تأسس مركز الابحاث الفلسطيني في العام ١٩٦٥ بقرار من منظمة التحرير الفلسطينية ، وكان احد مؤسساتها . وقد وقف على رأس المركز عند انشائه وتأسيسه فايز صائغ ثم تبعه انيس صايغ ، الذي حاولت اسرائيل اغتياله عام ١٩٧٢بطرد مفخخ اصيب من جرائه بضعف نظر وبتر بعض أصابعه ، لكنه استقال من منصبه نتيجة الخلاف الحاد بينه وبين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، ثم تسلم ادارته الشاعر الكبير المرحوم محمود درويش الذي استقال هو ايضاً بعد اشهر قليلة ليتبعه نبيل شعث فصبري جريس .
احتل مركز الابحاث الفلسطيني منذ تأسيسه مكانة علمية مرموقة بوصفه المؤسسة العلمية الفلسطينية الاولى التي تعنى بالدراسات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، وبرز كمؤسسة فكرية ثقافية كان له دور هام في مجال البحث العلمي الخاص بالشؤون والقضايا الفلسطينية ، في وقت كانت المكتبة العربية تفتقر للمراجع والدراسات والابحاث العربية الرصينة في مجال حياة الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة بكل جوانبها .
حرص مركز الابحاث على اتباع نهج الاساليب الحضارية العصرية والعلمية والمدنية في عمله ، ونجح باشاعة الروح الديمقراطية وحرية التعبير والرأي والتفكير لدى الباحثين .
وصدرت عن المركز مجلة " شؤون فلسطينية " الشهرية منذ العام ١٩٧١ وحتى العام ١٩٩٤.
ولادراكها أن الفكر منارة طريق للثائر ، وان القلم اخطر من الرصاص ، قامت اسرائيل باستهداف الكتاب والمثقفين الفلسطينيين كغسان كنفاني وكمال ناصر وكمال عدوان وماجد أبو شرار ، كما ادركت أهمية ومكانة مركز الابحاث الفلسطيني ودوره الفاعل فقامت بتفجيره في الخامس من شباط العام ١٩٨٣ بهدف اسكات صوته والقضاء على هذا الصرح العلمي والثقافي الفلسطيني الشامخ ، ونهبت مكتبته ووضعت الكتب والمخطوطات النادرة في مكتبة الجامعة العبرية في القدس ، وهكذا اسدل الستار على هذا المركز الذي حظي بشهرة واسعة وثقة كبيرة .
بقلم/ شاكر فريد حسن