قرابة نصف مليون لاجيء فلسطيني موزعين في 12 مخيم فوق الأراض اللبنانية، التي تشهد العديد من المتناقضات، مما انعكس على المعادلة السياسية فيها.
اللاجئون الفلسطينيون والذين يمثلون ما يزيد عن 11% من سكان لبنان، تتولى "الأونروا" تقديم الدعم والاغاثة الطبية والتعليمية لهم، وتفاقمت المشكلة في المخيمات بعد تدفق الالاف من النازحين من مخيمات الفلسطينين في سوريا نتيجة للأزمة السورية.
ان المعادلة السياسية الصعبة والمركبة في لبنان، تحتم الحفاظ على أمن المخيمات بواسطة الاجئون انفسهم وقيادات الفصائل فيها، وعدم ادخال السكان هناك في أتون صراعات او خلافات او حسابات أجندات من خارج المعادلة او داخلها، وهذا ما أكده الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارته الأخيرة الى لبنان، حيث اعتبر ان أمن المخيمات ركيزة اساسية وهامة في استقرار الفلسطينيين على اعتبارهم ضيوف في الدولة اللبنانية، حتى يعودوا الى ديارهم، رافضا التوطين ومؤكدا على حق العودة، وهذا أيضا ما اتفقت عليه فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بالحفاظ على الأمن والاستقرار، ومن هنا ولاجل حماية كل فلسطيني في لبنان، وعدم اعادة سيناريو المخيمات الفلسطينية في سوريا، ،وللحيلولة دون تفريغ السكان وتهجيرهم بعيدا عن فلسطين، فالأولويات تبدأ من الحفاظ على أمن المخيمات، واستقرارها، وعدم التدخل في أي من الصراعات التي تريد النيل من استقرار الدولة اللبنانية التي عانت طويلا من الحرب الأهلية وما تلاها من الاعتداءات الاسرائيلية، واشاعة الفوضى المسلحة والاجتماعية في المخيمات.
ان فلسطين ولبنان تاريخ طويل من العلاقات، ولا ننس الأرز اللبناني الذي تم به توديع قيادات وقوات الثورة الفلسطينية بعد معركة الصمود والتحدي دفاعا عن لبنان والوجود الفلسطيني فيه.
د.مازن صافي
[email protected]