(النفاق علي المنابر) حازميات (11)

بقلم: حازم عبد الله سلامة

 بسم الله الرحمن الرحيم

*أخذ حمام ساخن في الجاكوزي الخاص بحمام بيته ، ولبس جلبابه الحريري الناصع البياض المصنوع في دولة أجنبية ، ولبس طاقيته المصنوعة بالولايات المتحدة وتعطر بعطر باريسي من أفخم الأنواع ، وحمل مسبحته الفخمة المصنوعة في الصين . وذهب الي المسجد ليلقي خطبة الجمعة ، دخل المسجد ففاحت رائحة العطر الباريسي منه ، صعد الي المنبر وتنحنح ونادي بالناس بالصبر علي الفقر والجوع والحصار ، ووعدهم بالأجر الكبير بالأخرة ، وبدخول الجنة من باب الصبر ،
وقف المواطن الفقير صابر بلباس رثة وممزقة وقال له : يا شيخ أهناك صبر اكثر مما نحن فيه ، فنحن مضطرين أن نصبر ليس بإرادتنا بل رغما عنا لأننا لا نملك إلا أن نصبر ،

وقمة صبرنا يا شيخ أننا صبرنا عليك وعلي حديثك ، أتعتقد يا شيخ أننا نصدقك وانت تعيش حياة رغيدة وتحدثنا عن الصبر ، وتعاني من التخمة وتطالبنا بالصبر علي الجوع ، وتأمرنا بأن نحتمل هذا الفقر وانت تعيش الغني والبذخ ،

يا شيخ : لا تحدثني عن الدين كثيرا ولكن إجعلني أراه بأفعالك ،

انتهت الصلاة وركب الشيخ جيبه الحديث وانطلق ،

وخرج الناس ومن حينها اختفي صابر ولم يعد لبيته ، ولم يعرف أحد مصير المواطن الفقير صابر ،

 

*صعد علي المنبر متحدثا عن الميراث وحق البنات بالميراث ، داعيا الرجال إلي إعطاء حقوق أخواتهم من الميراث حسب شرع الله ، وحذر من عقاب من يأكل حق الاناث بميراثهم التي اقره لهم الله من فوق سبع سنوات ،

وانهي خطبته فاذا بابنه يناديه فذهب فاذا بابنه يسلمه بلاغ وصل من المحكمة لقضية مرفوعة عليه من اخواته البنات بسبب رفضه اعطاءهم حقهم بالميراث ،

 

*خطب خطبة رائعة عن كسب رضي الوالدين وأن رضاهم من رضي الرحمن ، وأن الجنة تحت أقدام الأمهات ،

وسلم علي المستمعين بعد ان شكروه علي خطبته الرائعة واهتمامه بالدعوة لإطاعة الوالدين والاهتمام بهم وعدم عقوقهم ، وعلي باب المسجد كان اخيه ينتظره باكيا يطلب منه التوجه الي دار المسنين لأن والدتهم طلبته لزيارتها فقد اشتاقت لوداعه وقد لها سنوات لم تراه فقد اشتد المرض عليها وقد تلقي بارئها بأي لحظة ،

 

*كان ليل نهار دائم الحديث ضد الفساد في مؤسسات الدولة وضد المحسوبية في التعيينات والوظائف ناقدا بشدة مواكب القادة ومرافقيهم ، متحدثا كثيرا عن عمر بن الخطاب وبساطته بالحياة ، فتم توظيفه بالواسطة بوظيفة مهمة ، فأول شيء فعله وظف أبناءه وأقاربه ، وصار له موكب كبير وعدد مرافقين ،

فاستغرب الناس وسألوه أين حديثك السابق وانتقادك للمظاهر التي تمارسها انت الان بشكل اكبر ، واين كلامك عن تواضع عمر بن الخطاب ونومه تحت الشجرة علي حذاءه بلا مرافقة  ،

فنظر اليهم نظرة استعلاء واجابهم بكل برود أن عهدنا يختلف عن عهد عمر ،

فنظر اليه شاب وقال له : وهل كان عمر مخطئ أم الخطأ بكم وبعهدكم يا مولانا ،

فنظر نظرة حقد الي الشاب المتحدث وأمر مرافقيه باعتقال الشاب ،

ومازال الشاب معتقل مع جاره وابن حارته صابر ينتظرون محاكمة بتهمة قذف المقامات العليا ومناهضة سياسة الدولة ،

يكتبها : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "

[email protected]

5-11-2017
وانتظرونا في حازميات (12)