الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة

بقلم: وفيق زنداح

رغم الأحزان والدموع والدماء ....وإزهاق الأرواح ....وما حدث من مذبحة مسجد الروضة بكل بشاعتها وجبن المنفذين لها ..... وبرغم فقدانهم لكافة المقومات التي يمكن أن ندمجها في إطار الإنسانية والدين .....ورمزية المسجد باعتبار المساجد بيوت الله ....والتي لا يجوز تدنيسها ولا العبث بها ....ولا حتى الدخول فيها الا وأنت تخلع الحذاء ....فما بالكم وهؤلاء القتلة المأجورين يفجرون بقنابلهم ....ويطلقون رصاصاتهم ....ويدنسون المسجد ....ويقتلون العشرات..... ويجرحون العشرات في يوم الجمعة ....وأثناء صلاة الظهر ....بكل قدسية ورمزية هذه اللحظات ....مما يؤكد أن القتلة المأجورين الإرهابيين التكفيريين فاقدين لعقولهم ....كما هم فاقدين لضمائرهم وقلوبهم ....فاقدين لدينهم ولوطنهم ...فاقدين لكل موروث ثقافي واجتماعي وديني ....أي أنهم بعزلة تامة ومطلقة..... بل هم كفار هذا العصر والزمن.... بالنسبة لنا كمسلمين ....كما بالنسبة لنا ولمساجدنا باعتبارها مساجد الله عز جلاله .

حادثة ومذبحة مسجد الروضة وقتل ما يزيد عن 235 شهيدا ...وجرح ما يزيد عن 130 جريحا ....بفعل جريمة بشعة وخسيسة ....جبانة ونكراء ....قامت بها ثلة من المجرمين القتلة المأجورين ....حادثة ارهابية في يوم أسود ....لمجموعات تكفيرية سوداء تقتل ...وتخرب ...وتدمر ...وتحاول زعزعة الاستقرار والثقة والايمان ...وتحاول ادخال الخوف بقلوب الناس ....كما ادخال اليأس والاحباط ....وعدم الثقة بالواقع ....وتعزيز الخوف من المستقبل .... مخطط فاشل بمضمونه.... وأركان المخططين والمنفذين له..... الذين يستمرون بارهابهم .....لكنهم بذات الوقت توجه لهم الضربات الاستباقية والملاحقات الأمنية .....والاعتقال للمزيد منهم ...مما أصابهم بفقدان توازنهم ....وعدم القدرة على تخطيط تحركهم.... حتى عدم القدرة على التخطيط لتنفيذ مخططاتهم الخسيسة والجبانة .

منذ اللحظات الأولي للحادثة الاجرامية الجبانة والمشينة .....اجتمعت القيادات الأمنية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي ....لبحث تداعيات الحادثة الاجرامية الارهابية بمسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء ....وما تمخض عن الاجتماع من اعلان حالة الطوارئ ....والحداد العام .....ورفع درجة الاستعداد والتأهب الي درجة حالة الحرب.... في ظل اصرار مصري ....وقناعة ثابتة وراسخة على مواجهة قوي الارهاب ....واستئصال جذوره ومتابعته وملاحقته بكافة اوكاره ومخابئه .

منذ اللحظات الأولي قامت القوات المسلحة وأجهزة الشرطة والأمن المصري بكافة أسلحتها وتنوعها..... بملاحقة مرتكبي الحادث الاجرامي حيث تم الثأر منهم والقضاء عليهم جميعا .....كما استمرار الملاحقة والمواجهة للجماعات الارهابية باماكن اختبائها.... ومخازن تسليحها وعدادها .

حملة أمنية واسعة .....تضييق الخناق...... وتحاصر الفئران بجحورها ....وتوجه لهم الضربات المتتالية..... حتى يدركوا أن دماء المصريين وأرواحهم وممتلكاتهم ....غالية ...وحتي يدركوا أن كنائس المصريين كما مساجد المصريين مقدسة .....ومحرم تدنيسها او الاقتراب منها لاجل تخريبها... وقتل المصلين بداخلها .

رسالة سريعة لكافة الارهابيين ومجموعاتهم ....وبضربات استباقية تلقي القبض على العشرات ....وتستولي على الكثير من المعدات وأدوات القتل ومواد التفجير ..... كما تحركات أمنية تم القاء القبض فيها على عدد من المتخابرين مع تركيا الحليف الرئيسي لحلف الشر والارهاب .

جهد أمني كبير في ظل صحوة أمنية ووطنية لمؤسسات الدولة المصرية ....كما صحوة وطنية لعموم الشعب المصري..... الذي وصل الي قناعة ثابتة وراسخة أن من يسمون أنفسهم بالاخوان ......هم منبع الارهاب .....والذي ولد كافة هذه الجماعات الارهابية التكفيرية داخل مصر ومن حولها ....وهم بمخططهم الارهابي..... يحاولون زعزعة أمن مصر واستقرارها ...والشعب وقيادته ....كما يحاولون زعزعة ثقة مؤسسات الدولة وأجهزتها بامكانياتها وقدراتها ومعلوماتها .

فشل ذريع...... في ظل انفاس اخيرة..... لهؤلاء القتلة المأجورين ولتنظيمهم الاخواني ....وبمسمياتهم المتعددة ......التي يحاولون فيها التستر والاختباء ومحاولة تضليل الامن المصري .....الا أنهم جميعا تحت المجهر ومكشوفين بل عراه ..... وقد فقدوا معظم أدواتهم وغطائهم ....وحتي ملابسهم..... لقد فقدوا شعاراتهم ....وخطابهم ....ومحاولة التأثير على الناس تحت مسميات الدين .... ليثبتوا للجميع..... انهم ضد الدين .....وضد الوطن..... وضد الحياة..... وضد التطور والتنمية والبناء .....لقد اثبتوا انهم اعداء الحياة .....وانهم السبب الرئيسي بحالة الارهاب التكفيري السائد بالبلاد .....كما انهم السبب الذي أضاع أرواح الالاف من أبناء مصر الأوفياء .....في معركة تدلل على شرف الأمة المصرية بحربها التي سيسجلها التاريخ ......وهي تقوم بمواجهة الارهاب التكفيري ....والقضاء عليه وملاحقته ومطاردته .....وعدم اعطائه الأمان والمكان داخل الأرض المصرية... وحتي داخل الأرض العربية .

