ما بعد مدبحة مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد شمال سيناء ... وما ارتكب من جريمة بشعة ونكراء ... على ايدي قتلة مأجورين ارهابيين تكفيريين ... وما بعد الحديث ... وما تمخض عن هذه الجريمه البشعه والاجرامية من خسائر مدنية كبيرة ... طالت المئات حتى الاطفال منهم ... وداخل بيت من بيوت الله ... وما ابدى الجميع من غضب واستنكار وشجب وتنديد ... وما تأكد للجميع من محبة مصر وأهلها ... ومجمل العواطف والاحساسيس الوطنية والقومية والانسانية ... التي تفوقت على اقزام هذا الزمن وعلى المخططين والمنفذين ... الذين وصلوا بفعلتهم المشينة الي الدرك الاسفل من النار ... بفعل جريمتهم وارهابهم وتكفيرهم .
وبعد ان وصلت القبضة الامنية المصرية الى معاقلهم ... والى حيث بختبئون وبتهربون ... من يد العدالة والحق القانوني في الثأر والقصاص منهم ... وما يجري على ارض سيناء من ضربات قوية واستباقية وتحركات لقوات الجيش المصري والاجهزة الامنية ... والتي ارادت ان توصل رسالتها سريعا ... دون ابطاء او تردد او تمهل ... لان الدماء عزيزة والارواح غالية .... والوطن لا يقبل بالمساس بسيادته ... وتدنيس تراب ارضه من قبل مجرمين وقتلة ومأجورين .
ما جرى من حادثة أليمة ... وفعل مشين ... وما تقوم به الحكومة المصرية من ملاحقة امنيه وتوجيه ضربات استباقيه ولاحقة وما يجري من تحريات وجمع للمعلومات ... حول التحول الكبير والخطير في اسلوب المواجهة الارهابية ... وافعاله النكراء والمدانة بكافة القواميس واللغات .
التحول الارهابي الذي وصل ببشاعته الى الحد الذي لا يوصف ... والى الحد الذي غابت فيه كافة الضوابط والموانع ... والذي تحول الى فعل حيواني ... يغيب فيه العقل ... كما يغيب كافة القيم والاعراف والديانات السماوية .. يتطلب تغيرا جذريا في أدوات المواجهة للجماعات التكفيرية الارهابية وعلى كافة الصعد والمستويات ... وبكافة منابع وجودهم ... أين كان المكان .. وأين كان الزمان .
ان تتحرك كافة مؤسسات الدولة المصرية ... كما ضرورة تحرك المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني التي تحمل شعارات حقوق الانسان ... والتي لم نسمع منها ... ما يجب ان نسمعه ... كما لم نلمس فعلها ... كما يجب ان تفعل .. وكأنها اصيبت بالخرس والصمت المطبق .
أن يصل الحد بجماعة الارهاب والتكفيير الى ارتكاب مذبحة يمكن ان تكون مذبحة القرن في ظل قتل ما يزيد عن 300 مصلي داخل مسجد احد بيوت الله ... وقتل ما يزيد عن 30 طفلا بريئا ذهبوا مع اسرهم لكي يؤدوا الصلاة ... عملية ارهابية شيطانية لا تستوعب انسانيا ... كما لا تستوعب ادميا ... كما لا تستوعب دينيا قام بها شياطين ... بفعل توجهات شيطانية ... ولأجل قيمة شيطانية مما يتطلب قوة كبيرة ... وضربات اقوى .... من فعلتهم المشينة ... والى استنفار .. واستعادة لزمام الامور ... والى تحرك الدولة بكل قواتها واجهزتها ووسائلها ... كما تحرك الرأي العام المصري وخاصة المجتمع السيناوي بقبائله الوطنية والمخلصة لأرضها ووطنها ... والرافضة للارهاب ووجوده .. والتي لا تسمح باستمرار قتلها وتدنيس مقدساتها ... وازهاق ارواح ابناءها .
