القدس ما بين الامس واليوم كانت وما زالت وستبقى عربية فلسطينية اصيلة ..!

بقلم: أكرم عبيد

المقدمة :

 شكّلت مدينة القدس عنوان المقاومة الفلسطينيّة لتحرير فلسطين كل فلسطين ، خصوصاً مع مشاريع التسوية التي أعقبت اتفاقات أوسلو عام 1994م. وكانت زيارة نائب رئيس وزراء الاحتلال الصهيونيّ السابق آرئييل شارون وانطلاقة انتفاضة الأقصى إثر ذلك إثباتاً على عنوان المرحلة المقبلة للمقاومة الفلسطينيّة. وفي المقابل تبذل سلطات الاحتلال الصهيونية أقصى الجهود لطمس معالمها العربية والإسلامية تهويدها، فهي تعزلها عن باقي المناطق المحتلة، وتمنع الفلسطينيين من دخولها، وتدفع لها بعض اليهود المستوردين من كل اصقاع العالم لتوطينهم من خلال التسهيلات والاغراءات المادية والمعنوية بينما تهجر اصحابها من العرب الفلسطينيين وتصادر املاكهم الخاصة والعامة، لتغيير مكانة القدس سياسيّاً وديموجرافيّاً، كزرع المستوطنات والبؤة الاستيطانية للتضييق على سكان المدينة من العرب حتى يلجؤوا للهجرة. وستظل المعارك دائرة بين الفلسطينين وسلطات الاحتلال حتى تحرير فلسطين كل فلسطين وعاصمتها القدس .

لذلك إن أقدم ما يعرف عن القدس يعود للألف الرابعة قبل الميلاد حيث تم بناؤها من قبل العرب الكنعانيين الذين هاجروا من الجزيرة العربية وهم أول من استقروا بها واتخذوها موطننا لهم .

وقد تميزت القدس بموقعها الجغرافي ومكانتها الحضارية والدينية والتاريخية على الصعيد العالمي وهذا ما جعلها منذ اقدم العصور مسرحا للصراع الدموي نظرا لتعاقب الغزوات الاستعمارية المتتالية لذلك تم احتلالها منذ بناها اليبوسيون حتى اليوم اربع وعشرون مرة ودمرها الغزاة ثمانية عشر مرة .

و قدالتقت في هذه المدينة مختلف الحضارات العالمية وتعاقبت عليها الامبراطوريات والممالك والحكام  وتغنى بها الشعراء وتجادل في أطرافها الفلاسفة والحكماء وتجسدت فيها حكمة الانبياء وشع منها هدى الرسالات  وقد تميزت المدينة بمكانتها العقيدية التي خصها الله بها والتي تمثلت بأكبر معجزة الهية هي معجزة إسراء سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام التي أضفت طابعاُ مقدساُ على المدينة المقدسة من خلال الآية الكريمة في سورة الإسراء التي قال فيها العزيز الرحيم {سبحان الدي أسرى بعبده ليلاُ من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الدي باركنا حوله }.

ومند دلك الحين اصبحت القدس أولى القبلتين لمدة ثلاثة عشر عاماُ ونيف توجه خلالها رسولنا الاعظم مع المسلمين بإلصلاة لبيت المقدس  حتى آمره الله عز وجل بالتوجه شطر المسجد الحرام كما تميز المسجد الاقصى بانه ثاني المسجدين وثالث الحرمين واقرب نقطة على الارض الى السماء وهكذا شرفها الله سبحانه وتعالى في آيات عدة في القرآن الكريم وفي الآحاديث الشريفة كذلك .

وفي هدا السياق اكدت بعض المرجعيات الدينية ان بناء بيت المقدس جاء بعد أربعين عام من بناء المسجد الحرام كمعبد ويقال أيضاُ ان سيدنا يعقوب هو اول من بناها وقيل سيدنا داود ويقال إبنه سليمان عليهما السلام . ( 1 ) .

لقد أختار الكنعانيون موقع مدينتهم بعناية ودقة متناهية حيث  تم بناؤها عام 2500 ق.م في موقع مرتفع لتكون عصية على الغزاة ويصعب عليهم الاغارة عليها وكان الموقع بقرب نبع ماء غزير سدعى نيع جيحون .

وقد تميزت مدينة القدس بشكل طولي على جبلين مرتفعين عن سطح البحر حوالي سبعمئة وخمسين مترا ويتوسطها وادي عريض ويحيط بها كل من وادي سلوان في الشرق ووادي الواد في الجنوب ووادي الربابة في الغرب ولم يمنعها هذا الموقع الحصين من الانفتاح على الجوار فكانت بمكانة مهمة بين دمشق والقاهرة وصلة الوصل بين شمال الجزيرة العربية  وجنوبها وتقسم القدس الى قسمين :

القدس القديمة :

ويحيط بها السور الكبير وفيها المقدسات الاسلامية والمسيحية المهمة وفي مقدمتها مسجد قبة الصخرة المشرفة والمسجد الاقصى ومسجد الخانقاه ومسجد سيدنا عمر وحائط البراق وكنيسة القيامة والعذراء وطريق الآلام التي يعتقد الاخوة المسيحيون ان سيدنا عيسى عليه السلام صلب فيها .

القدس الجديدة :

وتمتد خارج سور القدس وتميزت بالعمران الحديث والاحياء المنتشرة بمعرفة ودقة وخاصة بعدما تميزت بشوارعها المنظمة العريضة والمشجرة وهذا القسم اغتصبه العدو الصهيوني عام 1948.

ولقد عرفت فلسطين قبل ان تسمى بهذا الاسم ( بأرض كنعان ) نسبة للعرب الكنعانين ( 2 ) .

 سميت المدينة بعدة اسماء حسب الزمان والجهة التي تسيطر عليها ومن اهمها الإسم الاول يبوس نسبة لسكانها العرب اليبوسيون الذين اسسوا المدينة كما اكدن بعض المصادر التاريخية وعلملء الآثار عام ( 3000 ق.م ) واحتفظت بهذا الاسم حتى عام 1800ق0 م  عندما بدل اسمها ملكها العربي اليبوسي { مليكي سالم  } إلى { أور سالم} أو { اورشالم } في حفل  كبير بمناسبة مرور مئة عام على ولادة سيدنا إبراهيم في مدينة أور جنوب العراق  التي هاجر منها مع انصاره الى فلسطين عام 1705 ق.م واقترن مسقط رأسه الكريم باسم الملك العربي اليبوسي الكنعاني حاكم المدينة الذي آمن بأفكاره وصحفه وفي الحقيقة كما قالت الآية الكريمة 68 في سورة آل عمران{ ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا  ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين } وهذاالإسم اورشالم كما ذكرت النصوص المصرية القديمة يعني مدينة ألآله شالم وهو من آلهة العرب الساميين .

وورد إسم المدينة في نصوص الطهارة المصرية في القرن التاسع عشر قبل الميلاد < يوروشاليم > وفي رسائل تل العمارنة في القرن الرابع قبل الميلاد < يوروسالم > وفي النقوش الاشورية بعد ذلك أوروشليمو ثم سماها الإمبراطور الروماني إيلياء 0(  3  ) .

لقد بنى العرب اليبوسين مدينة القدس قبل ظهور الديانات الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام . كما اكد المصدر الاول الكنعانيون .

لكن اليهود تعمدوا تحريف اسم المدينة بعد إحتلالها وتزويره وسموها { يروشالايم } مع العلم ان هدا الإسم كلمة آرامية عربية اصيلة ولا علاقة لها بالعبرية المزعومة حيث أضافوا لها لاحقة عبرية معتقدين ومتوهمين أنها أصبحت عبرية النطق .

لكن جميع الشواهد الاثرية والمعالم التاريخية وكل المراجع اثبتت اسمها العربي الكنعاني الذي كان متعارفا عليه من قبل كل الحضارات التي تعاقبت على القدس منذ أقدم العصور من المصريين الفراعنة إلى اليونانيين والآشوريين والبابليين والفرنجة وغيرهم .

لذلك لم يكن تحريف اليهود لهذا الاسم العربي للمدينة سوى شيء عابر وطارئ لاقيمة  كما هو إحتلالهم لفلسطين والإراضي العربية المحتلة إنشاء الله زائل .

ولم تكتفي النصوص التاريخية المصرية القديمة بالاسم فقط بل افصحت عن مدى التقدم الحضاري الكنعاني في تلك الحقبة التاريخية والتي تمثلت في بناء الحصون والابراج والانفاق واستخدام المعادن لأول مرة في تاريخ البشرية في الصناعات المحلية .

ويعود الفضل للعرب الكنعانيين في بناء اول سور للقدس عام2000 ق. م ومرة ثانية اعاد بناءه سيدنا سليمان عندما توسعت المدينة في عهده وازدادت مساحتها اما السور الثالث فقد بناه الآشوريون وبعد دلك جاء الرومان واقاموا السور الرابع عام /70 ق0م / وعندما حررها صلاح الدين الايوبي اقام سوراُ جديداُللمدينة وهو نفس السور الحالي الدي جدده السلطان العثماني عام 1542 م وبلغ محيط السور / 4كم / وإرتفاعه / 40 قدماُ / وعليه 43 برجاُ لحماية المدينة ولها سبع بوابات وهي :

    باب المغاربة : في الحائط الغربي لسور المدينة المقدسة .
    باب الخليل  : و يسمى باب يافا في نفس الحائط الغربي .
    باب داوود : في السور الغربي للمدينة .
    باب الأسباط  : في الحائط الشرقي ويسمى باب القديس إستيفان .
    باب الساهرة : ويسمى باب هيرو دوس في الحائط الشمالي للمدينة .
    الباب الجديد : كذلك يقع في الجانب الشمالي للسوروبني عام 1898م عندما زار المدينة الامبراطور الالماني المدينة غليوم الثاني .
    باب العمود : وهو في الحائط الشمالي ويسمى باب دمشق .

    ويذكر ان للحرم القدسي الشريف خمسة عشرة باباً هي :

    الباب الذهبي في الحائط الشرقي للحرم –باب العتم – باب حطة – الباب البسيط – باب الاسباط في الحائط الشمالي للحرم – الباب المزدوج – الباب المثلث في الحائط الجنوبي للحرم – باب المغاربة – بال السلسلة – باب المتوضأ المطاهر – باب القطانين – باب الحديد – باب الناظر – باب السراي – باب الغوانمةقي الحائط الغربي .

    وتذكر المصادر ان للمسجد الاقصى الشريف احدى عشرة باباً . وكذلك لمسجد قبة الصخرة المشرفة اربعة بوابات . ( 4 ) .

    وفي عام 1400ق.م حاصرت المدينة بعض القبائل المهاجمة واستنجد ملكها العاموري بفرعون مصر تحوتمس الثالث الذي هب لنجدة المدينة المحاصرة وأنقذها من براثن الغزاة وكانت هذه المرة الأولى في التاريخ التي يهب فيها المصريين لنجدة القدس أما اليهود فلم يدخلود المدينة الا بعد ثلاثة آلاف عام من انشائها حيث استولت عليها  القبائل اليهودية عام /1000 ق.م / بقيادة الملك داوود الذي اتخذالمدينة عاصمة لمملكته ووحد فيها مختلف أسباط القبائل التي كان أكبرها قبيلة بني اسرائيل وعزم على بناء ما يسمى الهيكل لكنه توفي وخلفه ابنه سليمان الذي بنا الهيكل المزعوم وتعني  هنا كلمة البيت المقدس بالعبرية والبيت الكبير ببعض اللغات السامية العربية  وفي الحقيقة هيكل سليمان لا يختلف في بنائه عن الهياكل الكنعانية التي تأثرت بإلطيراز الفرعوني الذي نقله الفنيقيون عن المصريين واضافوا اليه ما اخذوه عن الاشوريين والبابليين لذلك يسمى الطيراز الذي بني عليه هيكل سليمان الطيراز الفرعوني الاشوري الذي بناه كما يزعمون في الفترة ما بين 960/ 953 ق0م  ولم يستعن باليهود بسبب حياتهم البدوية المتخلفة لإهتمامهم بالرعي وجهلهم في الاصول الهندسية للفنون والعمارة  ولعدم وجود تقاليد حضارية ثابته لديهم مثل المصريين والبلدان المجاورة لهذا السبب إستعان الملك سليمان بمهندسين وبنائين من صيدا وصور لكن الهيكل سرعان ما فقد اهميته بعد وفاة الملك سليمان  وإنقسام مملكته إلى مملكتين صغيرتيين عام 931ق0م .

