اود ان اشرح تجربتي لدى العوده من معبر رفح الى قطاع غزه التي توضح صوره مبسطه من معاناة العالقين عبر معبر رفح
1-حاولت الحصول على فيزا زياره لمصر من البلد التي كنت قادمه منها. تفاجأت ان هناك تعليمات لكافة شركات الطيران ان المسافر لاي دوله الذي لديه فيزا زياره بها يشترط ان يقطع تيكيت ذهاب وتيكيت اياب. قلت لشركة الطيران انني سامر لبلدي قطاع غزه والمعبر مغلق ولا اعرف متى يفتح لاقطع تيكيت عوده، كما انه ليس في نيتي العوده اصلا. الا ان الشركات كانت تصر على ان اقطع تيكيت ذهاب واياب لان المعبر مغلق ومفترض ان اترك مصر اذا لم يفتح المعبر خلال زيارتي. استغربت هذا الشرط، الا انني اضطررت لتلبيته والا لن اسافر مصر.
2- هناك اشخاص قالوا انهم لم يستطيعوا الحصول على فيزا زياره وانما فيزا مرور فقط.ومن هنا كانت شركات الطيران ترفض سفرهم لمصر الا اذا تاكدت من فتح المعبر، كما كان يتم ترحيل الشباب الذين لديهم فيزا مرور.
3- لدى فتح المعبر، ذهبت للمرج لاخذ سياره للمعبر. كان سعر الراكب خمسمئه جنيه، الا انه طالبني السائق بسبعمائه جنيه بحجة ان لدي حقيبه زياده والا انه لن ياخذني المعبر. اضطررت للموافقه.
4- لدى مغادرتنا استوقفتنا قبل القنطره عدة كمائن. وتم تفتيشنا مرتين متواليتين قبل القنطره. تم انزال الحقائب وتفتيشها بالكامل مما تسبب بعناء السائق.
5- بعد ذلك واجهتنا عده كمائن لفحص الجوازات.
6- وصلنا حاجز الميدان بعد الثانيه ليلا. وهناك كان الحاجز مغلق حتى الساعه السابعه صباحا. اضطررنا ان ننام في السياره حتى الساعه السادسه صباحا. وفي الصباح قام الكمين بفحص الجوازات فقط، فاستغربت هل نقضي ساعات طويله قبل الكمين فقط لفحص الجوازات.
7-وصلنا لحاجز الريسه بعد العريش. وهناك كان الحاجز مغلق وانتظرنا ساعات طويله لفتحه. وكان طابور السيارات جدا طويل ومحال ان نصل لنقطه التفتيش الا بالليل. ومن ثم طلب من كل شخص في السياره ان يدفع للضباط 50 جنيه لتقديم السياره في الطابور، اي حوالي 400 جنيه للسياره. تم تفتيش السياره بكل عنايه، وكان التدقيق على المعسل والسجائر انها ممنوعه.
8- الغريبه بعد عده امتار قليله واجهنا كمين اخر طالب بالتفتيش، وقمنا بانزال الحقائب لرابع مره لتفتيشها. استغربنا ما الهدف من من الاصرار على اعاده تفتيش الحقاب بعد عده امتار من تفتيشها مسبقا، هل لارهاق المسافرين والسائقين فقط.
9- واجهنا بعد ذلك كمين اخر طالب بتفتيش السياره والحقائب لخامس مره خلال الرحله. واكثر من عشر كمائن اخرى فحصت الجوازات.
10-وصلنا بعد عناء شديد لمعبر رفح. تم انزال الحقائب قبل البوابه الخارجيه لمعبر رفح وهناك واجهنا ابتزاز الشيالين لانهم احتلوا العربات ولم يسمحوا لنا باستخدام اي كروسه.
11- اتاني شيال وقال انه سيحمل اغراضي للبوابه الداخليه لمعبر رفح بمئتين جنيه. الا انه بمجرد ان وصلت للبوابه الخارجيه قال انه لا يملك تصريح للدخول بعد البوابه الخارجيه. ولم ادفع لها الا مئه جنيه لمساعدتي بنقل الحقائب للبوابه الخارجبه.
12-. بعد البوابه الخارجيه لاحقني الشيالين يطالبون باموال خياليه لنقل الحقائب لداخل الصاله حى موقف الباصات لانهم احتلوا الكروسات ومنعنا من استخدام اي كروسه. اضطررت ان اتفق مع احدهم على نقل حقائبي بثلاث مائه جنيه لانهم رفضوا مبلغ اقل من ذلك.