المجتمع المصري يجب ان يزداد بوعيه وثقافته وعلمه وتحديد المخاطر والاخطار التي تتداخله وتحيط به ... وان يزدادوا بالحذر الامني والاجتماعي ... وان يحدث التغيير بطبيعة المصريين ومميزاتهم المعروفة عنهم ... وعناوينها وملامحها التي تتسم بانسانية عالية وبعلاقات متواضعه ... وبكرم ضيافة مرتبط بثقافة وموروث ثقافي واجتماعي ... وبعلاقات المحبة للجميع ... صفات مصرية أصيله ... خاصة في هذا المجتمع السيناوي الذي لا يسأل الضيف عن جنسيته ... كما لا يسأل الضيف عن وجهته ... كما لا يسأل الضيف عن عمله وخصوصيته .
صفات وسمات انسانية مصرية يتميز بها المجتمع المصري المرحب بكل قادم وبكل زائر وبكل ضيف مهما طال زمن وجوده وبقاءه .
هذه المميزات والسمات الانسانية والاجتماعيه والثقافيه ... الاخلاقية والدينية التي يتميز بها المجتمع المصري ... يجب ان تصوب ... وان تستيقظ ... وان تصحوا ... وان لا تكون انسانيتنا واخلاقياتنا وحسن معاملتنا ... على حساب مصالحنا وسلامتنا وسيادتنا .
هذا ما يجب ان يكون ماثلا وقائما ومتبعا داخل المجتمع السيناوي والذي بداخله وعلى ارضه تلك المجموعات الارهابية التكفيرية التي تغرر به ... وتحاول خداعه ... بل تحاول تضليله تحت مسميات الدين ومن خلال مشروعات وهمية ... وخزعبلات فكرية ... وتوجهات خاطئة .
لقد انكشفوا ... وبات زيفهم ... ووجوههم وشخصياتهم حتى اصبح المجتمع السيناوي كاشفا لهم ... وعين ساهرة على امن وسلامة وطنه ... بل اصبح المجتمع السناوي رافضا ومنددا وكاشفا لكل هؤلاء الارهابيين القتلة المأجورين ... الذين وصلوا بجرائمهم الى قتل الاطفال والشيوخ والمدنيين وحتى داخل المسجد وحتى بيوم الجمعه ... بعد ان ارتكبوا جرائم عديدة في شهر رمضان الكريم وقتل العديد من الجنود بلحظة قول الله اكبر .
والعديد من الجرائم والمجازر التي ارتكبوها تحت غطاء الدين والدين منهم براء .
هناك العديد مما يجب قوله واختصاره بالتالي :-
اولا :- تكثيف الضربات الاستباقيه والتي لا يجب ان تتوقف ولا تعطي المجال للقتلة المأجورين الارهابيين أدنى راحة ممكنة .
ثانيا :- متابعه وتحريات دائمة وعدم اعطاء الجماعات الارهابية فرصة التحرك داخل وخارج مناطقهم واستمرار سياسة الضغط عليهم وتضييق الخناق بهم .
ثالثا :- يجب ان يكون المجتمع السيناوي كما المجتمع المصري بأكمله ... جهاز أمن شعبي يعمل على متابعة الغرباء وحتى الاقرباء الذين يعيشون بمناطقهم والتي تحوم حولهم الشبهات وان يكونوا عين ساهرة على أمن وسلامة وطنهم .
رابعا :- يجب ان يكون المجتمع المصري على تواصل دائم ومستمر مع كافة مؤسسات الدولة والادلاء بالمعلومات دون تردد وبالسرعه الممكنة مما يخدم أمن المجتمع واستمراره .
خامسا :- التحرك الاعلامي الهادف وبصورة اكبر واشمل ... والذي يطرح كافة التفاصيل بما يعزز ثقافة المجتمع ويصوب الرأي العام صوب الحقيقة ويجعله اكثر استعدادا للمواجهة مع الجماعات الارهابية التكفيرية .
سادسا :- حالة قصوى ... واستعداد دائم ومسبق على أي فعل ارهابي وان لا يكون الفعل في اطار سياسة ردة الفعل ... حتى لا يأخذ الارهابيين فرصتهم للتحرك والقيام بافعالهم الجبانة والمشينة .
ثامنا :- متابعة دقيقة ومستمرة لكافة اماكن العبادة من مساجد وكنائس وعدم الانخداع بالاشخاص ... ومحاولة اظهار تدينهم والبحث عن جذور ظاهرة التطرف الديني باستخدام المساجد والقائمين عليها .