    وفي هذا السياق لابد أن نميز بين بني اسرائيل واليهود وبني اسرائيل هم غير اليهود وكان وجودهم قبل اليهود بمئات السنين والدليل على ذلك أن الله جل قدره خاطبهم كل" على حده

    وبعد فترة  زمنية دمر الاشوريين مملكة بني اسرائيل واستولوا على المدينة عام721ق.م أما البابلييون فقد دمروا مملكة يهوذافي نفس المدينة عام 586 ق.م ودخلوا المدينة بقيادة ملكهم بنوخذ نصر الذي سبا اليهود الى عاصمته بابل وفي الحقيقة لم ينسى مجرمي الحرب الصهاينة السبي البابلي الشهير بل إنتظروا الفرصة المناسبة للإنتقام من العراق بعد الإحتلال الإنكلو امريكي في التاسع من إبرل نيسان عام 2003 بعد سرقة اهم معالمه الحضارية والتاريخية وتدمير معظم اوابده التراثية .

    وهنا لابد ان نلفت انتباه القارئ الكريم أن مملكة بني اسرائيل قامت قبل مملكة يهوذا بمئات السنين ولم تستمر المملكتين القبليتين العابرتين فترة زمنية طويلة بالرغم من الفترة الفاصلة بينما ولم تسمح لهما الظروف الزمنية في بناء أي اثر تاريخي او حضاري  كما يزعمون اليوم  سواء لبني اسرائيل او مملكة بهوذا الذين يحاولون تثبيت مزاعمهم وإفتراءاتهم الكاذبة بالرغم من الحفريات الكثيرة في فلسطين المحتلة بشكل عام وفي مدينة القدس بشكل خاص منذ إحتلالها .

    واعقب البابليون في الإستيلاء على القدس الفرس بقيادة ملكهم كورش عام 539 ق. م بعد ان تزوج من اليهودية < إستر > الذي تعاطف مع اليهود وأعطاهم وعدا لاعادتهم الى  القدس بالقوة ولم يكن وعده هذاإلا نموذجا لوعد بلفور الانكليزي المشؤوم الذي اعطته بريطانيا للقطعان الصهيونية العنصرية الغازية لانشاء ما يسمى وطن قومي يهودي مصطنع بالقوة الإجرامية في فلسطين المحتلة وفي الحقيقة لم يكن كلا الوعدين الا نموذجا استعماريا قديماُ جديداُ لمن لا يملك لمن لا يستحق .

    ثم تعاقب الغزاة على القدس وجاء الاسكندر المقدوني عام 332 وأعلن نفسه ملكا على المدينة واستمر في حكم الارض المقدسة حتى عام 63 ق.م عندما استولى عليها القائد الروماني بومبي وفي عام 27 ق0م نصب الرومان هيرودوس الادومي ملكا على الجليل والقدس وبقي حاكما حتى ولادة السيد المسيح عليه السلام وبعده جاء بيلاطس ثم هدريان الذي دمر المدينة من اساسها واعاد بناءها على الطيراز الروماني وقتل عدد كبير من اليهود وسبى عدد آخر يماثله بسبب غدرهم بالسيد المسيح وحرمهم من السكن بالمدينة  او الاقتراب منها وسماها ايليا كابيتولينا  نسبة لاسم الملك  ومنذ ذلك التاريخ سميت ببيت المقدس نسبة الى قدسية ولادة السيد المسيح وعندما اعتنق الامبراطور الروماني الديانة المسيحية التي أصبحت دين الدولة في فلسطين من عام 306 حتى 337م يعود الفضل لأمه هيلانة في بناء كنيسة القيامة عام 335 م على انقاض الهيكل المزعوم .

    وبعد سبعمائة عام متواصلة من الاحتلال الروماني لفلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص .

    وجاء الفتح الاسلامي العظيم في السنة السابعة للهجرة عام 638 م  ومنذ ذلك التاريخ المجيد أصبحت المدينة ذات مكانة هامة عند العرب  والمسلمين الفاتحين لانها اولى القبلتين لمدة ثلاثة عشر عاما عندما توجه الرسول الاعظم عليه الصلاة والسلام بالصلاة شطر القدس حتى أمره المولى عز وجل مع المسلمين التوجه شطر المسجد الحرام الذي اصبح القبلة الاولى  بعد المسجد الاقصى اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين حتى يومنا هذا .

    أما الفتح الاسلامي بالنسبة لبقايا اليهود في فلسطين كان صفحة جديدة في حياتهم لم يعرفوا أجمل ولا أكرم منها لأن المسلمين سمحوا لهم بالعودة الى المدينة والاقامة بها والعمل والزيارة وعمل كثيرا منهم في خدمة المقدسات الاسلامية  واعفوهم وعائلاتهم من دفع الجزية مثل اهل الذمة الآخرين كما انهم تنقلوا بكل حرية في الاراضي العربية الفلسطينية التي بنوا فيها المعابد  من طبريا إلى صفد والخليل وغيرها .

    وفي الحقيقة تميز الفتح الاسلامي العظيم للقدس بشكل فريد من نوعه في تاريخ الحروب لانه لم ترق فيه أي نقطة دم واحدة واحترم حرية وممارسة الشعائر الدينية لاتباع الديانات السماوية الاخرى سواء كانوا من الفاتحين والمهزومين وكل هذا تم بموجب العهدة العمرية الشهيرة التي اصبحت وثيقة تاريخية استندت بالاساس لتعاليم وأصول الدين الاسلامي العظيم .

    وهكذا أصبحت المدينة منذ ذلك التاريخ ملتقى الافئدة والنفوس لاتباع الرسالات السماوية الاخرى وقامت في القدس أعظم حضارة تاريخية روحانية فذة حيث تلاصقت المساجد بالكنائس والمعابد التي ارتفع فيها اسم الله الواحد الاحد واطمأنت القلوب وانشرحت الصدور في ظل العهد الاسلامي الذي استمر في حكم بيت المقدس ثلاثة عشر قرنا دون انقطاع باستثناء مرحلة الغزو الصليبي عام 1099 م الذي استمر حوالي مائة عام وتم تحريرها واستعادتها من قبل القائد الفاتح صلاح الذين الايوبي في معركة حطين الشهيرة عام 1187 م وصلى في المسجد الاقصى ونقل اليه المحراب من الجامع الاموي حيث سمي باسمه محراب صلاح الدين الذي احرقه مجرمي الحرب الصهاينة عام 1969.

    لقد حافظت المدينة المقدسة على طابعها العربي الاسلامي حتى في مرحلة الانهيارات والضعف حتى استولى عليها الاتراك عام 1517 وأعاد سليمان القانوني بناء سور المدينة عام 1542 م  وقد توسعت المدينة على الصعيد الجغرافي في عهد إبراهيم باشا إبن والي مصر محمد علي عام 1830 وبقيت القدس تحت السلطة العثمانية حتى عام / 1916 / عندما اصدرت بريطانيا وعد بلفورالمشؤوم إستناداُ لتقرير كامبل الذي وضعته الإدارة البريطانية عام 1905 لتجزئة الوطن العربي وبقائه متخلفاُ وزرع (( إسرائيل )) لمنع وحدة العرب والحفاظ على المصالح الإستعمارية  حتى ترجمت بريطانا العظمى القول الى فعل واحتل الجنرال اللنبي القدس في كانون الأول عام  / 1917/ عندما مهدت الطريق لحلفائها لعقد ( مؤتر سان ريمو ) لوضع فلسطين تحت الإنتداب البرطاني والتزام بتنفيذ وعد بلفور سيىء الذكر وفتح الاراضي الفلسطينية امام هجرة القطعان اليهودية المستوردة من كل اصقاع العالم .

    لكن الفاتيكان رفض وضع المصالح الكاثوليكية تحت الوصاية البريطانية البروتستانتية وإخضاع اماكن الحج المسيحية للعصابات الصهيونية عند إقامة مايسمى الوطن القومي اليهودي بموجب وعد بلفور المشؤوم لكن بريطانية رفضت الدعوة المسيحية بشكل قاطع .

    استمر الإحتلال البريطاني لفلسطين حتى ثورة البراق / عام 1929/ عندما حاولت العصابات الصهيونية إغتصاب الحائط الغربي للحرم القدسي الذي يسمونه ( حائط المبكى ) مما فرض على حكومة الإحتلال البريطاني عرض هذه المشكلة على عصبة الامم المتحدة التي شكلت لجنة تحقيق دولية للفصل في هذه القضية بين العرب واليهود الصهاينة وصدرقراراللجنة الدولية بتاريخ  30 كانون الاول / 1930 / الذي اكد ما يلي : ( 5 )

    للمسلمين حق الملكية وحدهم دون منازع في ملكية حائط البراق الغربي كجزء لا يتجزأمن الحرم القدسي الشريف .
    تعود ملكية الساحة المقابلة للحائط الغربي للمسلمين وكذلك حي الغاربة المجاور الذي يعتبر وقفاُ ثابتاُ حسب الشريعة الإسلامية .
    يحق لليهود الوصول بحريةالى حائط البراق لإغراض العبادة في كل الاوقات على ان يخضع ذلك لشروط معينة .

    وهكذا كان قرار اللجنة الدولية دليل إثبات قاطع يؤكد ان حائط البراق وقف إسلامي ولا علاقة بالهيكل المزعوم ولا يمت لليهود وخرافاتهم الاسطورية المزعومة بصلة .

    ومنذ صدور القرار الدولي بخصوص حائط البراق سمح المسلمين لليهود بالبكاء وقوفاُ امام الحائط تنفيذاُ لقرار اللجنة الدولية الصادر عام / 1930.

    وفي الحقيقة ان هذا الادعاء كان وما زال وسيبقى ما بقي الاحتلال الصهيوني مجرد كذبة لا أساس لها من الصحة لعدة اسباب وهي :

    اولاً : ان سيدنا سليمان عليه السلام لم يكن يهودياً لأن التعاليم الحاخامية اليهودية ظهرت بعد وفاته عام 923 ق.م  بعد السبي البابلي لليهود عام 586 ق. م .

