ميشيل كيلو كاتب واعلامي ومعارض سوري من مدينة اللاذقية ، وعضو سابق في الحزب الشيوعي السوري ، ترجم عدداً من الكتب الفكرية والسياسية الى العربية ، منها : " الامبريالية واعادة الانتاج ، والدار الكبيرة ، ولغة السياسة ، والوعي الاجتماعي " .
وكان كيلو تعرض للاعتقال في السبعينات من القرن الماضي ، ثم سافر الى فرنسا وبقي فيها حتى الثمانينات ، حيث عاد الى سوريا ، وفي العام ٢٠٠٦ اعتقل مرة أخرى بتهمة النيل من هيبة الدولة السورية واثارة النعرات المذهبية واضعاف الشعور القومي .
ما يميز ميشيل كيلو هو الرقص على الحبال ، والتدبذب والتقلب والتغير في المواقف السياسية وفقاً للحالة المزاجية ، والتلاعب بالكلام ، الذي ينم عن نرجسيتة الواثقة ، وشخصيتة الحربائية .
وهو ينتشي سياسياً ووجدانياً وينتظر بصبر وجلد سقوط النظام السوري ، ورفع الراية البيضاء ..!!!
كتب كيلو في مقال له نشره في صحيفة " الشرق الاوسط " قائلاً : " أخيراً من المرجح أن ينهار النظام خلال العمل العسكري أو بعده بقليل ، وأن تدخل سوريا في طور جديد صعب اليوم التكهن بملامحه ، سيكون من علاماته الاقليمية تغيرات محتملة في العراق وخروج نظام الملالي من العالم العربي وبداية انهياره في ايران ، وتهاوي حزب الله اللبناني " .
وهذه النبرة السياسية الواضحة الحادة كالسكين ، تشي بين ثناياها موقفاً مؤيداً للضربات العسكرية والخيار العسكري للتخلص من نظام بشار الاسد ،
ميشيل كيلو الذي لم يستخلص العبر والنتائج من تطورات الاحداث وتسارعها في المشهد السوري ، سقط فكرياً وسياسياً وأخلاقياً ، وباع نفسه رخيصة في سوق أعداء الوطن السوري ، ويمكن أن نستنتج من مقالاته وتصريحاته مواقفه المتباينة المهزوزة ، وبين وسيلة اعلامية واخرى يظهر بوقاً اعلامياً وشخصاً باحثاً عن مكاسب وخادماً لاجندات خارجية ، أكثر من اعتباره شخصية وطنية تحمل الهم السوري ، وصاحب مشروع سياسي في حقل الدبلوماسية .
وهو كغيره من " المثقفين " المزيفين المهزوزين فكرياً الذين يحلمون بسقوط النظام السوري وتنحي الأسد ، ولكن ليعلم ميشيل كيلو واشباهه ، الذي ما زال مقتنعاً أن ما يجري في سوريا هو ثورة اصلاحية ، وليس مؤامرة كونية تستهدف سوريا الوطن والنظام والمقاومة ، وليكن مطمئناً أن سوريا ثابتة وعصية على الانكسار والهزيمة ، ومنتصرة باذن الله ، وتؤكد ذلك الوقائع والحقائق على الارض ، وبشار الاسد باق في عرينه ، مهما ارغى وازبد ميشيل كيلو ..!
بقلم/ شاكر فريد حسن