تاسعا :- القوة الامنية والعسكرية وسيلة رادعة واساسية ... لكنها ليست الوسيلة الوحيدة للمواجهة في ظل ضرورة الصحوة الوطنية والمجتمعيه والدينية ... كما الصحوة الاعلامية والثقافية والامنية .
عاشرا :- ادراك مخاطر الفراغ الفكري الثقافي الاجتماعي وحتى الاقتصادي باعتبار ذلك منطلق وحاضنة لحالة الانحراف والدخول بعالم الغيبيات ... والتقرب من الشياطين الارهابيين ... وهذا ما يحتاج الى متابعه وبحث ميداني دائم لمتابعة الاشخاص والاسر داخل الاحياء والقرى والمدن .
الحادي عشر :- أن يكون الاعلام أكثر جدية ومهنية وميدانية بعمله ومتابعته لظاهرة الارهاب التكفيري من خلال المتابعه الميدانيه وليس عبر الاستوديو حتى وان كان هناك ما يمكن ان يهدد أمن وسلامة الطواقم الاعلامية ... لان مصر بحالة حرب ضد الارهاب ويجب ان لا يترك الارهابيين بالملعب وحدهم دون اشتباك أمني وحتى دون اشتباك اعلامي ثقافي مجتمعي بمتابعه اراء الناس وكشف الحقيقة للرأي العام ومحاصرتهم بصورة دائمة .
الثاني عشر :- يجب ان تحدد الخطط العملية والقائمة على جهود الجميع حكومة وشعب ومؤسسات لاجتثاث الارهاب التكفيري بكافة مستوياته ووسائله الفكرية ومجموعاته الدعوية وحتى مجموعاته المسلحة وحتى الجهات الممولة والمساعده على التحرك والتي تشكل غطاءا لتنفيذ عملياته الخسيسة والجبانة .
الثالث عشر :- الاستفادة القصوى ... والبناء على اخطاء الجماعات الارهابية التكفيرية خاصة ما حدث بمسجد الروضة وهذا العدد الكبير من الشهداء من الرجال والشبان والاطفال والذي يجب ان يلاحق المجرمين في يقظتهم ومنامهم ... وان لا يترك الحدث بردة فعل قوية توقع بهم الخسائر ... فالخسائر بهؤلاء القتلة لا يكفي ... بل يجب اجتثاثهم من جذورهم وقطع سبل دعمهم وتواصلهم مع المخططين لهم .
الرابع عشر :- يجب ان يكون التحرك المصري بعدم ابقاء المواجهة على الامكانيات المصرية وحدها في ظل قيام مصر بمقاومة الارهاب عن المنطقة ودولها وعن العالم بأسره .
الخامس عشر :- ضرورة ضبط الجبهة الداخلية بكافة مدنها وقراها واماكن الصحراء والطرق والتحرك الامني بكل شبر من اراضي مصر دون ان يترك أي فراغ امني او ثغرة يمكن ان يتم استغلالها للعبث بأمن العباد والبلاد .
يجب ان يكون الحذر الشديد ... والعمل المتواصل والمخطط ... عبر الحدود وداخلها ... واحكام القبضة والسيادة على الحدود المصرية مع كافة المناطق المحاذية للدولة المصرية برا وبحرا .. وعدم ترك أي ثغرات امنية يمكن من خلالها دخول أي جماعات ارهابية من أي مناطق يمكن ان يتهربوا منها .
مصر بلد الامن والامان ... ادخلوا مصر ان شاء الله امنين ... هذا ما جاء بقرأننا الكريم ... الذي ذكر مصر بالعديد من المرات ليؤكد ان ارض مصر... ارض مقدسة وطاهرة ... ارض الكنانة ...ولا يمكن الاضرار بها مهما تعددت خيوط التأمر ومهما عزز الارهاب من قوته ... التي لن تفيد .... بل ستنهار امام قوة مصر والمصريين ... وان كافة المحاولات المكشوفة للتلاعب وفق مفاهيم المذهبية والطائفية وحتى الطبقية لتمرير مخطط ارهاب تكفيري اسود ... يبدوا واضحا ومكشوفا ... وعاريا أمام الجميع .
بقلم/ وفيق زنداح