    ثانياً : إن الهيكل المزعوم بني من خشب الارز وليس من الحجارة الضخمة كما تزعم التوراة فكيف تحول خشب الهيكل الى حجارة كما يزعمون كما نفى هذه الكذبة كل من الكاتب والمؤرخ أرنست مارتن والاستاذ المحاضر في علم اللاهوت في جامعة hill وكذلك حكمة ابن سيراح  . (6)

     وهكذا إستمر إلإحتلال البريطاني في تشجيع ودعم الهجرات الصهيونية المتتالية الى فلسطين حتى إعلان قيام الكيان الصهيوني المصطنع وإنسحاب قوات الإحتلال البريطاني في / 14 / ايار عام 1948 بالفصول الإجرامية الدامية وفي مقدمتها مجزرة دير ياسين يوم / 9/ نيسان من نفس العام والتي مهدت لإحتلال القدس الغربية في ايار عام 1948 وبعد سقوط المدينة إقترحت الامم المتحدة إعلان القدس منطقة منزوعة السلاح  في بداية شهر آب 1948لكن سلطات الإحتلال رفضت هذا الإقتراح وفي نفس الوقت وقعت مع الدول العربية إتفاقية الهدنة عام  1949ولكنها سرعان ما خرقتها واحتلت المنطقة المنزوعة السلاح وإستولت على مساحات واسعة من الاراضي  وضمتها للقدس الغربية لكن الامم المتحدة تنبهت لمخاطر التهويد وحاولت مرة اخرى وضع القدس كلها تحت الإدارة الدولية بموجب القرار الدولي  (303 )الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة بتارخ / 9 / 12/ 1949/ لكن سلطات الإحتلال الصهيوني رفضته بعد يومين واعلنت نقل عاصمتها المزعومة من تل الربيع الى القدس واعلنتها عاصمة الكيان الصهيوني المصطنع بموجب مايسمى قرار الكنيست الصادر بتاريخ 26/ 12/ 1948ونقل رئيس الوزراء الصهيوني المزعوم وعدد من وزراءه مكاتبهم الى القدس وفي عام 1961بدأت سلطات في بناء مقر ما يسمى الكنيست بأموال تبرع بها الصهيوني الامريكي  الملياردير جيمس روتشيلد وتم إنهاء المقر عام 1966وإعتبر العرب ان  بناء هذا المقر مقدمة لتهويد المدينة المقدسة ومساس مباشر بمقدساتها وإستثمار رخيص للمزاعم الخرافية التوراتيةالتلمودية الاسطورية المزيفة لخدمة اهدافها السياسيةالإستعمارية القديمة الجديدة واطماعها التوسعية التي تمثلت بعدوان حزيران عام / 1967/ على البلدان العربية المجاورة وإستكملت إحتلال الاراضي الفلسطينية وفي مقدمتها القدس الشرقية واجزاء من الاراضي العربية المجاورة وسرعان ما اصدرت سلطات الإحتلال قرار بضم الضفة الغربية الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية بتاريخ / 11 /6 /1967/ للكيان الصهوني وبذلك اصبحت فلسطين تحت الإحتلال الصهيوني بالكامل وتوحدت القدس ايضاُ وطالب كبير المجرمين الصهاينة  ديفيد بن غوريون مؤسس الكيان الصهيوني العنصري بهدم السور التاريخي لبيت المقدس لانه غير يهودي وبناه السلطان التركي لذلك لا بد من توحيد المدينة تحت الإحتلال وكما قال نريد قدساُ واحدة لا إثنتين يهودية وعربية .

    حتى يكون لهذا الحدث قيمة سياسية على الصعيد العالمي ويعرف العالم ان القدس يهودية كما يزعمون وتعيش فيها أقلية عربية .

    وفي الحقيقة فقد تميزت القدس في العهد الإسلامي ببناءالعديد من القباب والمآذن والاروقة والابواب والسبل في صحن الصخرة المشرفة وبجوارها وفي الحرم القدسي وحوله وتعتبر قبة الصخرة والمسجد الأقصى من اهم واقدم المعالم العربية والإسلامية وجزء لا يتجزء من التراث العربي والإسلامي والاكثر قدسية ويعود الفضل للامويون الذين بنوا قبة الصخرة بهندستها المثمنة والمذهبة وبناء المسجد الاقصى الذي رصدت له اموال سبع سنوات من خراج المسلمين في مصر

    اماتخطيط المسجد الاقصى فيعود الفضل به للهندسة العباسية البغدادية وقد بلغ عدد المساجد في المدينة آنذاك حوالي /34 / مسجداُوعدد من الزوايا التي يؤمها الحجاج المسلمين من مختلف البلدان الإسلامية ومن اهمها :

    الزاوية النقشبندية للحجاج الاوزبكيين .

    والزاوية الهندية للحجاج الهنود .

    الزاوية القادرية للحجاج الافغانيين .

    ولكل زاوية أوقافها الخاصة بها ومسجدها وغرفها الخاصة بإقامة حجاجها .

    وبنى المسلمون المدارس التي بلغت رقماُ قياسياُ /56/ مدرسة لتعليم المسلمين من ابنائها ومن الطلبةالمسلمين القادمين من الشرق والغرب وقد تميزت المدينة بطابعها الديني و تميزت بالابنية والنقوش والزخارف الإسلامية والقناديل النادرة لإضائة شوارع المدينة المقدسة .

     

    * القدس وسياسة الاستيطان و التهويد والمصادرة :

     

    ( لا صهيونية دون استيطان ولا دولة يهودية دون طرد الفلسطينيين العرب ومصادرة أرضهم وتسييجها ) صحيفة يدعوت احرنوت  الصهيونية الصادرة بتاريخ14/7 / 1972.

    لذلك فقد تجلت نتائج النكبة في فلسطين بشكل عملي بتقسيم القدس بقوة الاحتلال الصهيوني إلى قسمين القسم الغربي والقسم الشرقي بقي بيد الإدارة الأردنية .

    أما القسم الغربي أصبح تحت الاحتلال الصهيوني ومنذ اللحظة الأولى لاغتصاب الشطر الغربي من القدس عام 1948الذي بلغت مساحته 84% ونيف من مجموع مساحة القدس وشرعت سلطات الاحتلال مباشرة بوضع مخطط استيطاني توسعي عنصري باتجاه الغرب وضمت إليه بعض الأحياء والقرى العربية من عين كارم وبيت صفافا إلى دير ياسين ولفتا والملالحة ثم وضعت البلدية الصهيونية مخططاُ هيكلياُ للمدينة عام  1964 / وبعد نكسة حزيران عام /  1967 / واحتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس تعمدت سلطات الاحتلال تشكيل إدارة عسكرية صهيونية لفرض المزيد القوانين والإجراءات الخاصة بالمدينة المقدسة التي أصيبت بخسائر  كبيرة بين المدنين  وتدمير ممتلكاتهم وشردت حوالي ثلاثين ألف مواطن بعد قصف أحيائها العربية المأهولة وحرق المئات من العقارات بالإضافة لسياسة هدم المنازل وإغلاق بعضها كمقدمة لمصادرتها والاستيلاء عليها والاعتداء على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية كما استهدفت المؤسسات العلمية والتربوية والاقتصادية والحقوقية والصحية والأهلية لفرض الهجرة القسرية على اكبر قدر ممكن من السكان كما حصل في القدس الغربية بعد مجزرة دير ياسين وغيرها .

    منذ اللحظة الأولى لاحتلال القدس الشرقية عام 1967تعمدت سلطات الاحتلال الصهيوني مصادرة وتهويد حوالي/ 24,500 / دونما حتى العام / 2000 / وتزايدت نسبة مصادرة الأراضي حتى اليوم بسب توسيع وبناء المزيد من  المستعمرات بالإضافة لبناء جدارا لفصل العنصري .

    وقد ترافقت هذه الإجراءات مع جملة من القوانين ولإجراءات لضم المدينة المحتلة وتهويدها بالكامل سياسياُ وإدارياُ وفي مقدمتها تعديل القانون الصهيوني المسمى قانون الإدارة والنظام الصادر عام /   1948/والذي يعتبر امتداد طبيعي لقانون الاحتلال البريطاني بخصوص البلديات بعد إضافة مادة  صهيونية جديدة عليه لتسهيل ضم أي قطعة أرض للكيان الصهيوني المصطنع كمقدمة لتوحيد شطري القدس بعد احتلالها ووضعها تحت إدارة الاحتلال وضم مساحات جديدة من الأراضي الفلسطينية المصادرة  للبلدية الصهيونية المزعومة لتوسيع صلاحياتها وخاصة بعد ضم مناطق واسعة تحيط بالمدينة وتمتد من سور باهر جنوباُ إلى مطار قلنديا في الشمال وهذا ما يثبت أن تعديل القانون الصهيوني ضاعف مساحة المدينة ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل نكسة حزيران عام 1967.

    وهكذا بدأ العدو الصهيوني ترجمة الأقوال إلى أفعال ميدانية على ارض الواقع المحتلة وتحقيق الأحلام والأطماع الإستراتيجية الصهيونية التي تستند بالأساس إلى أساطير خرافية توراتية تلمودية مزيفة بأبعادها السياسية وأهدافها العنصرية الاستيطانية التوسعية التي تمثلت بالإجراءات العسكرية العاجلة التي اتخذتها سلطات الاحتلال  على الصعيد الإداري بتاريخ / 29/ 6/1967 ومن أهمها :

    أولا:حل مجلس أمانة القدس العربية في الشطر الشرقي للبلدية وإلحاق موظفيها وعمالها بالبلدية الصهيونية في القدس الغربية المحتلة منذ عام 1948 وبذلك توحدت القدس تحت سلطة الاحتلال الصهيوني

    ثانيا:تهويد القضاء ونقل قصر محكمة الاستئناف الإسلامية من القدس إلى رام الله وذلك لفك الارتباط القضائي العربي الإسلامي بين القدس والضفة الغربية وتم إلحاق موظفي القضاء العربي بالمحكمة الشرعية الإسلامية في مدينة يافا المحتلة منذ عام 1948 بعد فصل جميع القضاة العرب من محاكم القدس وطلبت منهم تقديم طلبات عمل جديدة لقبولهم وفق إحكام مايسمى القانون الصهيوني وهذا شكل مقدمة طبيعية لسلطات الاحتلال لتطبيق القوانين الجزائية والمدنية والضريبية الصهيونية على سكان القدس من العرب الفلسطينيين الذين تم إخضاعهم بشكل مباشر للقوانين الصهيونية وخاصةُ بعد نقل مقر محكمة الاستئناف الصهيونية العليا وما يسمى وزارة العدل إلى القدس الشرقية

    ثالثا:تهويد المرافق والخدمات العامة من خلال إلغاء الإدارات العربية ونقل قسم منها إلى خارج المدينة

    رابعا: تهويد الثقافة والاستيلاء على المتحف العربي الفلسطيني  ومصادرة وسرقة كل محتوياته وفي مقدمتها الآثار الثمينة والمخطوطات التاريخية وتحويله إلى متحف صهيوني وإلغاء المناهج التعليمية العربية في المدارس الحكومية وتفكيك البني التعليمية العربية وإغلاق مكتب مديرية التربية والتعليم العربي في القدس واستبدالها بوزارة المعارف الصهيونية وإلحاق المدارس العربية الإعدادية والابتدائية الحكومية بها أما المدارس الثانوية العربية فتم إلحاقها ببلدية القس الصهيونية وطالبت المعلمين والعاملين في سلك التعليم بتقديم طلبات عمل جديدة لها أو إلى بلدية القدس الصهيونية كما ألغت سلطات الاحتلال الصهيوني المناهج التعليمية العربية واستبدالها بالمناهج الصهيونية اليهودية كما فرضت مايسمى اللغة العبرية على المدارس العربية كلغة أساسية في المناهج التعليمية لمختلف المراحل بعد فرض مادة المجتمع الصهيوني بدل مادة المجتمع العربي والتاريخ وهذا يعني أن سلطات الاحتلال الصهيوني تعمدت تهويد التعليم وعزل الطلاب العرب عن تراثهم الثقافي وقيمهم الثقافية والتاريخية والحضارية العربية

    خامسا: العمل على تدمير التراث العربي والإسلامي والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية والحفر تحت جدران الأقصى بحجة البحث عما يسمونه الهيكل كما يزعمون الذي دمره ملك الروم تيطس عام /70 ق. م والاعتداء على كنيسة القيامة عام 1970  ومرة ثانية عام 1977 بالإضافة لمصادرة أملاك وقف إسلامية ومسيحية وعقارات وفي مقدمتها أحياء مجاورة للحرم القدسي ومساحات من أملاك البطريركية للروم  الأرثوذكس بعد هدمها ومصادرة أملاك خاصة بدير اللاتين ومصادرة مساحات واسعة من الأراضي تحت يافطة ما يسمى سياسة المناطق الخضراء والمحميات الطبيعية وهدم منازل المواطنين الفلسطينيين وإغلاقها تمهيداُ لمصادرتها وفرض الضرائب الكبيرة والإتاوات على العقارات والأملاك العربية  الخاصة على بسكان القدس العرب تمهيداُ لتسريبها لجهات صهيونية وإطلاق أسماء يهودية على معالم القدس المحتلة سواء الأحياء والشوارع وغيرها بدل الأسماء العربية .

