاولة للانصاف واستعادة العدالة الغائبة ...والحقوق الضائعة..... وحتي على الاقل .....الاعتذار لشعب حرم من وطنه ....وهجر من ارضه .....وتم طرده وقتله وملاحقته .....الاعتذار ..... لما قمتم به من جريمة سياسية وانسانية ....وانتهاك فاضح وواضح لكافة القوانين الدولية ....وحتي للقرارات الأممية .....مراجعة سياسية ملزمة ....يجب أن تقوم بها بريطانيا كما العالم بأسره ....الذي يجب أن يصحح هذا الخطأ التاريخي ....وهذه الجريمة الكبرى..... ليس بالاعتذار فقط ....ولكن بإحقاق الحقوق ....واعادة الأرض لأصحابها .....وتجسيد مفهوم الدولة.... بكافة أركانها ومقومات وجودها على أرضنا ....وفي ظل نظامنا السياسي وشرعيته ....وبكافة مؤسساته .
اليوم الرئيس محمود عباس يخاطب العالم ...بمقالته التي فيها من الحضارة ....كما فيها من السياسة ...كما فيها من القانون .... والتاريخ ومحطاته .....والتي ترسم خارطة شعب ....ومعالم أزمة ....ومخاطر لا زالت قائمة ومهددة .....للأمن والسلم العالميين ...ولمنطقتنا ....في ظل تجاهل وعدم إنصاف الشعب الفلسطيني ....وحقه بإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس .
فرصة تاريخية سانحة تتوفر اليوم ....وقد لا تتوفر غدا ....تتوفر هذا العام.... وقد لا تتوفر بالعام القادم .....لكنها فرصة بكافة الأحوال .....وعلى بريطانيا التقاطها ....حتى تزيل جزءا يسيرا من أخطائها ...وحتى تعدل قليلا من قرار ظالم ....وحتى تعطي لنفسها فرصة الاعتراف بدولة فلسطين ....كما فرصة الاعتذار لشعبها .....الذي يستحق أكثر من ذلك .
بقلم/ وفيق زنداح