الولايات المتحدة الصهيونية . هكذا هي الحقيقة . ولكن العرب لا زالوا في غفوة من النوم العميق . لا زالوا يصدقون إكذوبة الولايات المتحدة . وإكذوبة صفقة القرن . من المؤسف أن عقول الساسة العرب لا تزال قديمة . لا زالت تفكر بطريقة تقليدية . لا زالت تعيش وهما كبيرا بأن الولايات المتحدة تقوم بدور رجل الإصلاح في المجتمع الدولي والوطن العربي على وجه الخصوص . صفقة القرن ما هي إلا اقل بكثير من حدود 67 الذي تجمع عليه كل الفصائل الفلسطينية . صفقة القرن هي وجبة قليلة الدسم مطبوخة في المطبخ الصهيوني ومقدمة بأيدي أمريكية . سيقدمها ترامب للفلسطينيين وكأنها شيئ كبير . والسؤال .. لماذا صفقة القرن أقل من حدود 67 ؟ لأن الفصائل الفلسطينية أصبحت تطالب بحدود 67 بإجماع . وهذا ما جعل اليهود يقدمون لنا هذه الوجبة بيد خادمهم المطيع ترامب .
الحقيقة أن اليهود في أمريكيا هم اللذين يتحكمون في كل شيئ والرؤساء الأمريكيين هم كحجارة الشطرنج بأيدي المتحكمين اليهود لأن اللوب الصهيوني هو الذي يسيطر على جميع المؤسسات الحساسة والتي من المفترض أن تتخذ القرار في الولايات المتحدة . أما بالنسبة للإنتخابات التي تجري في الولايات المتحدة كل اربعة سنوات فهي إنتخابات شكلية لا قيمة لها . أنها تظهر الوجه المزيف للحقيقة . ترامب كغيره من الرؤساء المنتخبين بإرادة شعبية وتخطيط صهيوني . المشهد السياسي في أمريكيا والعلاقة الروحانية بينها وبين إسرائيل يجب أن تجيب لنا دائما عن أسئلة كثيرة . لماذا الرؤساء الأمريكيين دائما في خدمة إسرائيل؟؟ لأن الصهاينة يمتلكون رؤوس الأموال الهائلة التي تتحكم في إقتصاد الولايات المتحدة . إن الشعب الأمريكي المتعدد الجنسيات لا يهتم في السياسة كثيرا كباقي شعوب العالم وكل ما يهمه في الأمر هو أن يتوفر له سوبر ماركت مليئ بالبضائع ومحطة بنزين ليفلل سيارته الحديثة . ولذلك نجد دائما أن الأمور في أمريكيا على ما يرام بما يخدم الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة . ترامب كغيره من الرؤساء السابقين في دائرة التنافس على تحقيق حلم الحركة الصهيونية في العالم . وهي السيطرة الكاملة على المجتمع الدولي لخدمة المشروع الصهيوني . دائما نسمع الاقوال الجميلة والشعارات الرنانة عبر وسائل الاعلام . لكن الحقيقة مزيفة للجميع وتحقيق السلام في الشرق الأوسط ما هو إلا إكذوبة كبيرة يعيشها العرب بعد السماع لخطابات المرشحين قبيل تولي الحكم .
يجب علينا كعرب وفلسطينيين على وجه الخصوص أن نعلم جيدا أن صفقة القرن وغيرها من المشاريع الأمريكية ما هي إلا تخطيط صهيوني وتنفيذ أمريكي . وأن لا نتبنى هذه الخطابات الكاذبة ونبني طموحنا عليها . وأن نعي جيدا مدا خطورة الموقف الأمريكي تجاه خدمة المشروع الصهيوني في العالم .
بقلم/ أشرف صالح