كُونوا كَمَا شِئْتُمْ ..
سَجانِينَ ..
لَكِنَكُم ..
لَنْ تَسْجِنوُا فِيها الهَوى ..
هُوَ الحُرُّ الطَليقُ ..
وأَنتُمْ السُجَناءُ ..
لِلقُيودِ والجُدرانِ ..
****
أَلقَيتُمونِي فِي القِفارِ ..
دُونَ حَدْبٍ ..
أو نَدىَ ..
يُبلِلُ الشَوقَ ..
إلى حَيْثُ الهَوى ..
****
يُؤْلِمُنِي قَولُكم ...
أَنيِ قَدْ غَوى ..
وأنَا الحَالمُ بِأَغلى ..
وأَطيبِ المُنى ..
****
قَدْ مَزقوا قَلبِي ..
كَيْ يَعودَ عَنْ الهَوى ..
ألقُوهُ في صحراءِ ..
التِيهِ ظَمآناً ..
يَحدوهُ السرابيا ...
****
لكنهُ يَتَمردُ ..
يَذوبُ تألماً ..
إِن نَاداهُ الشَوقُ ..
فتُشفيهِ المَعانِي ..
في نَشوَةِ الحُبِ ..
لِرمزِ القَداسةِ ..
والطُهرِ الصَافِيا ..
****
يُلقيِ السَلامَ ..
على القدسِ ..
التي ذَرَّتهُ في هَواهَا ..
على المَآذنِ والقِبابِ ..
والحَمامِ ..
عَلَيها رُكعَا ..
****
يَجُولُ في أزِقَتِها العَتِيقَةِ ..
يَملأُ صَدَرهُ مِنهَا رِيحُ القَداسةِ ..
يُقبلُ فِيها الحِجارة ..
يُعانِقُ فيها النَاسَ ..
حُمَاةَ الحِمى ..
حُماةَ الكنيسةِ والمَسجِدِ ..
عَلى السَوَا ..
حُمَاةَ التُرابِ والتارِيخِ ..
والهَوى ..
****
هكذا أَنتم تَسجِنُونَ ..
الجُدرَانَ ..
لكِنَكمْ ..
لَنْ تَسجِنوا ..
المُنى ..
ولا القداسةَ ..
والهَوىَ ..!
****
.................................................
بقلم/ د. عبد الرحيم جاموس