يرنو و يكأنّه خارج الدّجى
يغفو و يكأنّه خارج الأرق ..
يستنبتُ الحجارة والحزم من الأكف الصّغيرة
يحبسُ العواصف بين جنبيه ...
و يتعهدُ أحلام أشبال الانتفاضة بين جفنيه
حتى يردُ الفدائيّون نبعهُ العسير حين الغروب ...
و تبتسم أرضُ البرتقال الحزين
لصاحب القلبِ المرصع بفلسطين
2
على مدار العام والنّزوح ...
على ذاك الشّفق
هناك
كان يصطادُ الأعاصير
ويوزّعها على الخيام و الأيتام
أمنيةً أمنية ...
يتوسّدُ ظلّه ...
ساقاهُ نهران
وعيناهُ أسطورتان
ويشرقُ الصّمود من بين أصابعه ...
و تبتسم أرضُ البرتقال الحزين
لصاحب القلبِ المرصع بفلسطين
3
تكتبهُ الحكايات
بأنهُّ كان يؤاخي بين الملح والضّحك
ويجرّدُ الطّعنةَ من الوجع
و الموت من الاحتضار
ليصفو العيشُ تحت الحصار ...
و تبتسم أرضُ البرتقال الحزين
لصاحب القلب المرصع بفلسطين
4
كلّما اقترب الوطن نصراً
تجتاحُ قدميكَ أزقّته
ويهاجرُ هو إليك
5
قطعتَ أدغال القنا
و عبرت مستنقعات الغدر بإباء اليقين
من الغورِ إلى السّاحل
يا صاحب القلب المرصّع بفلسطين ...
كوفيتّك خيمتنا
و عقالك درعنا
ومن زارَ مثواكَ
رأى القدس على قبرك كما أوصيت
و قبّل الشّبل و الزّهرة على أسوارها ...
و تبتسم أرضُ البرتقال الحزين
لصاحب القلب المرصّع بفلسطين ...
6
كما نحن ها هنا
في وطننا المتشظي في كل الأقطار
و مضافاتنا مشرعةُ الأبواب
عابقة القهوة في كل بلدٍ محايدٍ أو شقيق
نتوقُ لمائدتك الّتي تلتفُّ حولها كلّ المدائن ؟!
فقد اختلس أبناؤك الألدّاء أوّل الفتات وآخر الأخوّة
ونحن كما عهدتنا
نقتاتُ على فيء صخرتك
في تراتيل خطاباتك ...
و تبتسم أرضُ البرتقال الحزين
لصاحب القلبِ المرصّع بفلسطين .
أوس أبوعطا
شاعر وكاتب فلسطيني