هل انتهت “داعش“ ..؟!

بقلم: شاكر فريد حسن

يخطىء من يظن ويعتقد أن " داعش" انتهت بعد الانتصار على عناصرها المسلحة في البصرة العراقية وفي سوريا الشام ، فجذورها قوية وممتدة عميقاً في تربة مجتمعاتنا العربية الاسلامية ، وها هي فروعها تصل كنائس ومساجد مصر  ، وحولت معركتها صوب سيناء ، وقامت بتنفيذ مجزرة دموية رهيبة يندى لها الجبين في مسجد الصوفية بالعريش ، راح ضحيتها المئات من المصلين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم مصريين صوفيين كانوا يؤدون صلاة الجمعة الأقدس لدى المسلمين .

ولا ريب أن هذه المجزرة التي يدعي منفوذها انها تستهدف الدولة واجهزتها ، ولكن اختيار المسجد لتنفيذ جريمتهم النكراء الدنيئة يثبت انها ترمي الى ترويع كل السكان في المنطقة بغية افراغ سيناء من مواطنيها .

في حقيقة الأمر أن هذا العمل البربري جاء ليخدم بالأساس أهداف القوى الامبريالية والاستعمارية والصهيونية ، التي لها مصلحة في تحقيق وخلق وقائع جديدة على ارض الواقع واستراتيجيات سياسية معينة .

انها مذبحة تدل على افلاس داعش وجماعات التطرف والتكفير الوهابية ، التي لا تتورع عن ممارسة العنف والقتل بابشع الصور والاشكال والوسائل القتالية ، وتعكس طبيعة الارهاب وأهدافه وغاياته .

ان داعش وأخواتها من مجاميع التطرف والسبي  والقتل والذبح والتكفير ، تستمد أفكارها ومعتقداتها وطروحاتها من فكر ابن تيمية الذي استند الى الاوائل من السلف ، وتوارثه محمد بن  عبد الوهاب مؤسس الوهابية ، وتغذت عليه الأجيال السلفية حتى وصلنا الى الديار الغبراء ، والى هذا الدمار والخراب والارهاب الذي لا دين له ، على أيدي الوهابين والتكفيريين الجدد .

ان مرتكبي ومنفذي الجرائم الدموية والمعتدين على دور العبادة من كنائس ومساجد ، وعلى المسارح والمتاحف والمكتبات وحرق الكتب والحضارات ، هم أناس متطرفون ملتزمون بالزي واللحية الطويلة ومنا نحن العرب المسلمين ، لم يضلوا الطريق ، وانما تعلموا ودرسوا وتثقفوا في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا ، وهم يكملون السلف من تيميين ووهابيين ، ويؤمنون بفكر سلفي ظلامي غيبي تكفيري متطرف منتشر كالهشيم بين القطاعات الشعبية المسحوقة الفقيرة المهمشة ، حيث الأمية والتخلف والفقر والايمان بالغيبيات والأساطير والخرافات والشعوذات .

وهذه الجريمة والمذبحة في العريش هي تطور خطير في ممارسات هذه القوى المتطرفة المتعصبة ، التي تسعى الى الهيمنة وفرض سطوتها وفكرها السلفي بالقوة ، وبناء دولة " الخلافة الاسلامية " ، والاسلام براء منها ومن ممارساتها ، فهو دين المحبة والاخاء والتسامح ، وليس دين الفتن والقتل ، الذي ينهى عنهما معتبراً الفتتة أشد من القتل .

المستقبل القادم سيشهد المزيد من الاعمال الاجرامية والمواجهات مع دواعش العصر ، أشد ايلاماً ، وأكثر خسائر بشرية ، ولذلك يجب محاربتهم بالفكر والبرهان والمواجهة العسكرية المسلحة حتى اقتلاع جذورهم من الارض العربية ، رغم صعوبة ذلك ..!!!

بقلم/ شاكر فريد حسن