عبيدات: القدس بين فكي كماشة “خطة أردان ومشروع القدس الكبرى“

تصارع مدينة القدس للحفاظ على طابعها العربي والإسلامي، في وجه المخططات الإسرائيلية الاستراتيجية لتحويلها إلى عاصمة يهودية خالصة وموحدة لما يسمى "دولة إسرائي"ل، لتبقى في غياب رؤية استراتيجية فلسطينية عربية إسلامية موحدة بين فكي كماشة خطة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان التي تفرض حزام أمني حول البلدة القديمة بذريعة منع الهجمات الفدائية الفلسطينية ومشروع القدس الكبرى للوصول لأكثرية يهودية مقابل أقلية عربية عن طريق سياسية التطهير العرقي للمقدسيين.

خطة أردان.. استكمال لمشروع القدس الكبرى

يقول الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات عن أهداف الاحتلال من فرض حزام أمني في البلدة القديمة إن "تحويل البلدة القديمة لثكنة عسكرية سيؤدي لشِل الحركة التجارية والاقتصادية، الأمر الذي سيؤدي إلى اغلاق المحال التجارية للمقدسيين".

وشدد على أن الاحتلال يريد أن ينقل مركز حياة المقدسيين لما يسمى خارج بلدية مدينة القدس، بالإضافة لأثار الخطة الكارثية على حياة المقدسين الاجتماعية لأنها ستراقب كافة تفاصيل حياتهم اليومية.

ونوه إلى أن الخطة لها أهداف سياسية بمحاولة فرضها السيادة الإسرائيلية على البلدة القديمة، الأمر الذي يؤكد أن خطة أردان تأتي استكمالاً لمشروع القدس الكبرى الذي يهدف لتطهير عرقي للمقدسيين بإخراج 100 ألف فلسطيني خارج ما يسمى حدود بلدية القدس، لينضم في المقابل 150 ألف مستوطن من مستوطنات جديدة في جنوب المدينة وشرقها.

البلدة القديمة.. ثكنة عسكرية

وفيما يتعلق بأسباب فرض الحل الأمني في معالجة أزمات مدينة القدس أكد عبيدات، أن "الاحتلال يعتبر أن إلغاء الحل الأمني سيؤدي لتنازلات للفلسطينيين لصالح العملية السياسة، الأمر الذي سيؤدي لتقديمهم مزيد من التنازلات".

وشدد أن على الاحتلال رغم فرضه كافة أشكال القمع والتنكيل بحق المقدسيين من عقوبات جماعية إلى سياسية التغول الاستيطاني، لكن الخوف والقلق لا زال مسيطر على جنوده الأمر الذي دفعه لنصف المنصات الضخمة على أبواب البلدة القديمة وافتتاح المزيد من المراكز الشرطية ونصب كاميرات ضخمة.

ونوه إلى أن الاحتلال سينصب 40 كاميرات ذكية، تبلغ تكلفة كل كاميرا 100 ألف شيكل، بإدعاء تحسين الجودة ومن أجل تزويد شرطة الاحتلال بكل أحداث البلدة القديمة.

تطهير عرقي

وفيما يتعلق بالمعوقات التي ستنعكس على حياة سكان البلدة القديمة من جراء فرض خطة أردان أكد عبيدات، أن الخطة ستجعل المقدسي يعيش في حالة قلق دائم، لأن كل حركة له باتت محسوب نظراً لأن البلدة القديمة تحولت لثكنة عسكرية مغلقة.

وشدد على أن الأمر سينعكس سلباً على الأعداد التي ستتمكن من زيارة المسجد الأقصى المبارك، وكنيسة القيامة، بالإضافة لشل الحركة السياحة في البدة.

ونوه إلى أن المخطط يأتي لاستخلاص العبر من معركة البوابات الإلكترونية التي حقق المقدسيين فيها انتصاراً.

وقد واصلت الشرطة الإسرائيلية أمس، نصب منصات حديدية على أبواب البلدة القديمة في القدس وحملة تغير للكاميرات المثبتة داخل وخارج وعلى أسوار المدينة المقدس وأبوابها الرئيسية وخاصة تلك التي شهدت عمليات طعن في المرحلة الأخيرة وفي مقدمتها باب العامود، وذلك حسب خطة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان لمنع ما وصفه بـ"الهجمات الفلسطينية في البلدة القديمة" بالقدس المحتلة.

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -