التصعيد في القدس و إعمار غزة ووأد الاتفاقيات الموقعة .. ؟!

بقلم: حامد أبوعمرة

توتر الأوضاع في القدس المحتلة ،والتصعيد الممنهج ليس وليد الساعة أو البارحة بل هو منذ سنوات طوال فالانتهاكات المتوالية ،والتي يتعرض لها الأقصى ، من قبل قطعان المستوطنين أمرٌ ليس بجديد ..لكن الجديد على ساحتنا الفلسطينية هو تفاقم حالات ارتكاب القتل العمد للشباب الفلسطينيون واستهدافهم ، وانتهاك حرمات النساء المرابطات المتقدمات في السن ،وضربهن و اللائي يتم سحلهن على أيدي الجنود الصهاينة ،وبصورة وحشية وعلى مرأى من العالم أجمع ،والتنكيل بالشيوخ ولطالما أنه ليست هناك أي ردود عربية أو دولية وكما جرت العادة لما يحدث في القدس..

لذلك كان من الطبيعي أن يبتكر الصهاينة الجبناء أساليب وحشية وإجرامية.. ويتفننون في قتل الأبرياء بطرق جديدة سواء أكانت بالحرق كما حدث عند قتل محمد أبو خضير البالغ 16 عاما ..والذي أجبر على شرب مادة البنزين ،ومن ثم حرقه بدم ٍ بارد وهو على قيد الحياة ،أو سواء بالطعن أو بدهس أطفال أبرياء خاصة أو استهداف المواطنين الفلسطينيين بصفة عامة على أيدي المستوطنين القتلة..مما أدى إلى اشتعال الأوضاع ليس في مدينة القدس فحسب بل في الصفة الغربية .. مما أدى إلى غضب الجماهير الفلسطينية في الضفة أو غزة أو بالخارج لأنه عمل إجرامي بغيض ..

وبعدها بدت الأوضاع تنحو إلى جانب التدهور السريع ،ما بين الفعل المقصود ورد الفعل الغير مقارن من حيث توازن الرعب ،ومن ثم اختيار ساعة الصفر للقيام بالحرب على غزة ، تحت شعار تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية،وهدم الأنفاق وكان ما كان بما قد جلبته الحرب الرعناء من دمار وخراب وقتل بحق أبناء قطاع غزة العزل .. رغم أن السبب الحقيقي للحروب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ليس بسبب مقتل مستوطنين أوغيره كما يزعمون وإن كانت تلك الأعمال هي الفتيل الملتهب المجهز،و الذي يفجر الأوضاع كيفما أرادوا .. إذا هي حربا ليست على خلفية جنائية بل هي حربا عقائدية وقومية من أجل إبادة الشعب الفلسطيني بأسرة ..

هم يريدون أن يقيموا حضارة جديدة على أنقاض تاريخ عريق وجذور أصيلة ممتدة للشعب الفلسطيني منذ القدم ..يريدون أن يسقطوا سلسلة مؤرخة منذ ألآف السنين ويقيمون بدلا عنها حضارتهم بكل غطرسة وجبروت كما قامت الحضارة الرومانية يرسخونها بغطرستهم وجبروتهم كما قامت على أنقاض الإغريق ..حضارة جديدة آتية من سهول أوروبا، وهي الحضارة الرومانية التي عُمّرت طويلا واشتهرت بالطغيان ، لكن الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد وهو القائل في كتابه العزيز :" كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين "..

واليوم يتجدد ذات السيناريو التصعيدي المفتعل من ذات البقعة المباركة والتحريض على القتل والتهيئة لشن حربا جديدة على غزة والضفة .. ألمح بوادرها وأسمع دقات طبولها عن بعد وإن كان النصيب الأكبر.. من العدوان دائما لغزة وشعبها ،لكن من وجهة نظري.. أن هذه الحرب التي يسعى لشنها الاحتلال الإسرائيلي هذه المرة ليس بسبب ما ذكرت رغم ثبوت موقفي وقناعتي وعدم التعارض بالقول إلا أنها هذه المرة مدبرة بأيدي خارجية للتملص والإفلات من الالتزامات المالية التي رصدت لإعمار قطاع غزة من قبل الدول التي أحست بتوريطها في الالتزام بالإعمار لغزة المدمر ة والمحاصر ة..

الأمر أشبه بكثير بما علمته مع الفرق .. من إحدى النساء التي حرضت أولادها على افتعال مشكلة، و محاولة خلط الحابل بالنابل لما علمت تلك المرأة أن عليهم دفع مبلغ مالي ليس بسيطا لإحدى العائلات التي تشاجرت معها ،وبعدما وقع الخطأ أمام الناظرين من طرف أبناء تلك المرأة ..!!

بقلم/ حامد أبوعمرة