مقبولة نصار صحافية من مدينة عرابة الجليلية ، عملت سنوات طويلة في راديو " الشمس " كمقدمة برامج حوارية ، ولها مواقف سياسية واجتماعية ووطنية مشرفة ، وهي مواقف الاجماع الوطني الفلسطيني لشعبنا وجماهيرنا العربية ، وللقوى والحركات والاحزاب السياسية والوطنية والديمقراطية والتقدمية في هذه البلاد ، التي تنادي بكنس الاحتلال واقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل في حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية ، واحترام حق العودة للمهجرين الفلسطينيين . وهي في جميع حواراتها تدعو الى احترام حرية الفكر والرأي .
مؤخراً، تم قبول مقبولة نصار لمنصب مديرة قسم التوعية للمجتمع العربي في السلطة الوطنية للأمان على الطرق ، ما أثار غضب واستهجان العاملين في صحيفة " يسرائيل هيوم " التي كتبت مقالاً تحريضياً في عددها الصادر اليوم الاربعاء تحت عنوان " موظفة كبيرة في سلطة الأمان تعمل ضد الدولة " وطالبت باقالتها من منصبها ، وهذا دفع وزير المواصلات يسرائيل كاتس للمطالبة ايضاً باقالة مقبولة نصار من منصبها فوراً ، وقال : " من يعمل في منظمات فلسطينية ضد الصهيونية غير جدير أن يستلم منصباً تربوياً في دولة اسرائيل " . وليس غريباً أن يقود هذه الحملة التحريضية اليسرائيان ، يسرائيل هيوم ، ويسرائيل كاتس .
وهذا ان دل على شيء فيدل على مدى تفاقم واستشراس العنصرية في المجتمع الاسرائيلي وداخل المؤسسة الصهيونية ، ضد المواطنين العرب الفلسطينيين الباقين في وطنهم . وهو تجاوز لكل الخطوط الحمراء ، وتعد فاضح وصارخ على حق الانسان في التعبير عن مواقفه السياسية والفكرية التي يرتئيها ويؤمن بها .
من حق مقبولة نصار ان تحمل اي فكر ، وأي موقف سياسي يتوافق مع قناعاتها وعقلها ووعيها ، ويعبر عن ذاتها وضميرها الانساني ، وليس جريمة انها تعمل في مؤسسة اسرائيلية ويكون موقفها مغايراً للموقف الاسرائيلي العام ورافضاً للاءاتها المعروفة ، وانها مع شعبها في معركة الحرية والاستقلال .
ما كتبته الصحيفة العبرية المجندة والموجهة من الجهات العليا " يسرائيل هيوم " وما قاله الوزير كاتس هو تحريض عنصري ارعن على الناشطة والصحافية الفلسطينية مقبولة نصار ، ويندرج في اطار الملاحقات السياسية ضد المثقفين والموظفين العرب الفلسطينيين الذين يغردون خارج السرب ، العاملين في سلك خدمات الدولة .
وانطلاقاً من هذا التوجه للصحيفة والوزير فيجب فصل جميع العرب العاملين في الجهاز التربوي بسبب مواقفهم ونشاطاتهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية المؤيدة للحق الفلسطيني ..!
المطلوب حملة تضامنية جماهيرية واسعة مع الصحافية مقبولة نصار ، والوقوف الى جانبها ومعها في معركتها لصد الهجمة العنصرية اليمينية ضدها ، والتصدي لهذا التدهور والانزلاق الخطير ، والاستشراس العنصري القديم - الجديد للمؤسسة الاسرائيلية الحاكمة ، ولمنع وقف عملها في سلطة الامان على الطرق ، ولنطلقها صرخة مدوية ومجلجلة " ارفعوا ايديكم عن الصحافية مقبولة نصار " .
بقلم/ شاكر فريد حسن