    سادسا: يحاول الكيان الصهيوني نزع الطابع العربي الإسلامي عن المدينة كمقدمة لتزوير معالمها وطابعها العربي وإضفاء الطابع اليهودي عليها لخلق وقائع جديدة تدعم الادعاءات الصهيونية التي تسعى جاهدة لاعتمادها كعاصمة أبدية موحدة لكيانهم المصطنع في فلسطين كما يزعمون

    وبعد الانتهاء من سن القوانين والتشريعات اليهودية شرعت سلطات الاحتلال على الفور بإطلاق العنان لجرا فاتها التي بدأت بطمس معالم المدينة المقدسة القديمة لتهويد ها وفرض سياسة الأمر الواقع عليها وتزييف بنيتها الجغرافية والديمغرافية والحضارية والدينية والتاريخية وبدأت بتنظيم عملية التهويد والاستيطان والتوسع وفق آلية ونظام ممنهج يقوم على إنشاء ثلاثة أحزمة استيطانية خاضعة لمركز صهيوني واحد الهدف منها فك ارتباط المدينة المقدسة مع محيطها العربي الفلسطيني وفصلها نهائيا عن الضفة الغربية المحتلة من جانب والهدف الاستراتيجي الأخر هو هدف امني لضمان وحماية آمن المستعمرات الصهيونية وقطعانهاالمستوردة للاستيطان في القدس المحتلة من كل اصقاع العالم .

    وبعد تطبيق المرحلة الأولى من الاستيطان لجأت سلطات الاحتلال إلى تطبيق ما يسمى قانون أملاك الغائبين على القدس الشرقية حيث تقلصت ملكية الأراضي العربية في المدينة القديمة من 84%عام 1948 إلى 14%بعد عام 1967 وتزايدت أعداد القطعان الصهيونية المستوردة من / 100000/ نسمة عام 1948 إلى /     190000/ ألف نسمة عام /   1967 / .

    ومن أهم الإجراءات الصهيونية لتهويد الأرض والسكان وتقليص الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة وتغليب الوجود اليهودي وخاصة بعد تجميد طلبات لم الشمل للأسر الفلسطينية المقدسية بحيث يصل العدد في العام /   2020 / إلى مليون ونصف مغتصب صهيوني بالإضافة لاتخاذ القرارات التي تحرم أبناء القدس من التواصل مع أبناء الوطن والأقارب في الضفة الغربية المحتلة إلا بإذن مسبق وخاصة بعد صدورا لقوانين التي تشرع معاملة أبناء القدس الشرقية مثل أبناء القدس الغربية المحتلة عام 1948.

    وكذلك تعمدت سلطات الاحتلال تجميد البناء للعرب في حدود القدس بعد رفض بلدية الاحتلال منح السكان العرب تراخيص البناء بينما منحت القطعان الصهيونية تراخيص البناء والإمكانيات المادية والمعنوية لبناء اكثر من عشرة احياء استيطانية على حساب الاحياء العربية . (7)

     كما فرضت على السكان العرب عدم بناء أكثر من طابقين  في المنزل حتى تضيق عليهم وتفرض الهجرة القسرية على معظم أبناء المدينة للبحث عن مسكن خارج حدودها وقد سنت بعض القوانين التي تحرم الشباب من السكن في مدينتهم وخاصة إذا تزوج من فتاة غير مقدسية وهذا ما يحد من النمو الطبيعي للعرب في مدينتهم المغتصبة بينما القطعان الصهيونية المستوردة تتدفق على المدينة المحتلة بالآلاف في ظل صمت عربي ودولي مقيت  وتعمدت البلدية الصهيونية تعديل تصميم هيكلية المدينة عام /   1968.

    وقد تجسدت هذه السياسة العنصرية من خلال سحب هويات بعض السكان العرب  وطردهم من مدينتهم وحرمانهم من الإقامة فيها وقد اتخذت لهذه الغاية الإجرامية جملة من الإجراءات الاشرعية وفي مقدمتها .

    قيام سلطات الاحتلال بإجراء إحصاء بعد نكسة حزيران عام 1967في القدس الشرقية واعتبار أن كل من شملهم الإحصاء فقط هم سكان المدينة ومن يحق لهم الإقامة فيها وبموجب هذا الإحصاء تم حرمان حوالي /  30000  / مواطن عربي من أبناء المدينة المقدسة حق الإقامة فيها لوجودهم خارج المدينة بسبب الحرب كما صادرت سلطات الاحتلال حوالي  /   10000/ هوية من أبناء المدينة بسبب وجودهم خارج المدينة للدراسة أو العمل و كذلك حرمان /   10000/ مواطن ممن لم يستطيعوا إثبات وجودهم وإقامتهم بموجب وثائق ملكية لعقار أو إيصالات ضرائب وتحديد مكان العمل ودراسة الأولاد وهذا ما افقدهم الحق بالإقامة في مدينتهم .

    ثانياُ : حرمان كل مواطن فلسطيني من أبناء القدس يحمل جنسية أخرى من حق الإقامة بالمدينة وخاصة ممن تثبت إقامتهم خارج الكيان الصهيوني مدة سبع سنوات بموجب تعديل قانون الدخول للكيان المصطنع والصادر عام 1974 بعد إضافة بعض الأنظمة والقوانين العنصرية لتعديل هذا القانون لتحقيق هذا الهدف الصهيوني .

    ثالثاُ: فرض المزيد من الضرائب الكبيرة على أبناء المدينة من الفلسطينيين بينما أعفت القطعان الاستيطانية المستوردة للمدينة المقدسة مدة خمس سنوات من الاقامة وبعد ذلك تفرض عليهم ضرائب رمزية .

    وقد انعكست هذه السياسات والإجراءات العنصرية على أبناء المدينة المقدسة بشكل مباشر في جميع المجالات الحياتية وفي مقدمتها زيادة البطالة بين الشباب العربي وخاصة الأسرى المحررين من سجون الاحتلال بعدما فرضت عليهم إحضار وثيقة حسن سلوك كشرط أساسي لتوظيفهم وقد تجسدت هذه الظاهرة بعد انتفاضة الأقصى .

    وبعد ذلك انتقلت سلطات الاحتلال الصهيوني لاتخاذ جملة من الإجراءات الصهيونية تم تتويجها بالقانون العنصري الأساسي الصادر بتاريخ / 30 تموز / عام /1980/ الذي صادقت عليه الكنيست الصهيونية بعد ما تقدمت به مجموعة من غلاة التطرف والإرهاب الصهيوني وفي مقدمتهم الارهاربية غؤلاكوهين والذي ينص في مادته الأولى على أن القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية للكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة وهي مقر ما يسمى رئيس الدولة والحكومة والمحكمة العليا مما يزعمون .

    وفي ظل سياسة الأمر الواقع على القدس بشكل خاص والأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل عام كانت هذه البوصلة ومازالت تحرك الأطماع الصهيونية والنزعة العنصرية التوسعية الإجرامية منذ ولادة مشروعهم العدواني وحتى اللحظة الراهنة لتحقيق حلمهم التوراتي ألتلمودي الخرافي الأسطوري المزيف الذي يستهدف تهويد القدس وفك ارتباطها مع محيطها العربي الفلسطيني في الضفة الغربية حتى في ظل ما يسمونه المفاوضات التصفوية منذ توقيع ما يسمى اتفاق أوسلو سيء الذكر عام 1993/ وملاحقه المشبوهة التي أسست لسياسة إغلاق المدينة المقدسة أمام المواطنين الفلسطينيين وحرمانهم من دخولها  كما شّرع هذا الاتفاق سيء الذكر لإغلاق المؤسسات الوطنية الفلسطينية في القدس المحتلة وخاصةُ بعد انتفاضة الأقصى وفي مقدمتها بيت الشرق والغرفة التجارية ومركز المشاريع الصغيرة ومؤسسة الرفاهة ولجنة التراث وغيرها من المؤسسات الوطنية .

    وفي النهاية لم يتوقف مجرمي الحرب عند هذه الحدود من الإجراءات العسكرية الإجرامية الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بل تمادت في غيّها وطغيانها لمصادرة والتهام المزيد من الأراضي في الشريط المحاذي لغور الأردن وبناء جدار الفصل العنصري بطول /360كم / الذي التهم حوالي  /27400/ دونما الذي رفضته محكمة لاهاي الدولية واعتبرته باطل وغير شرعي وخرق فاضح للقرارات والمواثيق الدولية ويجب إزالته وخاصة بعدما جسد هذا الجدار العنصري سياسة الفصل والعزل العنصري بكل أبعاده الإجرامية بين أبناء العائلة الواحدة كما فصل بين أبناء الحي الواحد والمدينة والقرية والمخيم وبين الموظف والعامل ومكان عمله والطالب ومدرسته أو جامعته والمريض والمستوصف أو المستشفى الذي يعالج به أو يزور مريضه فيه .

    لذلك كانت هذه الإجراءات والقوانين العسكرية الصهيونية المحتلة باطلة من أساسها وتجاوز صارخ لقرارات وقوانين ومواثيق الأمم المتحدة وفي مقدمتها اتفاقيات جنيف الخاصة بالأراضي المحتلة وسكانها .

    وقد حرص مجرمي الحرب الصهاينة بدعم ومساندة القوى الغربية والإدارات الأمريكية المتصهينة المتعاقبة على تحقيق أهدافها الاستعمارية الصهيونية القديمة الجديدة بعد رفض القرارات الدولية الصادرة عن مؤسسات الأمم المتحدة التي تعتبر القدس أرضا محتلة والتي بلغت حوالي /  19 / قرار دولي عجزت الأمم المحتدة خلالها تنفيذ ولو قرار واحد وخاصةُ بعدما أصدرت سلطات الاحتلال العسكرية الصهيونية حوالي / 21  / قرار في الكنيست الصهيوني تعهدت بموجبها تهويد القدس المحتلة وترجمت معظمها على ارض الواقع غير مكترثة بالأمم المتحدة أو قراراتها كما كان يحلم كبير المجرمين الصهاينة تيودور هرتزل عندما قال أمام المؤتمر الصهيوني الأول في بال ( إذا حصلنا على القدس وكنت لا أزال حياُ وقادراُ على القيام بأي شيء فسوف أزيل كل شيء ليس مقدساُ لدى اليهود فيها وسوف أدمر الاثارالتي مرت عليها القرون )

     

    *القدس وأهم القرارات الدولية قبل نكسة حزيران عام 1967 :

    1- قرار التقسيم 181 صدر بتاريخ 29-11-1947.

    وينص على تقسيم فلسطين الى دولتين دولة عربية ودولة يهودية وأوصى ان تبقى القدس تحت الاشراف الدولي حسب النص التالي ((القدس كيان منفصل خاضع لنظام دولي تشرف عليه الامم المتحدة وتم تحديد حدود المدينة من ابوابها شرقا الى بيت لحم جنوبا الى قلنديا وعين كارم غربا

    2- القرار 114 صدر بتاريخ 20-12-1949 طالب حكومة الاحتلال الصهيوني بعدم نقل دوائرها ووزاراتها الى القدس . ( 7 )

     

    * القدس وقرارات الكنيست الصهيوني  وعجز الأمم المتحدة :

     

    لاشك أن مأساة القدس جزء لايتجزأ من كارثة النكبة في فلسطين عام 1948 وخاصة بعد أن اتخذت سلطات الاحتلال جملة من الأجراء ات والقرارات والقوانين التهويدية لضم القدس بشكل رسمي وتغيير طابعها ومعالمها العربية بعد نقل مكاتب ما يسمى رئيس الوزراء الصهيوني والوزراء للقدس كمقدمة لإعلانها عاصمة أبدية للكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين بعد انعقاد اجتماع الكنيست الصهيوني في القدس بتاريخ 26/12/1949الذي أعلن أن القدس عاصمة إسرائيل والذي تمت ترجمته بمقولة لكبير المجرمين الصهاينة ديفيد بن غور يون ( أنه لامعنى لإسرائيل بدون القدس ولامعنى للقدس بدون الهيكل ) .

