كما تعلمون أن اليوم هو 11 / 11 ذكرى رحيل رئيس الشعب الفلسطيني الرمز ياسر عرفات ، الذي طالته يد الغدر الغاشمة والمؤشرات تقول بأنها فلسطينية بإمتياز ، حتى تفسح الطريق أمام التغول على الذي عشناه طوال السنوات الماضية منذ رحيله حتى يومنا هذا ، وذلك على مقدرات الشعب الفلسطيني، وكون ان هذا التاريخ لا يمثل لي تاريخاً وطنياً فحسب ، بل هو ايضاً يمثل تاريخا سقطت فيه هامات ظننتها سابقاً بأنها كبيرة، ولكن هذا التاريخ أثبت لي بما لا شك فيه بأن اصحابها هم من الصغار الذين يمتازون عن غيرهم بإحتراف الغدر بالرغم من مكانتهم القيادية!.
كنت أكذب على نفسي كباقي ابناء الشعب الفلسطيني الطيبين الذين يحبون وطنهم ويرون في أصحاب هذه الهامات هم قيادتهم، ويخشون على القامات التي تتبوأ القيادة ، وكان ذلك نابعاً من حب الوطن ولم يكن يوماً صادراً نتيجة إنعكاس حالة نفاق أو رياء أو غير ذلك من المسميات القبيحة.
دار الزمن وعرفنا كم نحن كنا سذجاً عندما بنينا في مخيلتنا صورة اسطورية لهامات ساقطة ، لذلك في هذه الحلقة ساعود من جديد لأتحدث عن شخصية كنا لزمن قريب نتوسم فيها خيراً، وننظر إليها كانها في مكانة محرم المماس بها ، كنا نعاكس تفكيرنا ونضحك على أنفسنا وندوس على كرامتنا، فصنعنا بحماقاتنا وغبائنا ، من الجبناء أبطال ومن الصغار كبار.
هذا هو الحال الذي جعل مارق ومعتوه كرمزي خوري أن لا يأبه محرمات ذكرى قائده ومعلمه ياسر عرفات، ليدوس في يومها على مستقبل أسرة بأطفالها، ويعربد على كرامتهم بدون وازع ضمير ، لا بل يستمر بوقاحة بمضغ أوجاعهم وآلامهم وكأنه حيوان مسعور، بدون أن يردعه قلب إنسان أو حتى وازع ضمير .
كنت أتمنى لهذا الصغير الذي يتحدث عن لوائح وقوانين لا يجوز له أن يتجاوزها، أن يحترم تطبيقها هو أولاً ، وأن يكون عادلاً في تطبيقها ثانياً ، وأن لا يصرف كيفما شاء ووقتما شاء ولمن شاء ويمنع عمن شاء بدون حسيب ولا رقيب ، وأن لا يتعاطى مع الأمور المهنية بمعايير مزدوجة، وإن كان لا يعرف ذلك فنحن على إستعداد لنقول له كيف هذا يتم بعيداً عما يدعي وعما يقول ويشكل منافي تماماً قوله هذا ، ويُكَذِب كل ما يقول، لا بل سنضفح حينها الشيطان الذي يختبئ وراء صورة هذا القيادي الذي يدعي بأنه إنسان!.
أعرف أنني أوجعت رمزي خوري في حلقات ملفات غائبة السابقة ، وأعرف أنني طأطأت رأسه أمام الآخرين عندما عرفوا الحقيقة، وأعرف أنني خلخت هيبته ، وأعرف أنه بات يخشى هذه الحلقات وما تحمله ، لا بل أعرف بأنه إستنجد بمجرمين من أمثاله حتى يتم إيقافها باي طريقة كانت وبأي ثمن، ولكن ظنه خانه، لأنه لم يكن يعلم بأنني لست جباناً منبطحاً مثله ومثل من إختارهم!.
وتأكيداً على ذلك سأنتقل للحديث في نقاط غائبة ولكنها غاية في الأهمية بشكل مختصر كرسالة تحمل قرصة أذن، لربما يفيق من غفوته كل متغطرس وتافه ويعرف بأنه ليس كل شئ يمر مر الكرام، والكثير من أصحاب الهامات الساقطة عندما لا تحترم مكانتها عند الرجال، لربما يأتي يوم قريب ستداس فيه بالأقدام ، وهي :
أولاً : هل يستطيع د. رمزي خوري أن يجيبني في مناسبة ذكرى رحيل ياسر عرفات اليوم ، لماذا هناك مشبوهين ومرتكبي مخالفات وجرائم - وبدون تفاصيل - يتقاضون رواتبهم من الصندوق القومي حتى يومنا هذا ويصمت هو على ذلك؟ ، في حين أنه إستأسد بأحقر درجات الشبهات وممارسة التركيع، لإنسان حر حذائه أشرف من كل مؤسسته وغالبية من فيها؟!.
