ربما كانت الطريق بين النائب صلاح البردويل اقصر ما يمكن بينه وبين المجتمع الذي ينتظر بحالته من مثقفين ونخب وعامة ، بل كانت على اتصال مباشر ، فالشعب الفلسطيني مسيس بحكم التجربة وتمرسه في معاناته من السياسة والسياسيين ولغة الدبلوماسية والتغييب والتزهيق والترحيل والتبرير والتعليل ، ظواهر زمصطلحات لم يجني منها شيئا هذا الشعب التي تتلاطش فيه امواج المبادرات والمقترحات والديباجات وطوال سنوات مأساه عاشها وتعايشها وما زالت .
من عمق وطني اقرن الفيديو بالبيان الختامي للمجتمعين في القاهرة ببعد انساني وبعد وطني ولان لاحاجة لنا كشعب فلسطيني الان بترير هنا او هناك لعدم تنفيذ استحاقات ل2مليون فلسطيني تطلعوا للمصالحة وكانها المنقذ لهم على المستوى الانساني والوطني ، وبرغم علم اهل غزة كما قلت بالسياسة الا انهم عاطفيا ما زالوا يستبشرون بعكس المثل الذي يقول "" المستبشر بالمجرب عقله مخرب "" وهذه نقطة الضعف الذي لا ذنب له فيها ، وعندما وقعوا فريسة بامالهم واحلامهم لتصريحات القيادة الفلسطينية بان العقوبات والاجراءات الاستثنائية ستنتهي بمجرد ما تعلن حماس حلها للجنة الادارية ، وتمر الاسابيع والاجراءات والعقوبات تتزايد ولا يحدث اي تغيير على حياة الانسان الغزي ، مجرد اعلان القاهرة في اكتوبر وهو اعلان المصالحة تكاثفت الوعود وفي تحديد موعد 15/11 بان المعبرسيفتح بشكل دائم ، وعود تغيبية تستهدف الحالة المعنوية للغزيين رغم ان قناعتنا ان هناك اكثر من سبب تجعل من فتح المعبر بشكل غير طبيعي وهو عامل الامن في سيناء " ونقول هنا : رحم الله شهداء حادثة مسجد بير العبد وهي عملية استخباراتية داعشية تمويلا واعدادا وتنفيذ، وما زلنا نقول ان مصر مستهدفة بتوجهاتها للدولة المدنية الحديثة ، ولكن هناك عوامل ايضا لا تقل اهمية ونفوذ في فتح المعبر من عدمة وهي التعقيدات الدولية والاقليمية والاحتلال احد اهم مكوناتها وذات الطبيعة السياسية والامنية ، المهم وعود تستجلب الصدمة للغزيين .
انتظر اهل غزة لقاء الفصائل في 21/11 وكأنه المنقذ لمأساتهم وبناء ايضا على تصريحات ايضا لفتح المعبر وحل ازمات غزة كهرباء وموظفين والخروج بنتائج واليات عملية لفكفكة الازمات سواء انسانية او وطنية واهمها تحديث الشرعيات الرئاسية والبرلمانية والمجلس الوطني وتنفيذية منظمة التحرير وتحديد مواعيد ملزمة للاطراف .