13- نقل الشيال حقائبي لداخل الصاله. رمى حقائبي وذهب لايجاد عملاء عملاء اخرين حتى استكمل اجراءات ختم الجوازات. ولم اعترض.
14-انتظرت في طابور طويل اكثر من ساعتين لتسليم جوازي لختمه. استلم الضابط المصري الجواز مني حوالي الساعه السادسه مساءا وطالبني بالانتظار لنداء اسمي لاستلام الجواز بعد ختمه. فهمت انه يتم مراسله الامن الوطني والمخابرات في شرم الشيخ لاخذ موافقه امنيه لنخرج من مصر.
15- انتظرت اكثر من 12 ساعه لاستلام الجواز، ولم يتم مناداه اسمي حتى الساعه الساديه صباح اليوم التالي، بينما نادوا على اسماء كافة من سلموا الجواز من بعدي. ذهبت للاستفسار عن سبب التاخير، الا انه لم يقبل ان يستمع لي اي ضابط وكان يقال لي انتظري ان ننادي اسمك. كان هناك حالات طولبوا بدفع غرامات تصل لالفين جنيه لانهم قضوا في مصر اشهر بدون اقامه رسميه. اذكر ان مرض قال للضابط انه جاء بتحويله من السلطه لعلاج السرطان والمعبر مغلق، فكيف يعود. واخر قال للضابط ان زوجته مصريه ورفض طلبه للاقامه لدى تقديمها والمعبر مغلق، فاضطر للبقاء بصوره غير شرعيه.
16-شعرت بالهلع انه قد تم فقدان جوازي او تسليمه لشخص اخر بالخطأ. الححت باستمرار ان يبحثوا عن جوازي، فقالوا لي انه لم تاتي موافقه امنيه من شرم الشيخ بعد وعلي ان انتظر. الا انه اعتقد انه تم نسيان جوازي وجوازات بعض المسافرين من طلب موافقه امنيه لهم. انتظرت اكثر من ساعه واستلمت الجواز بعد ختمه. كان استلامي للجواز بعد فتره انتظار اكثر من 13 ساعه بعد تسليمه.
17-. اصطحبني الشيال الى موقف الباصات وبمجرد وصول الموقف طالب باجره ثلاثمائه جنيه وهرب. اضطررت ان ادفع له حتى اتخلص من الحاحاته وابتزازاته.
18- جاء الباص الاول، ولم استطع ان انقل حقائبي بنفسي اليه بسبب هجوم الركاب على الباص خاصه انه لم يكن احد يعرف اين سيقف الباص. وتكرر ذلك مع الباص الثاني والثالث. اضطررنا نحن النساء الضعيفات ان نستنجد بالضابط انه ليس بوسعنا الوصول للباصات لنقل اغراضنا مع تزاحم المسافرين على الباصات.
19- انتظرت كثيرا الفرج، حتى وجدت شخص يسال من من المسافرات تسافر لوحدها بدون ان يعينها احد. قلت له انا. هنا ادخلني مع حقائبي لسياره اسعاف ووصلنا الجانب الفلسطيني.
20-على الجانب الفلسطيني كانت المعامله جيده ووفرت لنا عربات لنقل الحقائب. الا انني استغربت ان حماس اخذت الكمبيوترات التي تحوي معلومات المسافرين وسلمت السلطه المعبر فارغا تماما. لذا اضطر العاملون من السلطه لتسجيل اسماء القادمين كتابيا وختم الجوازات.
21- لم اتعرض لاي ابتزازات من السائقين او الشيالين على الجانب الفلسطيني.
ارجو ان تنقل تجربتي هذه معاناة العالقين لدى مرورهم عبر معبر رفح لاصحاب القرار والمسئولين في مصر. المطلوب من اصحاب القرار في مصر ان يخففوا من معاناه المسافرين ويقللوا من كمائن تفتيش الحقائب ألتي ترهق السائقين والمسافرين. وان يمنعوا ابتزازات الشيالين بتسهيل حصول المسافرين على عربات لنقل حاجياتهم بانفسهم. وان ينظموا ختم الجوازات فلا ينتظر المسافر ساعات طويله لختم جوازه.
سهيله عمر
[email protected]