كفي بالله عليكم !!

بقلم: وفيق زنداح

النخب السياسية البرلمانية .....والتي من المفترض ...بل من الواجب ....بحكم صميم مسئولياتها وواجباتها..... والذي على أساسه تم اختيارها وانتخابها ومنحها لصفتها الاعتبارية لكل واحد منها ..... أن تجمع ...ولا تشتت ....أن توحد.... ولا تفرق ....أن توضح ...لا أن تغيب .... أن تصدق القول ....وأن تتحدث بمجريات الواقع ...وليس بحكم الخيال والشعار ....والأوهام ما بعد سنوات من الملل ....وتغييب الحقائق.... وسياسة التضليل ....والبعد عن مواجهة الحقيقة ....و الصراحة والجدية المطلوبة ...وروح المسئولية الوطنية والتاريخية التي يجب أن تلزمنا جميعا ... وأن نعمل على أساسها ...ومن خلال منطلقاتها .
ونحن كإعلاميين وكتاب ....وفي ظل استنكارنا وتنديدنا .....وبكل مشاعرنا وأحاسيسنا الوطنية والقومية ....إزاء جارنا الشقيق الأكبر مصر العروبة ....وما جري على أرضها من مذبحة ارهابية راح ضحيتها ما يزيد عن 330 شهيد ...وما يقارب 110 جريح ...واستشهاد ما يقارب 30 طفل وتدنيس مسجد من بيوت الله ....وارتكاب فعل مشين وجبان في وضح النهار ...وفي يوم جمعة وأثناء الصلاة من قبل مجموعة مارقة من المرتزقة ....والارهابيين التكفيريين .
ونحن نتعاطف ونساند الشقيقة مصر بمصابها الجلل ....لأن جرحهم جرحنا ....وألمهم ألمنا ..... ودمائهم دمائنا .... وابنائهم أبنائنا ....وأمنهم أمننا .... لأجل ذلك ...وكل ذلك ...وما يمكن أن يقال.... وما يمكن أن لا يقال..... نلتفت الي أحوالنا ....والي واقعنا ....ونفتح مواقعنا وصفحاتنا الاعلامية..... لنستمع الي تصريحات عديدة لا تحمل في مضمونها ....ولا مفرداتها ...ولا أهدافها .....ما يمكن أن يرضي ....أو يصوب ....أو يطور ...أو يحسن ....بل كل ما سمعناه بامكانه ان يهدم ....وأن يخرب ...وأن يشتت ...وأن يفرق .
باختصار شديد ما استمعنا اليه ....ولن نذكر اسماء من تحدثوا.... فان مجمل حديثهم يسر كل عدو ...ولا يسر صديق.... ولا ابن وطن .... ولا شقيق ....حتي وان كانت المفردات منمقة ويشعر المتحدث أنها ساحرة ....وأن الناس يطيب لها سماعها .....عندما يتحدث المتحدث عن مقدسات لم تمس ...وعندما يتحدث عن ثوابت لم يتم التنازل عنها ....وعند الحديث عن سلطة وطنية نتصارع لأخذ المواقع فيها ....وعند الحديث عن حكومة ....نقلب الوطن لأجل الامساك بها والمحافظة عليها .....وحتى تخريبها .....لأجل مصالح فئوية .....وحتي مصالح شخصية .
لا يجوز ...ولا يحق ...وليس من المنطق والوطنية ....وحتي بعلم السياسة .....أن يسمح أحد لنفسه أن يخون أحد .....وأن يطلق الاتهامات ....ويلصق بالصفات.... ويوزع الشهادات ....لقد مللنا هذه الاسطوانة المشروخه.... ولم يعد أحد يستمع اليها ....كما لم يعد أحد يصدقها .
نحن نعيش مناخ المصالحة .....وما جري حتي الان يشير الي بعض الخطوات ....وليس كل الخطوات .....يشير الي بعض الاتفاقيات ....وليس كل الاتفاقيات ....نشعر بالتنفيذ بجزء قليل من الكل المطلوب ....نمتلك من العقل والعيون ما نستطيع أن نفكر به .....كما نتمكن من رؤية الصورة الكاملة ....وليس جزء منها .
وأنا أحد الكتاب الذي أحرص على حماس ....كما أحرص على فتح ....والجهاد ....وكافة الجبهات والفصائل ....وقبلهم جميعا أحرص على وطن ....وعلى شعب ....وليس من المنطق الوطني ....وفي هذا السياق الذي نحن فيه أن يخرج أحد منا ....بتصريحات غير مسئولة ...وبأقوال غير مفهومة ...وبنوايا.... ورسائل..... تشعرنا ....بأن هناك شي ما بالقلوب والعقول .
لا نريد أن ندخل في سجال .... وأن نعيد المناكفات والتجاذبات .... وأهمية أن نصوب الإعلام ...والخطاب .....كما نصوب التصريحات ...والتي نهدف من ورائها الي التوضيح والتوحيد ...وليس اشعال النيران ....وإحداث الفرقة .
نتمنى على الجميع .....أن نكون عند حسن ظن شعبنا الذي طال انتظاره ...وصبر علينا ...وتحمل تبعات وأزمات انقسامنا الأسود ....ووصل به الحال أن يعيش أزمات عميقة ...دخلت بكافة تفاصيل حياته .....وأرهقت مكوناتنا الاجتماعية ...وأحدثت شرخا كبيرا في نسيجنا الوطني ...وبطبيعة الحال شرخا قائما ومتواصلا في مشهدنا الفصائلي.... الذي يعيش بفكر عقود مضت ...ولم يتعلم الدرس ....والدروس ...ولم يستخلص العبر.... في ظل استمرار حالة المجادلة.... والمزايدة ....وسياسة التصيد ....كما سياسة الإفشال.....رغم الفشل.... الذي نعيشه بكافة مناحي حياتنا ....وما نتعرض له .... وعلى مدار عقود وحتي اللحظة ....ومخاطر ما هو قادم..... والذي لا ندركه ...ولم نعمل حسابه ....حتي أننا لا ندرك مخاطر الارهاب والقوي التكفيرية التي تسبح من منطقة الي أخري ....لتقتل وتدمر وتخرب .
حقا ان ما استمعنا اليه من تصريحات..... لا أريد أن أعيد ما قيل ....ولا أسماء المتحدثين ....ولا مضمون مفردات كل تصريح..... لكنني بالمجمل .....من حقي أن أغضب ....وأن أقول كفي بالله عليكم .

الكاتب : وفيق زنداح