ثلاث مبادرات اطلقها القائد الوطني الفلسطيني محمد دحلان ودائما وكما احب ان اطلق عليه هذه الصفة التي تتجسد في روحه وعطائه واطروحاته واضافة الى تأييده لمبادرة الجهاد الاسلامي وكل المبادرات المطروحة من اجل وحدة الصف والقيادة الفتحاوية والوحدة الوطنية المبنية على شراكة حقيقية ومن خلال تحديث النظم السياسي الفلسطيني واعطاء فرصة للشباب للمشاركة في قيادة المرحلة .
لا اريد هنا ان اكرر ما قاله الاخرين حول دور الاخ محمد دحلان كلاعب اساسي في اطروحات انهاء الانقسام بين فتح السلطة وحماس او التقارب بين حماس والدولة المصرية بالقدر الذي اريد ان انوه ان الاخ محمد دحلان والاخ سمير المشهراوي كانوا الطليعة في كسر جدار الزمن وتحطيمة وبما يحمل من ماضي اليم للجميع وعلى قاعدة بناء الانسان الفلسطيني الجديد وفكفة ازمات المجتمع الفلسطيني في غزة ومن خلال عدة لجان وانشطة اذابت مفهوم الانقسام وتواريخه ومن يحفظون تلك التواريخ كأدة لاجترار الماضي للحفاظ على مكتسباتهم من الفرقة والتصدع والفقر الذي اصاب المجتمع الغزي ولكن كان اجترار الافكار البناءه من خلال المنطق الوطني لا الفصائلي هي نقطة احداث التغيير الثقافي في معالجة ازمات الانقسام والفقر والبطالة والصحة والتعليم العالي هي تلك المكونات التي تعتبر ركائز حيوية المجتمعات .
ما من يوم الا يؤكد الاخ محمد دحلان والاخ سمير المشهراوي دعمهم المطلق لاتفاق القاهرة الذي بني على التفاهمات الاولية بين المشهراوي – السنوار القائد الوطني الجديد في حماس والذي لا تتعلق افكاره وسلوكة بملبدات الماضي ولذلك كان لقاء النهجين في فتح وحماس على مائدة الوطنية الفلسطينية التي يمكن ان تتجاوز اي حسابات فصائلية ففتح بالنسبة لمحمد دحلان هي مفردات الوطنية الفلسطينية الجامعة وليس العكس كما يعرفها سلوكا وممارسة اهل مقاطعة رام الله ، وحماس بالنسبة للسنوار هي الدخول للوطنية الفلسطينية والشراكة في الحرب والسلام وعلى قواعد الوطنية الفلسطينية ايضا .
ولكن اين وصلت المصالحة التي دفع بها دحلان واسس لها ومضى في ترتيب البيت الشعبي والاهلي الفلسطيني بتسوية 140 حالة لاولياء الدم والتي مضى سمير المشهراوي مؤكدا ان كل ما تم جمعه ماليا للجنة المصالحة المجتمعية على استعداد ان يضعوه تحت تصرف اللجنة المجتمعية المنبثقة عن اتفاق القاهرة عام 2011م .
بالتأكيد وقراءة للواقع ما بعد اعلان المصالحة في القاهرة في شهر اكتوبر والاجتماع الفصائلي في نوفمبر لم يتمخض عنه اي انجاز ملموس ينعكس على الحالة الوطنية والحالة الانسانية والحياتية لأهل غزة ، وما زالت الاجراءات التعسفية التي اتخذها عباس تفتك باهل هذا القطاع تلك الاجراءات التي كانت مرتبطة بحل اللجنة الادارية ، ومطالب السلطة لا تنتهي في تدرج وتوسيع لقائمة طلباتها التي اعتقد ستؤول ان نفذت للقضاء على الحركة الوطنية الفلسطينية بكل مشاربها الفكرية ولصالح برنامج اصبح الجميع على دراية به .
سلطة رام الله وكالعادة جعلت من قصة "التمكين" هدفا استراتيجيا لها في حين ان الشراكة تعني ازالة هوامش التعريف لمصطلحات بالية ادت لنكبة غزة على مدار عشرة اعوام ، واصبحت نظرية التمكين نظرية مضافة لسجل المعوقات والعقد بدلا من تجاوز مشكلة الموظفين على اسس العدالة والمواطنة الفلسطينية الى الدخول لصياغة برنامج وطني وعاجل وتجديد الشرعيات فالزمن يلاحقنا والمتغير الاقليمي يسير بسرعة خارقة واصبحنا نسمع على صفات المواقع والصحف والفيديوهات لغة جديدة تشرعن التطبيع والسياحة مع الاحتلال والتكر لتاريخنا وحقوقنا وقضيتنا ..!! وذهب عصر ان القضية الفلسطينية هي قضية العرب الاولى ...
حرب الفضائيات التي تأتي من الضفة وكثرة المتحدثين والمعللين والمبررين وتجاوز بنود اتفاق 2011م تعني منهجية البيروقراطية والتي تتوالد عنها النرجسيات بمنطق دكتاتوري استبدادي لا يمكن ان ينهي انقسام او يضع برنامج ثقافي يحقق الحُلم الفلسطيني ، بل يفتح الباب على مصراعية لفشل قادم واحباط للشعب ويفتح الباب لسيناريوهات اخرى اخطرها اذا اقبل الشعب وقوى المقاومة وكما يصفها البعض بالخطوة الانتحارية مع الاحتلال غير مضمونة نتائجها ..... او حرب اهلية تأكل الاخضر واليابس ، مع ثقتي بان شعبنا في غزة ثقافيا وحضاريا اكبر من ذلك بكثير .
تحديد الممرات ليس هو بمنهج وطني ولا منهج خلاق ولا يؤسس لرؤية وطنية جامعة بل يفتح الباب على مصراعية فليس امامنا الاعدو والبحر خلفنا .... ما الحل وما هو العمل ..؟؟!
الاخ محمد دحلان قائد وطني له ايقونته الكبيره داخليا وخارجيا مطلوب ان يفكفك ابجديات الحدث والمرحلة هذا اولا وثانيا : اهل غزة بحاجة اليك واعلم انك لم تدخر جهدا للمضي قدما في دعم اهلنا في كل مكان والعبء كبير ولكن انت قائد شعبي تنظر لك الجماهير وتستغيث ازماتها استفحلت مع تلك العقوبات التي اتخذها عباس والمحيطين به بل تستطيع ان تنقل ازمات غزة للمجتمع الدولي ، فمن اوكلت لهم مهمة البناء واتمام المصالحة وحل مشاكل غزة يتخذوا مزيدا من الاجراءات ضدها ، والمصالحة تسير على سيقان من البوص ... فالى متى ينتظر سكان غزة يا ابن مخيم خانيونس للاجئين ... وكلمة اخيرة انهم يرتبون خطواتهم لشريط من الزمن يكسبون الوقت وتزداد المعاناه يوما بعد يوم ..... شعبنا الان يحتاج لرفع معنوياته ..... غزة تحتاج لثيادة تستطيع فتح الابواب المغلقة ... وانت لها ... وحملها
سميح خلف