ثانياً : ما صحة المعلومات التي تتحدث عن رغبة د. رمزي خوري كرئيس لمجلس إدارة مستشفى فلسطين في القاهرة، بتجديد مبنى المستشفى الذي تم ترميمه وتجديده قبل عامين ونيف فقط ، بتكلفة عشرة مليون دولار ، في حين أن موظفي المستشفى أنفسهم يتحدثون اليوم بأن هناك دراسة مطروحة للتنفيذ بكلفة ما بين 60 مليون إلى مائة مليون دولار ولماذا يا ترى ؟، ومن هي الشركة التي ستنفذ ذلك ؟، وهل تم الأمر في سياق عطاءات أم في سياق آخر حسب تقاسم المصالح؟، أم أن الأمر برمته يرمي لهدف أخر لربما من الأفضل عدم الحديث فيه الآن؟!.
ثالثاً : كنت أتمنى أن يقوم رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات بطرح إمكانية تجميد أو طرد د. رمزي خوري من عضوية مجلس إدارة هذه المؤسسة الموقرة، لأن الأخير أساء بسلوكياته غير النظيفة وغير الإنسانية، إلى سيرة الراحل ياسر عرفات القائد والأب والزعيم للشعب الفلسطيني ، كونه كان أقرب الناس إليه ومدير عام مكتبه وكان لزاماً عليه أن يتحلى بسلوكيات الكبار، بدلاً من الممارسات المشبوهة التي تهدف إلى تجويع الشرفاء لضمان تطويعهم ومن ثم إسقاطهم، مع ضمان الحصول على صورة وطنية مشرقة وكأن حاله يقول يا دار ما دخلك شر!، ولماذا القبول بشخص بمثل هذه الصفات القبيحة، يتحدث بلسانين ويتعاطى بوجهين في هذه المؤسسة التي تتحدث عن تاريخ إنسان ؟!.
اخيراً ولا أريد أن أطيل، من الطرافة أن د. خوري بات يتحدث نفس لغة اسياده، فيقول حسب بعض المصادر المحيطة المستائة منه ومن أطروحاتها، بانه يصرف على مائة وعشرين سفارة لفلسطين، فيتحدث وكأنه يصرف من جيبه، بدلاً من الحديث بإسم المؤسسة التي يعتاش من خيرها والتي بات بإسمها يذل ابناء الشعب التي تمثله وأقيمت من أجله، وهذا هو الفرق بين الصغار والكبار في فكرهم وسلوكهم.
لذلك لابد من الإشارة إلى أنني أعرف خشيته من قرب زوال هذه المنظومة التي توفر له الحماية وكل هذه الصلاحيات المالية والإدارية، الآن، لهذا السبب هو يتحدث بهذه اللغة البائسة التي تفوق إمكانياته وقدراته المهنية ، وهو يعلم ذلك أكثر من غيره، وبأنه لولا عبائة تاريخ الراحل ياسر عرفات لما كان له مكان ولا كان هو عنوان!.
وهنا كوني إنسان، أجد التوضيح واجب، وهو، بأنني لا أريد أن أتساوق مع ما يقال حوله، لأنني لست من راغبي التشكيك ومسوقيه مثله، ولا من الذين يذهبون بعيداً بالرغبة في هدم المعبد على رأس من فيه بتهور وبدون حساب! ، ولكني أقول بوضوح ، أن الصورة باتت واضحة ، وأن الرجولة لا تتجزأ ، ومن يظن نفسه كبير عليه أن يتصرف تصرفات كبار ، أما من يعرف نفسه صغير فعليه الإلتزام ، لأنه سيبقى كذلك مهما حاول أن يكون غير ذلك ، وأعلى ما في خليه يركبه!، والجميع بات يعرف بوصلة أي تصرف أحمق سواء من فوق الطاولة أو من تحتها ومن هو عنوانها وسيتحمل هو مسؤولية حماقاته!.
بقلم/ م . زهير الشاعر