الذكرى الثالثة عشر لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات ... والذي نجدد فيها العهد والقسم والوفاء ... لنبقى على العهد ... ونستمر بأداء القسم ... ولنجدد الوفاء العظيم لشهيدنا الرمز القائد أبو عمار ولكافة شهداء ثورتنا ومقاومتنا وقادتنا .
اليوم نعلوا بالصوت ... ليسمعه القاصي والداني ... أن فتح لا تقبل القسمة ... وأن وحدتها وتماسكها والمدافعين عنها ... والحريصين عليها ... ستشاهدونهم بالملايين بساحة السرايا ... وبكافة ساحات الوطن ... رافعين شعار الوحدة الوطنية بأعتبارها خيارا استيراتيجيا لا تنازل عنه ... ولا تفريط بقواعده واهدافه .
ذكرى الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات ... ليست ذكرى عابرة لاقامة المهرجانات ... وخروج الملايين ... لتأكيد محبتهم ووفاءهم لقائد ثورتهم ومؤسس دولتهم ياسر عرفات .
مهرجان السبت العظيم بساحة السرايا ... مهرجان الوحدة والدولة ... مهرجان الوفاء وتعزيز الانتماء ... مهرجان الملايين من المحبين لياسر عرفات والمخلصين لدربه ونهجه وفكرته ... الملايين من الملتفين والمنتمين والمحبين لحركة الشعب الفلسطيني ... ومفجرة ثورته المعاصرة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ... حركة الشرفاء من ابناء هذا الوطن ... الباقون على عهدهم وقسمهم والذين تحملوا كافة العواصف والرياح العاتية ... والمؤامرات المدبرة ... والتي سقطت أمام ارادتهم وعزيمتهم وتمسكهم بثوابتهم ... محاولات عديدة لحرف المسار ... وتغيير التوجهات ... واضاعة الاهداف .. بزحمة الزمان والمكان ... الا ان جماهير ياسر عرفات ... وشعب محمود عباس ... والجماهير الملتفة حول فتح ... اصروا على مواقفهم ... ولم يتنازلوا عن ثوابتهم ... ولم يتهاونوا بحقوقهم .... بل ازدادوا اصرارا وعزيمة قوة وثبات .
جماهير ياسر عرفات وابو جهاد وابو اياد وماجد ابو شرار وهاني الحسن وسعد صايل وكافة الشهداء القادة من ابناء هذه الحركة الرائدة ... وجماهيرها الملتفة حولها ... والمتمسكة بأهدافها والتي اقسمت على عهدها ... وتمسكت بثوابتها وحقوق شعبها لن تفرط ... ولم تتنازل ... ولا زالت تحمل غصن الزيتون بيد .... والبندقيه باليد الاخرى ولا زالوا على خياراتهم المفتوحة ومسيرة كفاحهم الذي لا يتوقف .
الحديث بذكرى الاستشهاد لقائد ومفجر الثورة المعاصرة ... حديث يطول ... بكافة تفاصيله ... وعناوينه المتعدده ... ومراحله النضالية والكفاحية ... والتي لن يتسع المجال لسردها ... من الكرامه وجرش وعجلون وحتى العرقوب وجبل الشيخ والمخيمات بالجنوب وبيروت وطرابلس ... خارطة طويلة ومسيرة كفاحية ازدادت فيها التحديات ... كما تنوعت فيها المؤامرات ... لكنها الفتح وقائدها وجماهيرها الملتفة من حولها .... اسقطت كافة المؤامرات وجعلت من فتح وقائدها الشهيد ياسر عرفات اسطورة من اساطير التاريخ ... وثورة قائمة ومتجددة بقيادة الرئيس محمود عباس الذي يكمل المشوار ... ويبني مؤسسات الدولة ... ويعزز مقومات الوحدة ... ويتحرك شمالا وجنوبا غربا وشرقا ليطوف العالم بأسره بحثا عن السلام العادل ... الذي يحقق لشعبنا طموحاته الوطنية وعلى ذات النهج والمسيرة ... التي سار عليها الشهيد ياسر عرفات .
الشهيد ياسر عرفات لا يختزل تاريخه بمقال ... كما لا تختزل مسيرته النضالية من خلال مؤسسة او شارع يسمى بأسمه .. ياسر عرفات لن يكون مركزا طبيا او اكاديمية عسكرية ... او اسما اعتباريا لترديده ما بين مناسبة واخرى .
ياسر عرفات رمز وطني ثوري ... يعبر عن ارادة شعب بأكمله ... ياسر عرفات يعبر عن مرجعيه وطنية وحدوية متمثلة بمنظمة التحرير ممثلنا الشرعي والوحيد وبسلطتنا الوطنية ... وبحركتنا الرائدة فتح .
