كرم وزير الثقافة الفلسطيني د . ايهاب بسيسو في مدينة البيرة - رام الله ، هذا الأسبوع ، جمعية " أسوار عكا " للثقافة ، ممثلة بمؤسسيها والقائمين عليها يعقوب وحنان حجازي ، مشدداً على الدور الريادي التعبوي للجمعية منذ عقود ، ومشيراً الى أن " الأسوار " كانت ولا تزال احدى منارات العمل الثقافي ، وان اصداراتها ساهمت في تشكيل وعي جيل باكمله ، وهي التي تواصل عملها ونشاطها ، وما تكريمها الا تقديراً للجهود المتواصلة من القائمين على هذه المؤسسة الرائدة .
ان تكريم " الأسوار " العكية هو اعتراف برسالتها الوطنية ودورها الطليعي المميز في نشر الأدب الثوري المقاوم والثقافة الوطنية الفلسطينية ، وتعميق الوعي الفلسطيني بأهمية الكلمة الملتزمة في معركة شعبنا الفلسطيني التحررية من أجل وطن حر ومستقل .
لقد جاءت البدايات التأسيسية للأسوار كوليدة الحاجة المباشرة الى خلق فضاء ثقافي فكري ، يواصل المشروع الثقافي التنويري النهضوي الذي ابتدأه رموز المقاومة وكوكبة الثقافة الوطنية ، الذين كرسوا اقلامهم وحياتهم في سبيل رفع شأن القضية الفلسطينية والتأصيل لها في الوعي السياسي والفكري ، باعتبار مؤسسة " الأسوار " مشروعاً وطنياً ثقافياً حضارياً وتحررياً فلسطينياً وانسانياً تقدمياً ، بهدف اسماع صوتنا الفلسطيني المدوي الى الآذان الواعية في فلسطين والوطن العربي من أجل الحق والعدل والخير .
وكلمة حق تقال أن " الأسوار" ساهمت في طباعة ونشر الكتاب الوطني الفلسطيني على امتداد عقود طويلة ، وصدر عنها مئات الكتب والاعمال لأبرز وأهم وأشهر المبدعين والمثقفين الفلسطينيين في جميع مجالات الكتابة والابداع والبحث والتوثيق والتاريخ الفلسطيني ، رغم الصعوبات والعراقيل من قبل السلطة والجهات العليا الاسرائيلية التي تحاول وتسعى طوال الوقت الى خنق وكبت وقمع الصوت الوطني الصادق واغتيال الفكر الفلسطيني القومي الملتزم وطنياً .
ان " الأسوار " العكية هي عصب ووريد وشريان حيوي ورئيس في جسد الحياة الثقافة الفلسطينية ، ومن الروافد والينابيع الثقافية النضالية المهمة والرائدة في اذكاء الوعي ونشر التنوير والتعددية وثقافة التسامح والتعاون وروح التضحية والعطاء في مجتمعنا الفلسطيني ، وذلك من خلال الندوات واللقاءات التي تقيمها بين فينة واخرى ، ومن خلال مجلة " الأسوار " الدورية و" نداء الأسوار " الاسبوعية التي توقفت عن الصدور .
انني اذ أهنىء الحبيبين يعقوب وحنان حجازي على هذا التكريم المستحق عن جدارة ، واحييهما من سويداء القلب ، وارجو لهما الحياة المديدة ليظلا يحرسان كرم الثقافة الوطنية والأدب الفلسطيني وأدب الأطفال الوطني ، وصيانة هويتنا وبوصلتنا الوطنية ، ومزيداً من الانجازات والتكريمات المشرفة والمستحقة ، والى الامام وصولاً الى قمة الجبل والهرم الثقافي .
بقلم/ شاكر فريد حسن