المشهد الأخير .....من مسرحية دامية دموية اجرامية ارهابية سوداء..... تم كتابة سيناريوهاتها في اسطنبول والدوحة .... وكان الكومبرس فيها قيادات تنظيم الاخوان ....واتحاد علماء فلسطين ....ومن استطاعوا شرائه بالمال..... وتضليه وحرف فكره ....وتسويد قلبه ...من استطاعوا التاثير عليهم ......لبيع أوطانهم من أجل حفنة من المال ....أو من أجل خداع ديني يوهمهم أنهم من أهل الجنة..... وأن الآخرين من أهل النار ...أنهم أهل الخير..... والاخرين أهل الشر .....لقد أضحت الخارطة واضحة بكافة معالمها ....واصبحت الالوان بارزة ما بين الاسود والابيض ....كما اصبحت الوجوه مكشوفة.... ولم يعد بالامكان اخفاء ملامحها وتجاعيدها ....كما أصبحت القلوب مكشوفة بكل ما فيها من سواد وأحقاد وكراهية للانسان والانسانية .....انهم جماعة من القتلة الارهابيين الذين يتهربون من منطقة الي أخري ولم يعد لهم مأوي ....برغم كل ما يمتلكون ....كما ليس لهم حاضنة شعبية بعد أن تم كشفهم وأصبحت وجوههم عارية ....وبعد جريمتهم وقتلهم للمصلين ....وتدنيس المسجد ....كما منع المصابين وسيارات الاسعاف.... مكشوفين منذ ظهورهم وتشكيلاتهم واعتدائهم وقتلهم للجنود وأفراد الشرطة والامن المصري .

جريمة جبانة ....وارهاب مكشوف ....اوصل رسالة القتل والدم والكراهية والحقد لكافة المؤمنين والمصلين ......ولكل المصريين المؤمنين بوطنهم وحريه أرضهم ...وسلامة مجتمعهم .....هؤلاء القتلة المأجورين الارهابيين خارج المجتمع المصري .....وخارج الوطن المصري .....وخارج القيم والاخلاق المصرية ....كما انهم خارج الدين الاسلامي الوسطي .....ولأجل أفعالهم المشينة والجبانة .....وبيع أنفسهم للشياطين.... يجب أن يحاسبوا بقوة شديدة ....لا رحمة فيها ولا عفو .... احكام قوية ونافذة وقوانين صارمة .....وضربات استباقية دائمة .....وملاحقة مستمرة حتي يموتوا خنقا داخل مخابئهم ....وأن لا يسمح لهم بالخروج والتحرك ....وارتكاب جرائمهم..... برغم كل الملايين والمساعدات التي تقدم لهم ....وبرغم ما يخطط لهم من مؤامرات لتنفيذها ....كما يخطط لهم من أكاذيب وافتراءات لنشرها عبر الاعلام الاخواني ... الا انهم قد فشلوا ويلفظوا أنفاسهم الأخيرة ...ولم يعد هناك أرض تحتمل وجودهم ....ولا هواء يقبل بتنفسهم .....ولا مجتمع يقبل بوجودهم ...ولا حتي مساجد تقبل بصلاتهم.... انهم المرفوضين المنبوذين ...الارهابيين التكفيريين ....الذين وصلوا الي محطة النهاية .....والي مرحلة المشهد الأخير...... من مسرحية تخريب المنطقة ....وتقسيمها واثارة الفتن الطائفية بداخلها وجعلها مناطق قتل وليس اعمار ....مناطق اسالة للدماء وليس مناطق استخراج للبترول .....مناطق هدم وليس عمران وتنمية .....مناطق سقوط الانسان .....وليس بناء الانسان والانسانية .

ارهاب يريد أن يرجعنا الي عصر ما قبل الجاهلية ..... والي حيث سوق العبيد.. وجهاد نكاح النساء ....يريدوننا أن نكون أسري فكرهم المريض .....وسلوكهم الشاذ .....لكنهم وقد انكشفوا مبكرا ..... قبل أن يتحكموا ....ويحكموا قبضتهم .....ويتمكنوا من السيطرة والتأثير ....لتنكشف وجوههم على حقيقتها ....وقلوبهم على حقدها وكراهيتها .....كما نفوسهم على مرضها ....وازدواجيتها ....مما يحدث الصحوة لدي عامة الناس والمجتمع ....ومما يضيق عليهم الخناق أكثر فأكثر ....ومما يسهل على القوات المسلحة وأجهزة الامن الانقضاض عليهم والقضاء على جذورهم واجتثاثهم من منابعهم ....وقطع سبل التواصل معهم....انها النهاية الحتمية..... لكل مجرم وارهابي وقاتل ....ولكل من يسفك دماء الأبرياء ويدنس المساجد .....انها النهاية الحتميه لمن يبيع الوطن ....لأجل حفنة من المال ....ولمن يبيع عقله ويسلمه للأخرين ....ولمن يزرع بقلبه كراهية وأحقاد ....وليس محبة للوطن وللانسانية ....انها النهاية لكل هؤلاء الارهابيين التكفيريين .....والي مزابل التاريخ .

بقلم/ وفيق زنداح