ياسر عرفات ليس شعارا ... يستخدم بالمناسبات ....وليس اسما يردد ... بل ان ياسر عرفات فكرا وطنيا ... ومسيرة كفاحية ... وثورة معاصرة ... واهداف ثابتة ... ياسر عرفات تعبير عن قوافل الشهداء والاسرى والجرحى ... كما انه تعبير عن شعب بأكمله بكل صموده وتضحياته ومسيرته النضالية .
ياسر عرفات يمثل تاريخا ... ومحطات نضالية ... ومواقف ترفع لها الهامات ... لتؤكد أن هذا القائد الرمز الشهيد تمسك بثوابته ... كما تمسك بنهجه واصر على شعاراته ومقولاته حتى اصبح رمزا وطنيا عروبيا وعالميا .
ياسر عرفات والذي تم محاصرته لاجل ابتزازه ... وممارسة الضغوط عليه ... بعد ان قال (لا) في واي ريفر وطابا ... بعد ان قال عرفات (لا) لكلينتون و(لا) لامريكا ... ولا لكل من طالبه بالتنازل ... ليثبت عرفات لكل من قالوا له تنازل ... أنه بفضل الموت ... وقد قالها بصريح العبارة وهو في حصاره ...
(يريدوني اما قتيلا او اسيرا او طريدا ... وان اقول لهم شهيدا شهيدا شهيدا )
... لنفخر يا ابناء فلسطين بأن لنا قائدا ورمزا اسمه ياسر عرفات ... افخروا ايها الاجيال الذين لا تعرفون ياسر عرفات أن لكم زعيم وقائد ومفجر اطول ثورة معاصرة ... افخروا ايها الاجيال أن لكم زعيم قد راهنوا على استسلامه ... بكل المراهنات ... وبداخل كافة بورصات المزايدات ... راهنوا على انه لن يستطيع مواجهة العواصف العاتية والمؤامرات المدبرة والمخططة ... راهنوا على عدم قدرته على الصمود والتحدي ... فشلوا وسقطوا في وحل مؤامراتهم ... فكان رمزا وطنيا عربيا اسلاميا عالميا ... رمزا ثوريا .
واليوم واذ نحيي ذكراه ... ذكرى استشهاده .. نجد ان ياسر عرفات وبهذه الملايين المحتشده تؤكد ان عرفات لم يمت ... كمان ان فلسطين لن تموت ... وان حقوق الشعب الفلسطيني لم تسقط ... مهما تعثرت الطريق ... وازدادت التحديات ... وتعددت المصاعب ... حتى وان فقدنا جسد عرفات الطاهر ... الا ان روحه لا زالت بسماء الوطن ... ولا زال الحي بداخل كل منا ...لانه الشهيد الحي ... بكل كلمة وموقف ... وبفكر ثورته الوطنية ... التي لا زالت تشكل منطلقا واكاديمية يتخرج منها عشرات الالاف من ابناء الفتح .. ابناء فلسطين ... أحفاد ياسر عرفات .
اليوم وبالذكرى الثالثة عشر لاستشهاد الياسر الرمز ياسر عرفات ... نجدد العهد والبيعه والقسم ... كما نجدد الوفاء للقائد الرئيس محمود عباس الذي استمر على درب عرفات ... ومشواره النضالي ... وفق معادلة السياسة الدولية ... وتقلباتها .... ومحاذيرها .
الرئيس محمود عباس يستمر بقيادة السفينة التي قادها ياسر عرفات بكل تحدياتها ومصاعبها ... وبكل ما فيها من طموحات ... وارادة على قيادتها بايمان عميق ... وبصلابة وثبات ... وبمرونة سياسية ... ومن خلال رسالة سلام الشجعان الذي اطلقه ياسر عرفات ... والذي يتمسك به محمود عباس منذ اللحظات الاولى ....وبداية المشهد الذي فقدنا فيه اعز الرجال ... واصدقهم .. واكثرهم ايمانا وعزيمة ... فقدناه جسدا ... ولا زال حيا بفكره ومواقفه .
ادرك محمود عباس ما تم تخطيطه وتدبريه بفقدان الرمز الشهيد ياسر عرفات .
وها نحن اليوم ... ومنذ خطاب الرمز عرفات ... امام الامم المتحدة وهو يرفع غصن الزيتون بيد ...والبندقية باليد الاخرى مطالبا العالم بأسره بأن لا يسقطوا غصن الزيتون من يده ... ولا زال الرئيس محمود عباس يرفع غصن الزيتون ولا زال متمسكا بخيار السلام ... ولكن ليس أي سلام .. بل السلام الذي يحقق لشعبنا حقوقه المشروعه لاقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقيه بحدود الرابع من حزيران 67 .
