من الملفت للنظر الاهتمام الكبير الذي توليه الصحافة ووسائل الاعلام الاسرائيلية للأوضاع في المملكة العربية السعودية , خاصة في ثلاثة أحداث , أولها التغييرات الداخلية الأخيرة , وثانيها استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من الرياض , وثالثها زيارة الرئيس الفلسطيني للرياض , وما رافق هذه الأحداث الثلاثة من ترويج الأكاذيب التي للأسف سرعان ما تلقى لدي العديد من وسائل الاعلام العربية والقراء التصديق , والبدء في مهاجمة المملكة وانتقادها بشدة , وفقا لما روجته الصحافة الاسرائيلية .
فمن الأكاذيب التي لقت رواجا ما ذكرته صحيفة اسرائيلية عن زيارة قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإسرائيل , والحديث عن تطبيع سعودي اسرائيلي , والضغط على الرئيس أبو مازن للقبول بالتنازل عن حق العودة , وعن عدم الحديث عن ازالة المستوطنات , والحديث عن التنازل عن القدس , وطبعا كل تلك افتراءات نفتها المصادر الرسمية الفلسطينية والسعودية , وهذا ما أكده اليوم المندوب السعودي في الأمم المتحدة , عن أن السعودية ستصوت إلى جانب القرارات الخاصة بحق العودة , واعتبار القدس عاصمة الدولة الفلسطينية , وضرورة انهاء الاستيطان في الأرضي المحتلة .
الموضوع الآخر الذي انشغلت به الصحافة الاسرائيلية هو استقالة الحريري , وما روجته من أكاذيب حول احتجاز الحريري , وسجنه , ومصادرة أمواله , ومنعه من السفر , ثم الحديث عن السماح له بالسفر دون زوجته وأبنائه , وذلك ترويجا لأكاذيب لتشويه صورة المملكة , حيث أكدت الأحداث التالية كذب الافتراءات الاسرائيلية, فقد سافر الحريري لدولة الامارات العربية , ثم إلى فرنسا مصطحبا زوجته وأبناءه , ثم الانتقال للقاهرة , قبل العودة إلى لبنان خلال الساعات القادمة .
آخر الافتراءات والأكاذيب ما نشرته الصحافة الاسرائيلية اليوم , من أن شركة "بريكس" الاسرائيلية اشترت موقع "سبق" الخباري الالكتروني السعودي الذي يعمل في الرياض بمبلغ نصف مليون دولار , وتعيين مساعد اسرائيلي لمدير الموقع السعودي محمد حباب ، هو العقيد "يوفي انان". وقال المصدر الاسرائيلي , إن موقع "سبق" السعودي الذي امتلكته اسرائيل يتبع وحدة الحرب النفطية في الموساد الاسرائيلي التي تشرف على اخبار موقع "سبق" الذي اصبح اسرائيليا بعد شرائه... وإمعانا في الكذبة الاسرائيلية , قال المصدر الاعلامي الاسرائيلي المروج للخبر , إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وقع على اتفاقية الشراء واصبح لإسرائيل مكتب موقع الكتروني في قلب العاصمة السعودية الرياض.... ولكن أيها المروجون والمصدقون لهذا الخبر الكاذب , ما دخل الأمير محمد في بيع أو شراء موقع الكتروني سعودي ؟!! وقد قمت بتصفح موقع " سبق " اليوم , ولم أشاهد أي تغيير في الموقع , أو أي اشرة لإسرائيل في أخباره .
قبل أيام كان موقع ( ايلاف ) الالكتروني المملوك للصحفي السعودي عثمان العمير , المقال من رئاسة صحيفة الشرق الأوسط , والذي يبث من لندن , قد أجرى مقابلة مع رئيس هيئة الأركان الاسرائيلي الجنرال ايزنكوت , وضجت وسائل الاعلام الإسرائيلية بالخبر , عن مقابلة ( وسائل ) الاعلام السعودية لرئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي , باعتباره اختراقا وتطبيعا , بل وذهبت صحيفة يديعوت: أحرونوت للدس بين الفلسطينيين والسعوديين بالقول : إن ظهور "ايزنكوت" في وسائل إعلام سعودية هو غرس الإصبع في العين الفلسطينية !! إلى درجة أن سألني أحد الأصدقاء ما رأيك في مقابلة القنوات الفضائية السعودية مع المسؤولين الإسرائيليين , مع أن ذلك لم يقع تماما , وأن كل ما تم مقابلة مع موقع الكتروني لصحفي سعودي مقيم في بريطانيا .
فإلى متى سنظل نصدق وسائل الاعلام الاسرائيلية الكاذبة , ونعتبرها مصدرا صادقا , ونقوم بتشويه بعضنا البعض وتوجيه الاتهامات بالخيانة , بينما الصحافة الإسرائيلية تقوم بمحاولات نشر الاشاعات والكذب والدس , والحديث عن تطبيع علاقات , في محاولة للضغط على بعض الدول أو الشخصيات , وفي مقدمة ذلك المملكة العربية السعودية وقيادتها .
د. عبد القادر فارس