    وبعد احتلال القدس الشرقية في عدوان حزيران عام 1967 وتوحيد القدس تحت الاحتلال الصهيوني الذي أعلن بعد اجتماع ما يسمى الكنيست الصهيونية بتاريخ 30 تموز عام 1980 قرارا يقضي بجعل القدس عاصمة إسرائيل الأبدية ومقراً لما يسمى البرلمان الصهيوني ورئيس الدولة المزعومة والحكومة والمحكمة العليا وكان هذا القرار ومازال تحدياً قوياً للأمم المتحدة وقراراتها وتحدياً للجامعة العربية والعرب والمسلمين في كل مكان كون القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين .

    واعتبرت بعض الأوساط الصهيونية في الصحافة أن تدشين بناء الكنيست يعتبر رمزاً للسيادة وعيداً قومياً "لإسرائيل" ودليل على نجاحها في تحويل القدس عاصمته لكيانها المصطنع وقد أستنكر النظام الرسمي العربي بناء الكنيست واعتبره تحدي للأمة العربية واستفزازاً لمشاعرهم.

     وخاصة بعد تشكيل إدارة عسكرية تعهدت بترحيل السكان العرب بعد تدمير الممتلكات العامة و الخاصة ونزوح حوالي 30 ألف مواطن فلسطيني عن القدس الشرقية وأصدرت قرارا بتاريخ11/6/ 1967 بضم الضفة الغربية بما فيها القدس إلى الكيان الصهيوني 0

    كما أصدرت الكنيست والحكومة الصهيونية ووزير الداخلية بتاريخ 27/و/28حزيران عدة قرارات لتوحيد القدس الشرقية والغربية تحت سلطات الاحتلال واتخذت جملة من الإجراءات الميدانية لتغير واقع القدس من تدمير الإحياء العربية إلى بناء عدة بؤر استيطانية وتطويق القدس بعدة أحزمة استيطانية من كل الاتجاهات بالإضافة لبناء عدد من الأحياء اليهودية من أجل تحويل سكان المدينة إلى أقلية عربية بعد إزالة البوابة منذ اليوم للاحتلال التي كانت تفصل بين القدس الشرقية والغربية وضمت صور باهر والشيخ جراح ومطار قلنديا وجبل سكوبس بالقوة وفرضت على سكان المدينة الحقيقين حمل الهوية الصهيونية وحرمت السكان غير المتواجدين في مدينتهم من حقهم بالعودة إليها وشرعت سلطات الاحتلال بشكل عملي توسيع حدود المدينة من / 38كم / إلى /110كم /

    ولم تكتفي سلطات الاحتلال بهذه الفصول الإجرامية التدميرية الدامية بل تمادى كبير المجرمين الصهاينة ديفيد بن غور يون عندما أعلن في كلمة ألقاها في مركز الدراسات الصهيوني رافي في العشرين من حزيران 1967 وقال ( لقد اتخذنا قرار بهدم سور القدس التاريخي لعدة أسباب من أهمها :

    أولا: حتى يعرف العالم أن هناك قدساُ واحدة يهودية لا اثنتين .

    ثانياُ : يجب هدم سور القدس لأنه غير يهودي وبناه السلطان التركي سليمان القانوني في القرن السادس عشر .

    ثالثاُ : سيكون لهدم هذا السور قيمة سياسية عالمية وخاصة عندما يعرف العالم أن القدس الموحدة يهودية واحدة فيها اقليةعربية ) .

    وفي الرابع من تموز عام 67 اصدر الجمعية العامة القرار الدولي 2253 اعتبرت فيه التدابيرالاسرائيلية غير مشروعة وطالبت سلطات الاحتلال بإلغائها والامتناع عن اتخاذ أي إجراءات لتغير وضع المدينة وعادت يوم 14/7/ 1967 / لإصدار قرار آخر برقم 2254اعربت فيه عن أسفها لعدم تنفيذ سلطات الاحتلال قرارها السابق وكررت طلبها بإلغاء جميع الإجراءات والتدابير التي اتخذتها في القدس المحتلة0

    لكن مجرمي الحرب الصهاينة تجاهلوا قرارات الجمعية العامة وتعمدوا الاستمرار في سياسة الضم و التهويد والإلحاق ضاربين عرض الحائط بالأمم المتحدة وقراراتها واتخذت المزيد من الإجراءات لتهويد القدس تحت الاحتلال وفي هذه الأثناء وصلت الوقاحة بما يسمى وزير الخارجية الصهيوني أبا إيبان حدا أعلن فيه أمام الأمم المتحدة انه لو صوتت جميع الدول الأعضاء ضد إجراءات ضم القدس الشرقية والقرى المحيطة بها فإنها لن تزحزح ( إسرائيل ) قيد أنملة عن قراراتها لإلغاء هذه الإجراءات 0

    لكن الأمم المتحدة أرسلت ممثل للسكرتير العام للأمم المتحدة في أب عام 1967 إلى القدس المحتلة لوضع تقرير خاص بالمدينة أكد خلاله المبعوث الدولي ارنتسوتالمان أن سلطات الاحتلال الصهيونية مصرة على توحيد المدينة تحت الاحتلال ولا عودة عن إجراءاتها ولن تسمح بالتفاوض بخصوصها0

    أما سكان المدينة من العرب فقد أعلنوا لممثل الأمين العام للأمم المتحدة رفضهم القاطع لفرض السيادة الصهيونية على القدس العربية من خلال سياسة الضم و الإلحاق بالقوة وتوحيد المدينة تحت الاحتلال وانتهاك المقدسات الإسلامية و المسيحية واعتبار قيام الحاخام الأكبر للجيش الصهيوني بالصلاة داخل الحرم الشريف انتهاك صارخ للمقدسات الإسلامية و ابتزاز لمشاعر المسلمين في العالم 0

    وبتاريخ 4/5/68 أعلن الجيش الصهيوني قيام عرض عسكري في القدس فاجتمع مجلس الأمن الدولي بتاريخ 6/5/68 واتخذ القرار (252 )أكد خلاله أن الاستيلاء على الاراضي بالغزو العسكري أمر غير مقبول وندد بعدم  التزام ( إسرائيل ) بقرارات الأمم المتحدة واعتبر جميع الإجراءات التشريعية والإدارية التي قامت بها إسرائيل وفي مقدمتها نزع ملكية الاراضي والممتلكات التي تستهدف تغير الوضع القانوني لمدينة القدس باطلة ودعا سلطات الاحتلال لإلغائها لكن ممثل حكومة الاحتلال الصهيوني في مجلس الأمن تحدث في نفس الجلسة ورد على القرار 252 وقال أن حكومته غير ملزمة بتنفيذ هذه القرارات وبعد أسبوع من عقد هذه الجلسة أعلن المجرم ليفي اشكول رئيس وزراء حكومة الاحتلال بتاريخ 28/5/1968 أن حكومته قررت نقل القيادة المركزية للجيش و الشرطة الإقليمية ومكتب البريد والعمل للقدس الشرقية المحتلة .

    كما صدر القرار الدولي رقم 267 عن مجلس الأمن بالإجماع بتاريخ 3 /7 / 1969الذي ينص على إدانة كل إجراءات سلطات الاحتلال الصهيوني الغير قانونية التي تعمدت تغير الواقع في القدس وعدم استجابتها  لقراري الجمعية العامة السابقين 2253 / والقرار 2254 وقرار مجلس الأمن السابق 252 .

    وبالرغم من ذلك تعمدت سلطات الاحتلال المساس بمشاعر مئات الملايين من المسلمين وأحرقت المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين يوم 21/8 /1969.

    وعلى اثر هذا الفصل الإجرامي الصهيوني صدر القرار الدولي 271عن مجلس الأمن المنعقد بتاريخ15/9 /1969 الذي أدان الحادث الإجرامي وعبر عن حزن أعضاء المجلس وقلقهم الشديد للضرر البالغ الذي أصاب المسجد الأقصى والذي يعتبر خسارة فادحة للثقافة الإنسانية كما أكد القرار على ضرورة التزام ( إسرائيل )بالقرارات الدولية السابقة وعلى مبدأ عدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالغزو العسكري .

    واتخذ مجلس الأمن القرار رقم 298بتاريخ 25 / 9 / 1971 الذي أكد أن جميع الإجراءات والأعمال لحكومة الاحتلال لاغيه وغير مشروعة وعلى حكومة " إسرائيل " الالتزام بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة لإلغائها لأنها لا تستند لأي شرعية قانونية وطالب سلطات الإحتلال لالغائها ) .

    أما قرار مجلس الأمن رقم 425 الصادر بتاريخ 20 / 7/1976فقد طالب حكومة الاحتلال الصهيوني الوقف الفوري لبناء المستعمرات في الأراضي العربية المحتلة .

    وفي 28/10 /1977 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم /5 / الذي أدان إجراءات سلطات الاحتلال بتغير الوضع القانوني والجغرافي والسكاني للأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس .

    وفي18 /12/ 1978/أصدرت الجمعية العامة القرار رقم 113 طالبت بموجبه سلطات الاحتلال الصهيوني بمراعاة الحقوق المدنية لسكان الأراضي العربية المحتلة بعد عدوان حزيران 1967 وخاصة مدينة القدس .

    وصدر قرارعن مجلس الامن الصادر بتاريخ ( 20-7-79 يدعو حكومة الاحتلال لوقف الاستيطان في القدس .

    وقد صدر عن مجلس الأمن القرار465 بتاريخ 1 / 3 /1980 الذي أدان ( إسرائيل )لاستمرارها في بناء المستعمرات في الاراضي العربية المحتلة وخاصة القدس .

     كما صدر القرار الدولي عن مجلس الأمن رقم 476 بتاريخ 30 / 6 / 1980 طلب سلطات الاحتلال بتنفيذ القرارات الدولية السابقة ولم تنفذ ولا قرار حتى اليوم بالعكس تمادت أكثر وخاصة عندما أصدرت الكنيست الصهيوني القانون الأساسي الشهير بشأن القدس الذي اعتبر القدس الموحدة العاصمة الأبدية لكيان العدو المصطنع في فلسطين .

    وفي 20 /8 / 1980 أصدر مجلس الأمن القرار 478 الذي ينص على عدم اعتراف الأمم المتحدة بالقانون (الإسرائيلي ) بخصوص القدس ودعي دول العالم لسحب بعثاتها الدبلوماسية منها

    وهناك عدة قرارات صادرة بخصوص القدس عن منظمة اليونسكو دعت سلطات الاحتلال الصهيوني بعدم المساس بالتراث الثقافي للمدينة المقدسة والحفاظ على آثارها ومعالمها التاريخية والحضارية .

    كما اعتبر القرار الدولي لمجلس الأمن 672 الصادر بتاريخ 12-10-1990 ادانه اعمال العنف التي ارتكبتها قوات الاحتلال بتاريخ 18-10-1990/ في مجزرة الخليل ودعاها حرفياُ بالالتزام بمسؤولياتها بإتفاقيات جنيف لعام 1949 وأكد ان القدس منطقة محتلة .

    كما شجبت الجمعية العامة للأمم المتحدة في القرار الذي اتخذته بعض الدول لنقل بعثاتها الدبلوماسية للقدس المحتلة  بتاريخ 15-12-1994/ وأكدت الجمعية العامة للامم المتحدة أن الاجراءات" الاسرائيلية" لتغيير وضع القدس باطلة وغير قانونية .

