لا نريد الإستباق لأننا لا نريد الفشل وبالطبع نكره الهزيمة. لا أحد من فصائل العمل ذهب إلي القاهرة منتصرا فالنصر قد فارق ديارنا منذ أصبح لدينا سلطة ووزارات وأجهزة أمنية ووظائف وإمتيازات وإستثمارات .. الكل يستثمر بلا إستثناء فمن لم يستثمر بالملايين يستثمر بإستغلال الظرف والمكانة للتحكم في رقاب الآخرين وسرقة مستحقاتهم وأدوارهم من غلابة الوطن وغلابة المهجر .. عقدين ونصف منذ أوسلو كانت كافية لنكون مثل باقي البشر من حيث اللياقة الأخلاقية والسلوكية لنكون مواطنين صالحين لهذه الأرض الصالحة ولكن ما جري مرعب وكل يوم يزداد رعبا ليس خوفا من الإحتلال وبطشه وليس حزنا علي وظيفة وراتب أو بطالة وعنوسة ولكن هذه اللوحة السوريالية التي رسموها لشعبنا وقضيتنا تنضح بالحزن المرير ننتقل من معاناة إلي أخري ونتحول من مصيبة صغري لمصيبة كبري ونفقد إنسانيتنا شيئا فشيئا وما بهمنا إلا الأنا وحامل كيس المال السياسي أينما حل وكل مالنا سياسي بالطبع ونتصرف بأخلاق غريبة شاذة ما أرزلك يا هذا العصر وما أبشع تلك الزناديق وتأمرون الناس وتنسوا أنفسكم الشباب تتلوي من حمق العواجيز وسيرتهم ومسيرتهم وخرفهم وأنانيتهم وسفالتهم المنقطعة النظير ليحشروا أجيالا مثل الورد في زاوية النكد والضنك فعلموهم الأنانية أيضا و لأنهم أداروا االمصالح الخاصة ولم يديروا شؤون البشر أداروا شؤون الأحبة والأهل والأقارب والتوابع علي حساب إدارة معاناة المحكومين وعلي عينك يا تاجر .. اليوم يتحدثون في القاهرة عن الشعب الفلسطيني ويتلاعبون بمصيره فهل صحيح يمثلون الشعب أم مازالوا يخطفون مصيره ويحكمون أعناقنا بالحديد والنار ومنهم المحتالون في تصفيط الكلام ينصبون من أنفسهم وأحزابهم مخاتير عن شعبنا .. وددت وأنا أراجع أن أقول كلمة ولكني عزفت عن قولها لأني أخجل منها مثلما أخجل منهم .. أهؤلاء من يقود المستقبل أهؤلاء من سيعودون بالمصالحة ورسم طريق المستقبل .. كان لديا أمل ولكنه يتبخر لعلني في حالة النوم أحلم بأن المشهد قذر ومخيب للأمل وسأنام حتي ينتهوا لعلي أصحو علي أمل يجدد الروح بنهاية المأساة أو أبحث عما يجدد الروح بعيدا عن هؤلاء والعزوف وعدم المشاركة فيما بعد فما عاد شيء يستحق التفكير والمحاولة فالقادم قد يكون قبيحا مثلهم.
بقلم/ د. طلال الشريف