اليوم تقف حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بجماهيرها الممتدة بطول وعرض الوطن ... والمتواجده على هذه الارض أرض غزة هاشم ...التي استقبلت عودة القائد الرمز ياسر عرفات كما استقبلت الرئيس محمود عباس وكافة قادة ثورتنا الفلسطينية المعاصرة .... ليتم تأسيس اول سلطة وطنية فلسطينية ... تتحمل مسؤولية شعبها أمام تحديات ومصاعب واستهدافات متتالية ... فتح التي تحملت مسؤولية القياده ومسؤولية السلطة ومسؤولية المنظمة ... تحملت معظم المسؤوليات ... والذي حملها الكثير من الاعباء ... كما الكثير من الانتقادات .. والتي كانت تحاول التصيد بأكثر منها تصويبا ... تحاول النقد وليس التصحيح ... تحاول الاضعاف وليس زيادة القوة .
فتح وقد واجهت ... وتحملت ... لكنها أخذت على عاتقها ومسؤولياتها أن تستكمل مشوارها ... مشوار الشهيد ياسر عرفات من خلال قائدها الرئيس محمود عباس .
اليوم احتفالنا بذكرى الشهيد ياسر عرفات ليس لعزف النشيد الوطني ... وليس لرفع الاعلام الفلسطينية والاعلام الصفراء وبكل الالوان ... ليس حشدا مليونيا بساحة السرايا وبكافة ساحات الوطن وخارجه
انما فتح اليوم تدرك تحدياتها ... ومصاعب طريقها لتعزز توجهاتها الوحدوية على طريق بناء الدولة ... ولتؤكد عبر هذا المهرجان الجماهيري رسائلها الوطنية الوحدوية التي تريد ايصالها ...:-
اولا :- حركة فتح قائدة المشروع الوطني التحرري والتي تؤمن بالوحدة فعلا وليس قولا ... ايمانا وليس شكلا .
ثانيا :- حركة فتح بقيادتها الشجاعه والحكيمة والمتمثلة بالرئيس محمود عباس ولجنتها المركزية ومجلسها الثوري وكافة اقاليمها ومناطقها وجماهيرها ومناصريها والمحبين والعاشقين للفتح انما يؤكدون تمسكهم بخيارات فتح وقراراتها وعلى كافة الصعد والمستويات .
ثالثا :- حركة فتح تجدد الوفاء للمؤسس الرمز الشهيد ياسر عرفات ولكافة القادة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء الوطن والمشروع الوطني والحركة الرائده .
رابعا :- فتح تؤكد للجميع أن ابوابها مفتوحة ومشرعه لكافة المناضلين المؤمنين بفتح واهدافها ومسيرتها وقائدها محمود عباس .
خامسا :- حركة فتح بكافة محطاتها التاريخية من الكرامه وجبل الشيخ ... والعرقوب ... ونهر البارد ... والبداوي ... وصبرة وشاتيلا ... وبرج البراجنة ... وعين الحلوة ... وكافة مخيمات الوطن والخارج مستمرون على عهدهم وقسمهم وايمانهم بفكرهم ومبادئ ثورتهم واهدافهم الوطنية .
سادسا :- لكافة الاجيال الشابه التي لا تعرف الرمز الشهيد ياسر عرفات والتي لم تشاهده لكنها تسمع عنه وعن مسيرته وعن كفاحه الطويل لا زال بداخل هذه الاجيال بصورته وكوفيته ... وبكلماته ... وشجاعة قراراته لا زال الحي الشهيد الذي فارقنا جسدا ولم يفارقنا روحا وحضورا ونضالا .
نحن امام المشهد وهذه الملايين المحتشده بالساحات وبكافة المناطق وعلى ارض الوطن وخارجه ... ونخص ساحة السرايا والمناطق المحيط بها ... وهذه الجماهير التي تعزز الوفاء والتي جاءت لتجدد العهد والقسم ... ولتؤكد تمسكها برمزية نضالها ومفجر ثورتها الشهيد ياسر عرفات ... كما تمسكها بقائد مسيرتها وباني دولتها الرئيس محمود عباس وشرعيته الوطنية وبكافة مؤسساته ومرجعياتها والتي تؤكد على خيار الوحدة والدولة ... ولتؤكد على طي صفحة الانقسام الاسود ... ولتؤكد ان الخيارات الفلسطينية لا تنتهي ... وان راية السلام لن تسقط ... الا اذا اسقطها اعداء السلام .
ذكرى مجيده وخالده والحديث فيها يطول ولا يقصر ومحطاتها متعدده واستخلاصاتها لا تنتهي ... لكنها وبأختصار شديد .... ذكرى نجدد فيها العهد والقسم وتجديد الثوابت والحقوق ... ذكرى التمسك بالشرعيه الوطنية وقيادتها المتمثلة بالرئيس محمود عباس ... ذكرى التأكيد على ان شعبنا لا زال متمسكا وملتفا حول حركته الرائده فتح قائده مشروعه الوطني التحرري .
بقلم/ وفيق زنداح