    كما اقرت الجمعية العامة بتاريخ / 4-1-1995/ أن كافة الاجراءات التشريعية والادارية والتصرفات الصادرة عن "اسرائيل" تستهدف طمس وتغيير هوية المدينة المقدسة بموجب مايسمى القانون الاساسي للقدس او ما يسمى إعلان القدس عاصمة لإسرائيل واكدت ان هذه الإجراءات باطلة وبلا قيمة . ( 5 ) مجلة فلسطين المحتلة عدد خاص عن بيت المقدس صدر بتاريخ 1 / 11 / 1978/ فلسطين في الامم المتحدة .                                        

    وتجاهلت حكومة الاحتلال القرارات الدولية وتمادت في تغير معالم المدينة المقدسة وتهويدها واستفزاز سكان المدينة وخاصة عندما قام وزير الحرب الصهيوني المجرم موشي دايان بعد احتلال القدس والصلاة أمام ما يسمى حائط المبكى المزعوم والصحيح هو حائط البراق الذي دنسه والتقى مع عدد من الحاخامات الصهاينة في العالم وتحدث على هامش اللقاء حاخام الجيش الصهيوني المجرم شلوغورين الذي قال ( أن حاخامات الجيش سيزيلون المسجد الأقصى ويستعيدون الهيكل ) المزعوم .

    وبالرغم من عدم استجابة سلطات الاحتلال الصهيوني للقرارات الدولية فقد خرجت من دائرة الإحراج الدولي بعد توقيع اتفاقيات أوسلو الاستسلامية وخاصة أن القدس كانت قبل توقيع أتفاق الذل والعار مدينة محتلة وكل قرارات تهويدها وضمها إلى الكيان الصهيوني غير قانونية وتتناقض بشكل صارخ مع القوانين والشرائع الدولية والمطلوب من سلطات الاحتلال الانسحاب منها وإزالة كل الإجراءات التي اتخذتها في المدينة لتغيير معالمها الجغرافية والديمغرافية ومن حق سكانها كجزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني العودة إليها في إطار حق العودة للاجئين الفلسطينيين بشكل عام إلى فلسطين كل فلسطين حسب القرار الدولي 194 وكذلك لهم الحق بتقرير المصير .

    أما القدس الغربية المحتلة عام 1948كان موقف الأمم المتحدة منها التدويل ووضعها تحت الوصاية الدولية لذلك فقد اعترفت معظم دول العالم بالكيان الصهيوني لكنها لم تعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ولا بسيادة على المدينة إلا كدولة احتلال .

    لذلك مازالت القدس تتعرض للمزيد من التهام الأرض ومصادرتها لبناء وتوسيع المستعمرات وجدار الفصل العنصري  ومصادرة وهدم الكثير من منازل المدينة والتي كان أخرها قبل أيام تسليم إنذارات لسكان 88 منزل كمقدمة لتشريد سكانها في ظل صمت وتواطؤ معظم الأنظمة العربية والجامعة والأمم المتحدة العاجزة عن تنفيذ ولو قرار واحد من قراراتها الكثيرة .

     

صراع الوجود على القدس نموذجاً :
    

كثيرة هي الوقائع التي باتت تدل على حقيقة أن التحديات في القدس لم تعد بالمستوى الذي يمكن لأهل القدس وحدهم التصدي لها. ورب قائل أنها كانت دوماً كذلك، ولكنا نشير لعناصر خطيرة في الوضع الراهن تهدد بشكل جدي، ونهائي، وجود القدس المادي. وهي تحديات نوعية، لكون المشروع الصهيوني الجاري العمل عليه بتسارع، مدفوعاً بهاجس بناء أمر واقع لا يمكن العودة عنه، انتقل من مراحله التمهيدية، وبناء البنية التحتية، لمرحلة الامتداد الأفقي الحاسم.
وإذا تجاوزنا ما يشبه الشعر في الكثير من الإطلالات الإعلامية، من نصوص مكتوبة ومذاعة عبر وسائل الإعلام، لا يمكننا إلا أن نقر بأن ما نشهد من وقائع تم التمهيد لها طويلاً بنجاح من الجانب الصهيوني. نقول ذلك ليس للإمعان في جلد الذات، وإنما للتنبيه لحقائق يستوجب النظر فيها، وبأسبابها، قبل الخوض في سبل مواجهتها. ومن هذه الحقائق، حقيقة الدافع الإيديولوجي للعدو الصهيوني، وهو جانب تأسيسي وضامن للتماسك من جهتهم. فالقدس هي القلب من المشروع الصهيوني، لكون المشروع الصهيوني هو زيف قومي لأتباع ديانة، وليكون كذلك كان عليه تحويل الأساطير الأساسية لهذه الديانة، لأساطير مؤسسة له. وهذه الحقيقة ساعدت على فهم مرامي الكيان الصهيوني في القدس وغيرها من ربوع فلسطين، وساعد في أنتاج آليات مواجهتها. بالمقابل لطالما كان التغاضي عن الفكر الصهيوني، أسسه وأهدافه، وآلياته الداخلية الضامنة لاستمراره، يؤدي للغوص في العسل، أي وهم التصالح مع الكيان الصهيوني، وربما العكس، أي أن الهرولة خلف تسويات مع الكيان الصهيوني، تدفع صاحبها للتواطئ في التغطية على الصهيونية العنصرية وأهدافها.
ماسبق مقدمة لازمة للحديث عن القدس، فالكثير مما قيل ويقال اليوم، يبدو منفصلاً عن الواقع، أو ربما مشوهاً بشكل مقصود للواقع، حين يفصل الحديث عن القدس عن المشروع الصهيوني برمته. فنكاد نتوهم أننا أمام نزاع بين دولتين جارتين، أو أتباع ديانتين، على الأرض.
وافتتاح "كنيس الخراب" رافقه إعلان عن نية افتتاح كنيسين كبيرين آخرين ً، وفي مساء اليوم نفسه تابعنا الإعلان عن نية الاحتلال بناء 50 ألف وحدة استيطانية خلال السنوات القليلة القادمة، في وقت يجري فيه فعلاً الشروع ببناء ثلاث بؤر استيطانية في حي المفتي بالقرب من حي الشيخ جراح. وقبل هذه الأحداث بأيام كنا أمام إعلان مائة وخمسين موقع فلسطيني أثري على أنهم مواقع يهودية. لا يجب أن يأخذنا الحديث الصهيوني عن "اليهودية" لنفهمه أنه قرين بحديث عن "إسلامية" أو "مسيحية"، ليس فقط لأن لا آثار يهودية في فلسطين باعتراف حتى أهم علماء الآثار في المؤسسات الصهيونية المختصة، بل أيضاً لأن لا مثيل للعلاقة بين الكيان الصهيوني والأسطورة "اليهودية" في أي من الأديان. ما يجري العمل عليه هو "تهويد" الجغرافيا والتاريخ- بوسائل عدة منها تزيف هوية القدس بتحويلها لمدينة تلمودية توراتية - وليس أسرلتهما. كون الكيان الصهيوني هو تجمع لليهود كما يعرف نفسه وليس لمواطنيه. بالطبع سنكون ضد الاسرلة بنفس الشدة التي نحن اليوم نرفض التهويد، ولكن فهم الفرق بينهما يسهم في فهم نمط الصراع الذي نخوضه، فهم أنه صراع مع العنصرية بنسخة شديدة الظلامية قائمة على إحالة الأسطورة مكان الواقع.
و"كنيس الخراب"، كغيره من انتهاكات الكيان الصهيوني لمدينة القدس، قام على أرض وقفية سُلبت من أصحابها المقدسيين قهراً وعدواناً، رغم توفر كافة الوثائق والمستندات، الفلسطينية والأردنية والتركية، والدولية التي تقر بأحقية أهل القدس الفلسطينيين في ملكيتها. والاحتلال قصد من افتتاحه للكنس دوام التحدي الحضاري للأمة، وتزيف هوية المدينة وتحويلها لمدينة تلمودية توراتية؛ وسيكتمل التزييف مع تمام بناء سبعة قباب عملاقة حول الأقصى وكنيسة القيامة، ليكون المشهد العام للمدينة تراثاً تلمودياً بقوة الجرافات وبسلطة "قانون القوة " .
السياسة الصهيونية التي تنسجم مع عنصريتها، والأساطير المؤسسة للصهيونية، وهو لطالما كان واضحاً، وظهر في تصريحات رئيس وزراء الكيان "بنيامين نتنياهو"، خلال مؤتمر إيباك حين قال بوضوح أن أوان الحديث حول القدس والتفاوض بشأنها قد فات، وأن القدس قد تهودت فعلاً، وأصبح المستوطنون فيها اليوم ضعف مواطنيها العرب. كما أن تصريحات "بنيامين نتنياهو" جاء ضمن رزمة من إجراءات وانتهاكات الاحتلال التي يحرص على حشدها كل شهر أو شهرين ليتمكن من خلالها فرض أجواء الحصار والمنع والسيطرة على البلدة القديمة والمسجد الأقصى والأحياء المحيطة، وذلك بقصد التدريب الشهري لقوات الاحتلال من جهة ولتقليص التواجد الفلسطيني تقليصاً جوهرياً من جهة أخرى.
والمؤسسة الصهيونية الرسمية لا تخطط لهدم المسجد الأقصى عياناً وبشكل مباشر ومكشوف، إذ أن ذلك قد يصادف صحوة واعية للأمة تسبب للكيان من المخاطر ما لا يستطيع دفعه وتفاديه، ولذلك تنتهج سلطات الكيان الصهيوني اليوم ثلاثة مسالك:
الأول: تقليص عدد المصلين في المسجد الأقصى والقادمين لزيارته؛ فبعد أن كان يرتاده عشرات الآلاف أيام الجمع، ومئات الآلاف في شهر رمضان والأعياد بات هذا العدد لا يتعدى الـ 15 ألفاً، حيث منعت سلطات الاحتلال أهالي من الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إليه والصلاة فيه.
والمسلك الثاني: عبر سيطرة سلطات الاحتلال هذه الأيام على كل ما يتعلق بالمسجد في اعتداء سافر على كافة صلاحيات الأوقاف الإسلامية، من حيث إدارة الدخول إلى المسجد والخروج منه، ومن حيث خدمته وصيانته، أو من حيث الإشراف على علاقات المؤسسة الوقفية واهتماماتها. فبات ليس من الممكن لموظف في الأوقاف أن يتقدم لتبديل "لامبة" للإضاءة أو يدخل من هذا الباب أو ذاك حتى أصبح الزائر والمصلي في المسجد يتساءل:هل فعلاً أنا في مسجد أم في كنيس تابع للشرطة؟..!.
والمسلك الثالث: تحرص سلطات الاحتلال أن يظل التواجد اليهودي متواصلاً في ساحات المسجد وعلى أبوابه بدءاً بعناصر الشرطة والأمن الصهيوني والشخصيات اليهودية الرسمية وانتهاء بالمستوطنين والحاخامات، وبشكل استفزازي وسافر، بحيث يحصل يومياً تطور وتقدم في التواجد الصهيوني، وبأسلوب يزاحم الوجود الفلسطيني بقصد الوصول إلى أمر واقع يرافقه تقسيم زماني للمسجد بين الفلسطينيين والصهاينة. وإنما هي مسألة وقت لنرى ذلك عياناً وبشكل صارخ، فالظروف قد نضجت كما يبدو وتهيأت مع كل أسف لتحقق هذه الكارثة .
وشرقي مدينة القدس يتعرض لهجمة استيطانية شرسة منذ اقتحمته الآليات العسكرية الصهيونية واحتلته عام 1967. فعلى الفور بدأت سلطات الاحتلال بتنفيذ مخططات الاستيطان العاجل ، وشيئاً فشيئا ومع تحويل أراضي شرقي القدس إلى مساحات يمنع البناء فيها صار الاستيطان يتقدم على شكل بؤر صغيرة، تحتل قمم الجبال، لتتحول سريعاً إلى مستوطنات كاملة الجاهزية فالهجمة الاستيطانية إذا ليست وليدة الأمس، وعندما أعلنت بلدية الاحتلال قبل أيام عن مخطط بناء 50 ألف وحدة استيطانية للأعوام القادمة .. كان هذا الرقم يماثل ما تم بناؤه فعلاً ما بعد العام 1967 إلى يومنا هذا . بحيث بات عدد المستوطنين في شرقي القدس يزيد عن 250 ألف مستوطن مقابل 150 ألف مقدسي وليس 270 ألفاً كما يظن البعض بعدما تسبب الجدار العنصري بعزل 120 ألفاً خارج المدينة جملة واحدة.
ولكن الهجمة الاستيطانية الأخيرة لها أهدافها الخاصة بها حيث أعلنت بلدية الاحتلال عن العديد من العطاءات الاستيطانية ومنها : 549 وحدة استيطانية في بيت صفافا جنوب القدس، و600 وحدة شمالها بين مستوطنتي "نيفي يعقوب" و "بزغات زئيف"، و1600 وحدة وسط القدس غربي شعفاط ، و2000 وحدة أخرى على أراضي العيسوية وعناتا، وكانت كذلك قد أعلنت عن مخطط أولي لبناء 50 ألف وحدة للأعوام القليلة القادمة، فضلاً عن إحدى عشر حديقة تلمودية تم إقرارها بحيث تزرع بين الأحياء الفلسطينية لتمنع توسعها.

