يحيي السنوار ....قائد ورمز وطني.

بقلم: وفيق زنداح

لست مجاملا ....ولم أعتاد على مجاملة أحد ....ولكنني ومنذ اللحظات الأولي التي استمعت فيها الي مواقف الأخ يحيي السنوار رئيس حركة حماس بقطاع غزة .....شعرت بتجديد الأمل ....وانتابني الكثير من الفرحة والعزة والثقة .....بأننا لا زلنا بخير ....وأن هناك من القادة الذين يشعرون بإحساس شعبهم ....ويسعون للحفاظ على مشروعه الوطني التحرري ....والساعين على الدوام للوحدة والشراكة ما بين قوي الشعب الفلسطيني .....والتي من شأنها أن تكون رافعة للمشروع الوطني .
ما لفت انتباهي ....ومن خلال متابعتي الاعلامية..... لحديث السيد يحيي السنوار والذي جاء فيها أن المصالحة ليست شأنا فتحاويا أو حمساويا .....وأن لا نسمح للحركتين بالتراجع ....بل الاستمرار على طريق انهاء الانقسام الأسود بكافة صفحاته ومحطاته الكارثية ....وأزماته..... التي لا زالت تنخر بعظمنا ولحمنا ومقومات صمودنا ......أزمات وكوارث اجتماعية واقتصادية وانسانية في ظل كارثة وطنية سياسية ...وتهديد حقيقي للمشروع الوطني ......واضاعة لمسيرة نضال طويل استشهد فيها عشرات الآلاف ....وأسر مئات الآلاف ...وجرح الكثير من أبناء فلسطين الذين لا زالوا يعانون ويلات تهجيرهم ...كما ويلات الحروب التي تم شنها عليهم .
الشعب الفلسطيني بكل المرارة التي بداخله ....والحسرة بقلبه ....وعدم الثقة.... التي وصل اليها نتيجة هذا الانقسام ....بدأ يعود الي أوضاعه الطبيعة .....رغم عدم تلمسه لأي انجازات حقيقية على واقع الأرض..... لكنه بدأ يعود الي طبيعته من خلال أحاديث مسئولة نابعة من روح وطنية ...وفكر مستنير ....وارادة مصممة على الاستمرار صوب المصالحة واتمام الوحدة والشراكة..... والتي أصبح فيها يحيي السنوار أحد رموزها .....ومن أوائل الداعيين اليها ....والعاملين من أجلها ....والحريصين على اثباتها وتأكيدها .
حقا .....لنا الفخر والاعتزاز..... بهذا الرجل الوطني الذي نختلف معه بالسياسة ....ولكننا لا نختلف عليه بوطنيته وحرصه وثبات موقفه .....نختلف .....ونتفق ....نختلف بالرؤية الاستراتيجية ومفهوم الدولة ....وأيدلوجيتها ....وكيفية تحقيقها ....لكننا لا نختلف بوطنيته وحرصه وتطلعه الدائم لوحدة شعبه ....والمحافظة على مشروعه الوطني التحرري .
ان الأخطار والمخاطر التي تتهددنا .....والتهديدات المستمرة والمتواصلة ضدنا ....لا زالت تزداد بحدتها .....كما لا زال الاستهداف والتأمر علينا .....وعلى كافة جهودنا الساعية لتحقيق المصالحة وانهاء الانقسام مستمرة وتتعدد خيوطها ....ومنابعها ...ورؤيتها ..... لكننا بوحدتنا ....يقظتنا ...حرصنا ....وفهمنا لما يجري بداخلنا .....وما حولنا يزيد من قوتنا ....ويجعلنا أكثر قوة وصلابة ....ومقدرة على اجهاض كافة المؤامرات .....واسقاط كافة المراهنات ....وعدم السماح بالتدخل بشؤوننا الداخلية تحت شعارات عديدة .....وتحت مسميات وعناوين وعواصم أدركنا أهدافها ....وتعرفنا عليها ....وتابعنا سياساتها ....واكتشفنا الحقائق ....والحقيقة التي أصبحت ساطعة وكاشفة للطريق .....الذي نسير عليه بكل مطباته وتحدياته.... والتي يجب أن نتجاوزها ونتغلب عليها بارادتنا .....وبفكرنا الوحدوي .....وبشراكتنا الوطنية..... على أساس متين ....ومن منطلق قواعد تجمعنا .....بأكثر مما تفرقنا ....قواعد تعزز من تماسكنا .....ولا توفر فرصة للفرقة بيننا .
الأستاذ يحيي السنوار رئيس حركة حماس بقطاع غزة لقد أثلجت صدورنا .....وأفسحت المجال لنا بأن نتحدث بروح جديدة ....وبمنطلقات تعزز من وحدتنا .....وتغلب مصالحنا .....على فئويتنا ....لقد جعلت من بداية انهاء الانقسام..... صفحة مضيئة لإعلام حر ......يكتب من خلاله بمساحة حرية أكبر .....ورؤية أشمل.... حتي وان كنا نختلف ....لكننا لا نختلف مع صدق توجهاتكم ....كما صدق نواياكم .
الأستاذ يحيي السنوار .....الأيام القادمة سنكون جميعا بقاهرة العروبة .....قاهرة المعز ...قاهرة الأزهر الشريف ....قاهرة الوقفات القومية الصادقة..... والتي أثبتت عبر كافة المراحل التاريخية أنها الأحرص على قضيتنا ووحدة شعبنا....الأحرص على مصالحنا ومكتسباتنا ....والأحرص على استمرار جهودنا لانهاء انقسامنا ....واتمام المصالحة الوطنية ....يجب أن نكون جميعا على مستوي المسئولية الوطنية والتاريخية ......وأن نحرص على تلك الجهود ....بمواقف مقابلة .....أكثر مرونة وحرص ....على تأكيد وحدتنا ...وانهاء كافة ملفاتنا .....حتي نعيد صورتنا ومشهدنا الفلسطيني ....الي واقع ما نتمنى..... وحتي نحظي بمساعدة واحترام مصر الشقيقة..... بكافة مؤسساتها وأجهزتها وعلى رأسها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي .....وحتي نثبت للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني وقواه السياسية قادر على تجاوز أزماته وانقسامه ...كما أنه قادر على امتلاك قراره الوطني المستقل لإتمام التسوية السياسية وفق قرارات الشرعية الدولية .....ومبادرة السلام العربية والتي توفر لنا الحد الأدنى من حقوقنا الوطنية ......والتي تم التوافق عليها بإقامة دولة فلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس .....وبهذا نكون قد أوصلنا رسالتنا الوطنية الجامعة والموحدة ...واستطعنا تجاوز كافة العقبات والمصاعب .....كما نكون قد أسقطنا كافة المؤامرات والمراهنات لأصحاب المصالح الضيقة ....وتشاركنا بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد .

الكاتب : وفيق زنداح