الشعب الفلسطيني في غزة وبرغم عدم ثقته بقدرة الفصائل لحل الغاز المصالحة الا انه كان يوهم نفسه بالتفاؤل علهم ياتوا بالحلول وخاصة الانسانية ، وكانت الصدمة وبرغم محاولة المسحجين في كل عصر وزمان تجميل هذا البيان الركيك العائم المعوم ، وفي كل الملفات وكانهم التقوا لشرب فنجان قهوة او راعوا ان لا يعلنوا الفشل حفاظا على الدور والمجهود الكبير التي تقوم به المخابرات المصرية وبرعايتها ليوجل الى اول ديسمبر بلقاء جديد كون حماس بين التاريخين قد سلمت كل الوزارات بما فيها الامن للسلطة وحكومة رامي الحمد الله والذي اعلن اكثر من مرة ان العقوبات مستمرة مالم تشرف وتضع اجهزة امن رام الله يدها على الامن في غزة ، حالة استفراد وخرق لاتفاق 2011م واهم نصوصه الشراكة وهن نقول الشراكة لكل المكون الوطني وحكومة وحدة وطنية يشارك فيها كل القوى الفلسطينية ، حالة استئصال وابعاد لم تستطيع الفصائل لجم هذا السلوك ويبدو ان الفصائل مكون اصبح لا لزوم له في الحالة الوطنية ، وبدورها اعلنت حماس انها ستستمر في المصالحة وتسكير منافذ تستخدمها السلطة لافشال المصالحة ، ولكن ما قصة التمكين والتسكين ..؟؟! وهي مصطلحات جديدة اتت على القاموس الوطني ، اتى رامي الحمد الله واستقبلوا كفاتحين وتخيلوا سلوكيا وما الوا انهم فاتحين وليسوا شركاء للشعب الفلسطيني في غزة ، ومن الطبيعي وبالحس الوطني رفع العقوبات عن غزة لا يحتاج لجدولة او مواعيد او بروتوكلات او غيره فكما اتخذت يجب ان ترفع ما دام المبرر قد تلاشى وهنا نستطيع القول عن ظاهرة التمكين والتسكين : التمكين والتسكين استخدمته بعض الدول العربية لاعادة انتشار القوى العاملة لديها وخاصة الفلسطينية التي كان على اثرها الاستغناء عن كثير من العاملين في التعليم وارى ان اشاعة مصطلح التمكين والتسكين فلسطينيا مقتبس من تلك الانظمة وارى ايضا ان تسليم كل شيء بلا مقابل خطأ كبير يرتكبه ذوي الصلة تحت مبرر الحفاظ على المصالحة التكافؤء والعمل في كافة الاتجاهات مهم والا سيقع الكثيرون في مصيدة لا يحمد عقباها ... احذر .... المصالحة الوطنية مطلوبة على اسس العدل والمساواة وعلى اسس برنامج وطني اهم من التمكين والتسكين وان كانت الية مطلوبة على قاعدة الشراكة الوطنية وليس الاستئثار والاقصاء لغرض في نفس يعقوب.
وهنا ناتي لفيديو الذي نشر مساء يوم 22/11 للنائب البردويل والذي كان بالصراحة التامة لبديهيات احتواها البيان الختامي بمجرد الاعلان عنه ونشره ولكن كانت صراحة البردويل بدون مجاملات وخطاب اللف والدورات والديباجات المكررة التي احتوى عليها البيان ، وهو سلوك صحيح وجمل صحيحة وهي التي يجب ان تكون بين القيادة والشعب وبالتحديد من رؤية المعالجات والضغط على من يعيق رفع العقوبات عن غزة بهجوم الحاضنة الشعبية وهي حاضنة وطنية غير فصائلية فان كان لا خيارات عند الفصائل فهناك اكثر من خيار على المستوى الشعبي ولن ينتظر الشعب اكثر من ذلك وقتا، والنظر للفيديو اللاحق من جانب الاخ صلاح وما يحتوي من اعتذار وبالتحديد لعدم اختيار لغة الساسة والدبلوماسية ، الشعب الفلسطيني ليس بحاجة لمثل تلك اللغة ما دام يعاني في يومه وفي حليب اطفالة وبمرضاه وطلابه وما زال يعاني من نظام سياسي جامد منذ عقود وبالتالي : نتوجه لك بالشكر العميق على صراحتكم واحترامك لعقل الشعب الفلسطيني ونحن مع موقفك وصراحتك لانك تحدثت بعقل الشعب وامانيه ولم تستورد كلماتك وجملك من غرف التلفيق والتزوير والمكائد والمصائد هذه الصراحة التي يحتاجها شعبنا من نخبه كي يستطيع مداواة جراحه وازماته
لاداعي للاعتذار اخي صلاح فقدركم لدى شعبنا بصراحتك
سميح خلف