أتفاجأ أن ينبري بعض المنتسبين إلى أمة العرب، إلى إنتقاد، بل تسفيه للأسف معالي الأستاذ / مرزوق الغانم / رئيس البرلمان الكويتي، الذي وجه صفعة قوية لوفد (الكنيست الصهيوني) في مؤتمر إتحاد البرلمان الدولي، الذي إنعقد مؤخراً في بطرس بيرغ، واصفين السيد الغانم بما هو ليس فيه، لأنه عبر عن صدق المشاعر العربية إزاء الصلف الإسرائيلي والكذب والعنصرية المقيتة وإرهاب الدولة المنظم، الذي تمارسه سلطات الإحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، الذي يمثل عنوان الأمة والإنسانية في تحدي ومواجهة هذا الكيان العنصري البغيض، لا أستطيع أن أرى في تلك المواقف والأصوات النشاز والسفيهة التي حاولت وتحاول أن تنال بغثائها من المواقف المشرفة، وإنفعال معالي الرئيس المرزوق الغانم، سوى كونها أصوات نشاز، خارجة عن إجماع الأمة، ومتناقضة مع عواطفها ومشاعرها، التي هي دائماً مع شعب فلسطين، الصامد في وجه الإجرام الصهيوني اليومي، والمستمر منذ أكثر من سبعين عاماً، إن أصحاب هذه الأصوات الخسيسة والجبانة يحسدون الشعب الفلسطيني على بسالته وصلابته وصموده ووعيه الراقي وتشبثه بحقه في العيش الحر الكريم في وطنه، ويحسدون من يسانده وينحاز إليه من أبناء أمته لما في هذه المواقف الشجاعة من عزة وكرامة، ففاقدي العزة والكرامة، والمنتسبين إلى طابور الخسة والنذالة، وفاقدي الطهر والإيمان، يتقربون من الأعداء بمعاداة مشاعر أمتهم وشعبهم وحتى دينهم، إن في ذلك خسة ما بعدها خسة، ونذالة ما بعدها نذالة، وقد خرج بعضهم على بعض الفضائيات العبرية بحق، والتي تنطق زوراً بالعربية، وبعضهم نشر يوتيوبات، لتقزيم المواقف الشريفة والكريمة، ويتمنطقون بلسان الواقعية والتجرد من العواطف ومن المشاعر الإنسانية، ويعرضوا فتنتهم بالعدو، وليس أي عدو، وإنما العدو الصهيوني ولا يرون فيه صورة العدو، بل يتزلفون إليه وكأنه بات نموذجهم وصديقهم الحميم وحليفهم ضد من؟ ضد أنفسهم وأبناء جلدتهم، فعلاً قد غَرِقَ هؤلاء القلة في بحر الخسة والنجاسة والنذالة، فيقتلهم الشرف الرفيع ومواقف الكبرياء والعزة، والنخوة والشهامة التي تخلصوا منها، ونخوا واستكانوا للذل والمهانة والوضاعة عبيداً للأعداء، بئست أصوات هؤلاء المتهافتين نحو الأعداء، المجملين لصُورِ القَتلة الذين يستبيحون أقدس المقدسات، وأطهر الأماكن، أرض الطهر والقداسة، إنها الأرض التي باركها الرحمن أرض القدس وفلسطين، والتي نتشرف بالإنتساب إليها والولاء لها مهما تجبر الأعداء وتساقط الأنذال، نؤكد أن جدار الكرامة والعزة والثقافة لازال صامداً في أمتنا العربية والإسلامية وفي فلسطين القلب منها ولن يخترقوه أبداً، المجد للشهداء والشرفاء في أمتنا العربية والإسلامية، والخزي والعار للجبناء والأنذال وفاقدي العزة والكرامة والشهامة العربية.
بقلم/ د. عبد الرحيم جاموس