كونفدرالية مع الاردن، والتي تلت طرح المملكة العربية المتحدة بين الاردن وفلسطين تلك المبادرة التي طرحها الملك الاردني الراحل الملك حسين رحمه الله وبعاصمتين عمان والقدس ونتيجة وعي للنواحي الثقافية والتاريخية والقومية والاجتماعية لشرق النهر وغربه من بلاد الشام تاريخيا والمستقبل المشترك لابناءه ايحاءات الثورة العربية الكبرى.
وفي كل ازمة او منعطف يتعلق بالصراع العربي الصهيوني والذي اصبح معرفا بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي تبدأ خاطرات المثقفين والسياسيين بطرح الكونفدرالية مع الاردن والتي اعلنت الاردن في الماضي بموافقتها مبدئيا ولكن وفي التوقيت المناسب وقيل رأي اخر بعد الاعلان عن الدولة الفلسطينية عمليا فلم يكن اعلان الاستقلال في الجزائر عام 87م ليقتنع الاردن باقامة مثل هذا الاتحاد لامور كيف ومتى تحقق الدولة الفلسطينية سيادتها على الارض ومؤسساتها ايضا .
قد يكون الاردن محقا في ذلك للحفاظ على ما تبقى من ارض فلسطين في الضفة وغزة ومحاولة انتزاع قرار تحرير الارض حسب قرار 242 و338 اما في عام 2012 تحصل الفلسطينيون على دولة غير عضو في الامم المتحدة ولكن قد اكتسح الاستيطان اكثر من 70% من الاراضي التي تحت سيطرة المستوطنيين والقوات الامنية الاسرائيلية، اما القدس فقد كانت اوسلو والمفاوضات معا خطا زمنيا لتغلغل الاستيطان وفعل الحفريات والاستراحات وتهويد قسط كبير من القدس .
ربما كانت مبادرة الملك حسين لو استغلت في وقتها لما تمكنت اسرائيل من تهويد وسيطرة واستيطان على اجزاء كبيرة في الضفة ، ولكن منظمة التحرير التي رفضت مبادرة الملك حسين وخرجت مسيرات استنكار جعلت الاردن يتراجع عن مبادرته، وربما كان اسباب الرفض والاستنكار الفلسطيني للمبادرة في 15 اذارعام 1972م ياتي من منهجية الكفاح المسلح والثورة وتحرير فلسطين واقامة الدولة الديموقراطية على ارضها وتصفية الكيان الصهيوني مؤسساتيا وديموغرافيا على الارض ، ولكن في عام 1974 انقلبت منظمة التحرير على مبادئها واعتنقت سياسة الممكن والقبول بالمبادرات وقرارات الشرعية الدولية .
واشتمل المشروع والمبادرة على النقاط والعناصر الارتكازية الاتية:-
1. تصبح المملكة الأردنية الهاشمية مملكة عربية متحدة.
2. تتكون المملكة العربية المتحدة من قطرين هما: قطر فلسطين الضفة الغربية ، وقطر الأردن.
3. تكون عمان العاصمة المركزية للمملكة ، وهي عاصمة قطر الأردن ، وتكون القدس عاصمة قطر فلسطين.
4. تكون السلطة القضائية المركزية منوطة بمحكمة عليا مركزية.
5. أن يكون للمملكة قوات مسلحة واحدة قائدها الأعلى الملك
6. رئيس الدولة هو الملك ، ويتولى السلطة المركزية ، ومعه مجلس وزراء مركزي ، ويشكل مجلس أمة بالانتخاب ، وبعدد متساو من القطري
7. تنحصر مسؤوليات السلطة التنفيذية المركزية في شؤون المملكة كشخصية دولية.
8. يتولى السلطة التنفيذية في كل قطر حاكم عام من أبنائه ، ومجلس الوزراء قطري من أبنائه.
9. يتولى السلطة التشريعية في كل قطر مجلس يسمى مجلس الشعب ، وهو الذي ينتخب الحاكم للقطر.
10. تتولى السلطة التنفيذية في القطر جميع شؤونه باستثناء ما يحدده الدستور للسلطة التنفيذية المركزية.
مشروع الكونفدرالية وكما اوضح رئيس الوزراء السابق عبد السلام المجالي «يؤمن شخصيا بالكونفدرالية الأردنية - الفلسطينية، ولكن ليس في هذا الوقت، بل بعد قيام الدولة الفلسطينية». وهو نفس الموقف اردني السابق، ولكن لماذا هذا الطرح برز مجددا اردنيا وفلسطينيا وعشائيا في الضفة ، اعتقد اتى هذا الطرح للخروج من المأزق الحالي وفشل المفاوضات وسيطرت اسرائل المضطردة على الارض، ومن اكثر المتحمسين لطرح الكونفدرالية مع الاردن السياسي حازم نسيبة ونتنياهو ، فنتنياهو ابدى موافقته على مثل هذا الطرح لاعتبارات متعددة
1- ففي اتفاق وادي عربة والخطوط الامنية والاقتصادية على طول البحر الميت والغور مؤمنة
2- لدى الاردن مؤسسات امنية اثبتت جدارتها ويثق ويحترمها الغرب وخاصة الولايات المتحدة الامريكية
3- في ظل الكونفدرالية لاعلان دولة فلسطينية لمدة 24 ساعة او اسبوع يليها اعلان الكونفدرالية وبالتالي اسرائيل ترمن على المشاريع الاستراتيجية بينها وبين الاردن والتي اقيمت على ضفتي البحر الميت
4- بالكونفدرالية قد تستطيع اسرائيل الحاق المدن والتجمعات السكانية كحدود دولة كنتونية مجزئة تحت ادارة اقتصادية وامنية وسيادية اردنية
5- قد تتخلص اسرائيل من حق العودة امام مشاريع التعويض والتسكين والتوطين
اما مايسمى الايجابيات فكما قال حازم نسيبة الكونفدرالية"" هي الخيار الأردني يظل هو الحل الوحيد والمخرج الذي يمكن أن يهرب إليه الفلسطينيون""
ويبقى الموقف الاردني واعطاء متسعا لحلول سياسية بالقانون الدولي والمشاريع الدولية هي الاولوية اولا لاعلان الدولة الفلسطينية يليها خيار الكونفدرالية .
بقلم/ سميح خلف