* اعلان الحرب على القدس :

الجانب الأكبر من الحرب على القدس والمسجد الأقصي هدماً وتدميراً وتهويداً وحصارا وطرداً للسكان العرب وإحلال اليهود محلهم·

 والمخطط الصهيوني في القدس والمسجد الأقصي له سماته وأهدافه الرامية في النهاية إلى إزالة المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه، وتحويل مدينة القدس الشرقية إلى مدينة يهودية سكاناً وعمارة وإدارة حتى تلحق بالقدس الغربية التي تم التهامها لتكون القدس الموحدة يهودية الطابع والهوية!

 ومن هنا فإن من ينادي عبر سنوات مضت بأعلى صوته بأن >القدس في خطر< لم يكن يبالغ وإنما يعبر عن واقع دائر على الأرض·

 لنتوقف قليلاً أمام ما يدور هناك من عدوان وما يجول في الفكر الصهيوني حيال القدس والمسجد الأقصى·

 فيما يتعلق بالمسجد الأقصى ذاته، فإن تدميره وإزالته وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، هدف معلن للصهاينة منذ احتلال فلسطين، وهم يعملون على تحقيقه بشتى الطرق والحيل والمخططات· وقد عبر عن ذلك كل الساسة الصهاينة· فـ>ديفيد بن جوريون< أول رئيس وزراء لحكومة الكيان الصهيوني يقول: >لا قيمة لإسرائيل من دون القدس ولا قيمة للقدس من دون الهيكل<·

 وفي مؤتمر أقامه سبعة آلاف من الصهاينة المتطرفين في 17/9/1998م، قال ممثل >بنيامين نتنياهو< رئيس حكومة العدو الصهيوني :>إننا جيل الهيكل الذي هو قلب الشعب اليهودي وروحه<، ثم تبعه ابن المتطرف >مائير كاهانا< قائلاً: >نحن الآن مدعوون للتضحية بأنفسنا وأرواحنا، ومهمة هذا الجيل تحرير الهيكل وإزالة الرجس والنجاسة عنه·· سترفع راية إسرائيل فوق أرض الحرم··· لا صخرة ولا قبة ولا مساجد··· بل راية إسرائيل، فهو واجب مفروض على جيلنا

 ويعتقد اليهود أن موعد مجيء مسيحهم يمكن أن يقترب او يتأجل بحسب نشاطهم في ذلك، ويؤمنون بأن واجبهم جميعاً أن يعملوا لتقريب مجيئه· ومن الواجبات التي عليهم القيام بها لتقريب ذلك اليوم بعد أن يقيموا الدولة اليهودية ويتخذوا القدس عاصمة موحدة لها أن يسارعوا إلى بناء الهيكل لأنه سيكون منبر دعوته عندما يجيئ!!

 إنها خرافات تم نسجها بإتقان، إلا أنها تجد طريقها إلى الحقيقة ويتحالف العالم مع اليهود لتطبيقها·

 وقد تعرض المسجد الأقصى لكثير من محاولات التدمير والإزالة ومازال يتعرض حتى اليوم، فقبل الحريق الإجرامي الشهير الذي وقع للمسجد العام 1967م بأسبوع واحد أعلن حاخامهم الأكبر>شلومو غورين< عن اكتشافه ـ كذباً ـ >لقدس الأقداس< عند اليهود، وذلك بعد أن اقتحم المسجد الأقصى بصحبة عدد من الجنود الصهاينة، ونصح قيادة الجيش قبل موته باستغلال سخونة الأحداث والتعجيل بنسف المسجد الأقصى، لكن قيادة الجيش خشيت يومها من ردود أفعال غير محسوبة·

 عصابة أمناء الهيكل:

 ومنذ حريق المسجد الأقصى وعمليات الاقتحام من الجماعات اليهودية المتطرفة لم تتوقف الصلاة في ساحته، وكان أخطر تلك الاقتحامات تمكن عصابة ما يسمى >أمناء الهيكل< في 15/10/1989م من وضع حجر أساس رمزي لما يسمى بالهيكل، قُرب مدخل المسجد· وقال زعيم تلك العصابة يومها: >إن وضع حجر أساس >الهيكل< يمثل بداية حقبة تاريخية من الخلاص للشعب اليهودي

 بعد نكسة حزيران واحتلال القدس الشرقية عام 1967 بدأت سلطات الاحتلال الصهيوني بأعمال حفريات تحت ساحات المسجد وأساساته بدعوى التنقيب عن الآثار برعلية وزارة الاديان الصهيونية والجامعة العبرية لكن هذه العملية سرعان ما نحولت للبحث عن ما يسمى الهيكل المزعوم ، فقامت سلطات الاحتلال بشق أنفاق تحت ساحات المسجد، وتفريغ التربة من تحت أساساته ليكون عرضة للانهيار عند أي عارض طبيعي أو صناعي من الاهتزازات العنيفة· وقد اعترف خبير الآثار الصهيوني >جوزيف سيرج< في 18/8/1990م في تصريحات صحفية لصحيفة معاريف الصهيونية قائلاً: >سنقوم بإعادة بناء الهيكل الثالث على أرض المسجد الأقصى الذي تستطيع إسرائيل تصديعه باستخدام الوسائل الحديثة<·  وفي العام 1995م وبعد هدوء الاحتجاجات الفلسطينية والعربية على عمليات الحفر، سمحت السلطات الصهيونية لشركتين باستئناف أعمال الحفر تحت المسجد الأقصى· وقد تم رسمياً افتتاح أحد الأنفاق وهو نفق >الحشمونائيم< الذي يساعد اليهود على الوصول إلى ساحة الأقصى من دون عقبات أو محاولات منع من قبل العرب·

 وفي العام 1995م، بدأت سلطات الكيان الصهيوني أعمال الحفر تحت أساس المسجد، وتم افتتاح شبكة من الأنفاق تحت تلك الأساسات يمكن من خلالها ـ وفق الخبراء ـ نسف المسجد بمتفجرات من أساساته في أي وقت مناسب·

 *أحجار توراتية!

 وفي يونيو من العام 1997م، قررت البلدية الصهيونية المحتلة لمدينة القدس بالتعاون مع وزارة السياحة البدء في مشروع اقتلاع أرصفة الشوارع الكبرى للاستعانة بها في بناء الهيكل باعتبارها أحجاراً توراتية·· ومازال المخطط سارياً وهو لا يخفى على أحد، بل يدعمه الصهاينة في شتى أنحاء العالم ومن ورائهم حكومات الغرب، فقد أعلن ياسر عرفات للصحفيين

في مايو 1997: >إن يهود العالم تبرعوا بنحو مليار دولار لإتمام مشروع الهيكل<·

 كما أن المسؤولين الصهاينة لم يتوقفوا عن الترويج عبر العالم لبناء الهيكل حاملين وناشرين في وسائل الاعلام صوراً ومجسمات للهيكل المزعوم، ففي ديسمبر من العام 1998م أهدى >بنيامين نتنياهو< رئيس الوزراء الصهيوني مجسماً للهيكل لأسقف الروم الارثوذكس >ماكسيموس شالوم<، وكان موضوعاً على خريطة بدت خالية من المسجد الأقصى .

 

 * القدس تحت مطارق العدوان :

 في الوقت الذي يتعرض فيه المسجد الأقصى إلى العدوان المتواصل، تتعرض مدينة القدس أيضاً إلى سياسة المصادرة والتهويد بغية السيطرة عليها تماماً· وقد بدأت الهجمة الصهيونية على القدس عشية سقوط القدس الشرقية بعد هزيمة يونيو من العام 1967م· ففي 28يونيو من العام 1967م أعلن وزير الداخلية الصهيوني عن توسيع حدود بلدية القدس لتمتد حتى رام الله شمالاً، وبيت لحم جنوباً، وكانت مساحة أمانة القدس الشرقية في ذلك الوقت زادت بهذا القرار إلى 70 كيلومتراً مربعاً لتصبح مساحة القدس الموحدة 108كيلومترات، ثم تتالت التوسعات حتى بلغت اليوم 123كيلومتراً مربعاً·

واكد الباحث والخبير المقدسي المتخصص في شؤون الخرائط والاستيطان الاستاذ خليل التفكجي ان حدود بلدية القدس الكبرى ستمتد من حدود مستعمرة معاليه ادوميم في الشرقحتى غور الاردن والجزء الثاني ويمتد باتجاه الشمال الغربي للمدينة وهو مستعمرة جيفعات زئيف والجزء سيمتد نحوالجنوب الغربي من اجل تحقيق مبدأ التغييرالجغرافي والديمغرافي لمصلحة سلطات الاحتلال الصهيوني على حساب الارض والشعب الفلسطيني .

وفي نفس السياق قال خليل التفكجي ان سلطات الاحتلال الصهيوني تسعى جاهدة من خلال هذه المشاريع الاستيطانية فصل شمال الضفة الغربية من جنوبها لان الكتلة التي امتد بإتجاه الشرق كتلة معاليه ادوميم وتضم ثمان مستعمراتبعرض حوالي 15 كم وعمق يصل حتى غور الاردن اما المنطقة الشمالية والجنوب الفلسطيني سيكون حتماً تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني .                       

نعم لقد استهدفت هذه القرارات الصهيونية ضم أكبر مساحة من الأرض بأقل عدد من السكان العرب من جانب،وضم مستوطنات ومناطق يهودية مأهولة، وبالتالي تحقيق أغلبية سكانية يهودية مأهولة في القدس بعد تنفيذ ما يسمى مشروع البوابات للمجرم شارون الذي يقصد منه اقامة البؤر الاسيطانية في الاحياء العربية الفلسطينية·

 وتوالت بعد ذلك الإجراءات الصهيونية المتعسفة بحق القدس، ففي 29 يونيو من العام 1967م، اتخذت الحكومة الصهيونية قراراً بحل مجلس أمانة القدس العربية ونقل جميع أملاكها ووضع جميع موظفيها تحت تصرف بلدية القدس اليهودية·

 وقد صادرت سلطات الاحتلال الصهيوني أكثر من 25 ألف دونم من أراضي القدس الشرقية بين الأعوام 1967 و1997م، منها 1430 دونماً بعد اتفاقية أوسلو مع السلطة الفلسطينية· وفي العام 1982م تم الإعلان عن مشروع >القدس الكبرى< أو ما يسمى بـ>مشروع المركز لتنظيم القدس< بمساحة تصل إلى 279 ألف دونم تقريباً، ويشمل 49 مدينة وقرية و7 مخيمات لاجئين، حيث أعطى المشروع 17% من هذه المساحة للإسكان اليهودي، و13% للإسكان العربي، والبقية للخدمات العامة، ويمتد المشروع شمالاً حتى مستعمرة بيت إيل قرب رام الله وبعمق 45 كيلو متراً حتى قرية بيت فجا جنوباً، وأريحا شرقاً، وبيت شميس غرباً، حيث يستوعب اكثر من 70% من إجمالي عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية· وفي الوقت نفسه اتخذ الصهاينة من الإجراءات التعسفية والوحشية ما أدى إلى تفريغ المدينة من معظم سكانها العرب بعد الاستيلاء على أملاكهم وأموالهم ووضعت الدولة العبرية شروطاً تعجيزية لكل من يريد ترميم بيته، مطالبة بدفع 25 ألف دولار رسوم·

