بفضل الله تعالى اظن أن تجربة ائتلاف الخير " لخدمة الشعب الفلسطيني بكلياته " كانت من أهم التجارب التي ساهمت بها، حيث ابتدأت هذه الفكرة بعد تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون بالقضاء على انتفاضة الشعب الفلسطيني في عام ٢٠٠٠ خلال مدة ١٠٠ يوم .
فوفقنا الله لتحدي هذه الفكرة الشريرة بفكرة خيرية ، أطلقنا عليها " حملة مائة يوم و يوم 101 " والتي قامت على أساس أن تشارك مائة مؤسسة ومؤسسة، بمائة مشروع ومشروع خيري، لإنقاذ الشعب الفلسطيني من محنته التي يعيشها تحت الاحتلال الإسرائيلي.
ولعل من أهم عوامل النجاح لهذه الحملة التي تطورت لتصبح " ائتلاف الخير " بعد توفيق الله تعالى:
1. وضوح الرؤية و الأهداف المتأمل تحقيقها .
2. تقديم خدمات مميزة للجهات المشاركة لإنجاح أهدافها في ميادين الأحتياج .
3 . وجود مؤسسات المجتمع المدني الشريكة القادرة على تنفيذ أهداف و مشاريع المؤسسات المشاركة في الائتلاف .
بلغ عدد المؤسسات الخيرية المساهمة في أعمال و مشاريع الائتلاف ما يقارب ٣٠٠ مؤسسة بين ممولة ومنفذة شملت الوطن الفلسطيني بكامل جغرافيته التاريخية، وتعداها إلى الدول المجاورة للوطن ليشمل لبنان والأردن .
لقد تفاعل العالم العربي والإسلامي بشكل غير مسبوق في دعم و مساندة احتياجات الشعب الفلسطيني بكلياته مما شكل حالة تضامن دولي ضد الحملة الجائرة للكيان الصهيوني ضد الشعب الأعزل.
تعددت المشاريع التي تبنتها المؤسسات الممولة ، لتغطي مجمل احتياجات الشعب الفلسطيني، من دعم للمؤسسات الصحية والتعلمية و الخدمات الاجتماعية وقضايا التشغيل والتنمية البشرية
رافق ذلك كله حملة إعلامية مركزة غطتها معظم الفضائيات العربية والإسلامية بما فيها الجزيرة، كما شاركت تلفزيونات محلية في هذه التغطية الإعلامية التى أعدها الفريق الإعلامي المختص في الائتلاف .
كما قامت عدة تلفزات محلية بحملات لجمع التبرعات ، و لقد شهدت بأم عيني كيف ساهمت المرأة العربية في دعم حملات التبرع و كيف قدمن حليهن كاملة ، حتى لم تسعها صالات التلفزة .
لم تتأخر دولة عربية والامة عن دعم هذه الحملة و شاركت كثير من الدول الخليجية والعربية والعالمية في عقد عدة مؤتمرات رعاها رؤساء دول و رؤساء وزارات من لبنان إلى جنوب إفريقيا و من السعودية و الأمارات و البحرين و الكويت ..الخ
تعدت فترة نجاح الائتلاف عقد من الزمان ، كانت كافية لإفشال المخطط الصهيوني و لترسيخ العمل الإنساني لخدمة الشعب الفلسطيني لعقود تالية .
مئات الملايين من الدولارات التي قدمتها المؤسسات الخيرية المساهمة في أعمال و مشاريع الائتلاف ما جعل حياة الملايين من الفلسطينيين تتحسن و تصمد أمام محاولات الاحتلال تجويع و قهر و إذلال الشعب الفلسطيني .
و بسبب هذا النجاح ساهمت عدة منظمات دولية في عقد شراكات مع الائتلاف و او عبر مؤسساته المشاركة في دعم الشعب الفلسطيني.
لقد كان دور مشهود لكل فرد عمل في تجربة الائتلاف تعدت و جاوزت كل التوقعات .
ولو قدر لنا عمر لتوثيق التجربة فستكون ملحمة التعاون و التنسيق التي لم يشهد لها تاريخ العمل الإنساني لخدمة الشعب الفلسطيني مثيلا.
بقلم/ د. عصام يوسف