 سياسة التفريغ من السكان

 قامت سلطات الاحتلال بتطبيق قوانين الدفاع البريطانية لعام 1945م ضد السكان العرب، وتشمل العقوبات الجماعية، وهدم المنازل، ومنع التجول، والاعتقال من دون محاكمة، بل تحت غطاء قانوني مما يسمى بمحكمة العدل العليا التي تلعب دوراً رئيساً في تنفيذ سياسة تفريغ القدس من سكانها العرب من خلال التصديق على قرارات مصادرة الأراضي وهدم المنازل وقرارات حارس أملاك الغائبين، وسحب هويات المقدسيين، ويمكن رصد أهم ما يجري في هذا الصدد فيما يلي:

 ـ مصادرة أكثر من 25 ألف دونم من أراضي القدس في الفترة من العام 1967حتى العام 1997م، منها 1430 دونماً بعد اتفاق أوسلو·

 ـ في 30 يوليو من العام 1980م صدر قرار >الكنيست< بجعل القدس الموحدة عاصمة (دولة اسرائيل )                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     -إخضاع التعليم العربي للمناهج الصهيونية ولإشراف وزارة التعليم لكن المقدسيين خاضوامعركة كبرى لوقف هذه الإجراءات، مما اضطر الصهاينة إلى التراجع عن تدريس المناهج الإسرائيلية في المدارس العربية ·

 ـ منذ احتلال المدينة عقب عدوان العام 1967م قامت سلطات الاحتلال بترحيل 435 عائلة مقدسية بعد أن هدمت الجرافات منازلهم· كما لم تسمح بتسجيل 750 ألف مقدسي كانوا يعيشون خارج فلسطين المحتلة إما للتعليم أو العلاج أو الزيارة، إضافة إلى 50 الفا كانوا يعيشون خارج أمانة القدس حسب الزعم الإسرائيلي·

 ـ خلال وجود حكومة >نتنياهو< تم سحب 2083 بطاقة إقامة من فلسطينيين مقيمين في القدس·

 وتقوم سلطات الاحتلال الصهيوني بحملات دهم منتظمة للقرى المحيطة بالقدس لمطاردة المقدسيين حاملي الهوية المقدسية، وقد قامت بمصادرة هويات ما بين 50 إلى 60 ألف مقدسي·

 والجدير ذكره أن من يفقد هوية الإقامة بالقدس لا يستطيع العيش في مدينته مرة أخرى، بل يكون عليه الاختفاء عن أعين السلطات، لأنه سيكون عرضة للاعتقال لأنه لا يحمل هوية! ومن يجازف بالبقاء من دون هوية يحرم من كل حقوق المواطنة بدءاً من الرعاية الصحية والتعليم وانتهاء بالسفر·

 وقد كانت نتيجة كل هذه الإجراءات العدوانية أن أصبح الفلسطينيون أقلية في القدس الموحدة (الغربية والشرقية)، إذ أصبحت نسبتهم 30% من إجمالي السكان، أي نحو سبعين ألفاً مقابل 400 ألف يهودي·

 *سياج المستوطنات :

 وقد تم إحاطة القدس الشرقية بسياج من المستوطنات يزيد من حصار المدينة، حيث زرع العدو 29 مستوطنة حول المدينة فصلتها عن محيطها وعن بقية المدن الفلسطينية، ويعيش فيها يهود يزيد تعدادهم على تعداد الفلسطينيين داخل القدس·

 ولم يخف قادة العصابات الصهيونية أهدافهم من تفريغ القدس من سكانها العرب، وتهويدها تماماً، فهذا وزير الداخلية الأسبق >إيلي سويسا< يزعم في خطاب علني قائلاً: >على من يريد البقاء في مدينة القدس الالتزام بالقوانين الإسرائيلية، وأن يستكمل شروط بقائه، كما يجب زيادة الأغلبية اليهودية في القدس إلى 80%<·

 ويقول >يوفال جينبار< أحد مسؤولي منظمة >بتسليم الإسرائيليين لحقوق الإنسان< إن الحكومة الإسرائيلية غير مضطرة لأن تستأجر الطائرات والحافلات، ولا داعي لسيارات الجيب والشاحنات العسكرية لترحيل أهل القدس من بيوتهم، لأن هذه الإدارة وضعت نظام إبعاد جماعي بطيء ومتطور، استخدمت فيه بنجاح نظام المعلومات·

  وهناك الكثير من الشواهد التي تثبت هذا الإجماع اليهودي على القدس ماضياً وحاضراً ومنها: ماذكرته صحيفة معاريف في 8/6/1967م من أن >موشى ديان< وزير الحرب الصهيوني الأسبق وقف عند حائط البراق المسمى زوراً بحائط المبكى وقال: >لقد وحدنا من جديد القدس المبتورة عاصمة إسرائيل المشطورة، رجعنا إلى قدس أقداسنا، عدنا إليها ولن نتركها إلى أبد الآبدين<·

 وفي 31/10/1995م ذكرت الصحيفة نفسها أن >إسحاق رابين< قال أمام جمع من طلاب المرحلة الثانوية: >أنا وضعت لنفسي سلم أفضليات، أولاً وقبل كل شيء القدس والحفاظ على وحدتها وتعزيز هذه الوحدة، إن القدس فوق أي اعتبار<·

 الصحيفة نفسها ذكرت أيضاً في 16/ 5 / 1996م: >ان شيمون بيريز أكد أمام الكنيست أن حكومته تؤكد على وحدة القدس، وأنها لن تقسم ولن تكون يوماً من الأيام عاصمة للدولة الفلسطينية وستظل تحت السيادة اليهودية<·

 وقد حرمت سلطات الاحتلال أكثر من خمسين ألفاً من مواليد القدس من العيش في مدينتهم· كل تلك المخططات والإجراءات العدوانية بحق القدس والمسجد الأقصى تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن حريق الأقصى قبل حوالي 44 عاماً، كان حلقة في سلسلة من الاعتداءات الإجرامية المدبرة لتدمير الأقصى وتهويد القدس·

 ومنذ حريق الأقصى وحتى اليوم، وفلسطين كلها تعيش حريقاً كبيراً وممتداً، على يد زعماء العصابات الصهيونية واحداً تلو الآخر، وذلك عبر حملات القتل والاجتياحات والتدمير والحصار والتجويع والاعتقالات والابعاد وغيرها من جرائم الحرب بحق ابناء شعبنا ماضين في مخطط إهلاك البشر والشجر والحجر ولم يرحموا حتى قبور الاموات ومقابرهم التي تعرضت للتجريف والاتنتهاك كما حصل في مقبر مأمن الله المقدسية التي تضم رفاة الشهداء من الصحابة والقادة الفاتحين وغيرها من المقابر المقدسة .

 

الخاتمة :

ويمكننا أن نجمل أهداف هذه الهجمة الصهيوامريكية الشرسة على الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية وقضيته العادلة من اجل فرض الامر الواقع على الشعب الفلسطيني بالقوة والارهاب ما اوحى لنا الرئيس الامريكي المتصهين الذي اعلن القدس عاصمة للكيان الصهيوني متجاهل عشرات القرارات الدولية الرافضة لهذا المشروع الذي ترافق مع توقيعه على نقل السفارة الامريكية من ارضنا المحتلة في تل الربيع عام 1948 الى القدس كمقدمة لتنفيذ ما يسمى صفقة القرن المرفوضة فلسطينيا كمقدمة  لفتح بوابة التطبيع العربي بقيادة النظام الوهابي السعودي المتصهين الذي تعمد الضغط على الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته للتنازل عن القدس للاحتلال مقابل ان تكون ابوديس العاصمة الفلسطينية لدويلة معازل اوسلو لفرض الحلول المجزوءة على رموز سلطة معازل اوسلو من اجل شطب وتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في مقدمتها حق العودة والقدس وتصفية معادلة الصراع العربي الصهيوني وتحويلها لمعادلة للصراع العربي الايراني.
وفي الختام علينا جميعاً أن نتقاسم فيما بيننا جهود العمل لخدمة القضية الفلسطينية عامة والقدس والأقصى خاصة وأن نجعل آليات عملنا ونشاطاتنا تدور حول محاور أهمها: إدامة حركة الاحتجاج الشعبي اليومي في كل الاراضي الفلسطينية المحتلة من البحر الى النهر وعلى كل الصّعد والميادين من خلال الهبات الشعبية كمقدمة لانتفاضة شعبية ثالثة وإحياء وتشجيع المقاطعة الشاملة لكل ما يمكن أن يتصل بشكل أو بآخر بالكيان الصهيوني وعلى كافة المستويات والمجالات. ومقاطعة المؤسسات والشركات الدولية التي لا تزال تستثمر أموالها مع الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة أو خارجها. ورفع كافة أشكال الدعاوى الحقوقية والمظالم الإنسانية على سلطات الكيان الصهيوني ومؤسساته المباشرة وغير المباشرة لدى كافة الجهات والمؤسسات القانونية الدولية وفي مقدمتها محكمة جرائم الحرب الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب عن كل الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا الفلسطيني قبل وبعد  اغتصاب فلسطين عام 1948  ولا بد من ربط هذه الآليات العملية الشعبية المقاومة بخيار المقاومة المسلحة كخيار استراتيجي لمواجهة سلطات الاحتلال الصهيوني بعدما اثبتت الوقائع ان العدو لا يفهم الا لغة القوة وخاصة بعد انتصارات محور المقاومة في سورية والعراق ولبنان والصمود الاسطوري لشعبنا الفلسطيني المقاوم في الاراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة المقاوم بدعم ومساندة سورية والجمهورية الاسلامية الايرانية وكل شرفاء الامة واحرار العالم لحشد كل الطاقات والامكانيات وخاصة بعد انتصارات محور المقاومة على الارهاب والارهابيين واسيادهم بالغرب بقيادة العدو الصهيوامريكي لدحر الغزاة الصهاينة من الاراضي العربية المحتلة  وفي مقدمته تحرير فلسطين كل فلسطين والجولان وكل ذرة تراب مقدسة ما زالت محتلة في الجنوب اللبناني المقاوم .

[email protected]

المراجع :

    كما ورد في السفر الخامس من كتاب صبح الاعشى في كتابة الإنشا في الصفحة / 26.
    ورد في كتاب الكنعانيون / فلسطين والفلسطينيون تكوين الاسم / والوطن والشعب لبصلدر عام 2003 / ص 20 - 32 عن دار النشر في بيروت د . عصام سخنيني .
    كما ورد في معجم بلدان فلسطين للكاتب محمد محمد شراب .
    مجلة فلسطين المحتلة / اعداد من مجلة القدس / محمد شراب معجم بلدان فلسطين دمشق 1987 ص 601 ابواب القدس .
     مجلة فلسطين المحتلة عدد خاص صدر 1 / 11 /1978 / *فلسطين في الامم المتحدة .
    الكاتب الامريكي ارنست مارتن الذي قال بجرأة ان الهيكل لا وجود له بالحرم القدسي كما تزعم التوراة وهو استاذ علم اللاهوت في الدراسات الكتابية ومؤسس الهيئة العلمية للدراسات الكتابية عام 1985. اهم كتبه ( الهيكل الذي نسبته للقدس )

    كما نفى الاستاذ ليستركروب رواية الهيكل الثاني المزعوم بشكل قاطع وهواستاذ محاضر في علم اللاهوت في جامعة hill  البريطانية ومن جهة ثانية نفت هذه الرواية حكمة ابن سيراح .    

    7 معجم بلدان فلسطين - محمد شراب ص 750.

    8صحف صهيونية من اهمها كل من معاريف وهارتس .

 

بقلم : اكرم عبيد