إنتفاضة القرن في مواجهة صفقة القرن

بقلم: طلال الشريف

إذا كان قرار ترامب باغتيال القدس والاعتراف بها عاصمة لدولة إسرائيل هو الاستهلال لصفقة القرن فماذا بعد؟
هكذا ينهي ترامب الدور الأميريكي كوسيط وكراع للعملية السلمية وهي دعوة واضحة للعداء ضد الفلسطينيين بشكل خاص والعرب والمسلمين بشكل عام ناهيك عن إنتهاك الشرعية الدولية و مساعدة المحتل على فرض الأمر الواقع وتغيير الواقع على أرض محتلة ضاربا بعرض الحائط وطولها منظومة ما تسمى بالأمم المتحدة وقرارتها ليشيع الفوضى وشريعة الغاب بعدما تعاقدت الأمم والدول بعد الحرب العالمية الثانية على مغادرة العنف والفوضى وتنظيم وإقرار قوانين ملزمة لحفظ الحقوق وصيانة السلم العالمي رغم الظلم الكبير الذي أصاب شعوب كثيرة وأولها الشعب الفلسطيني في ازدواجية المعايير التي سار عليها مجلس الأمن الدولي والخطأ البنيوي الذي أقر حق النقد الفيتو لإفلات إسرائيل من يوم قيامها حتي الساعة من العقاب والمحاسبة بدعم من الولايات المتحدة وسلوكها العدواني تجاه الفلسطينيين وأراضيهم ومقدراتهم ورغم هذا الظلم على الفلسطينيين وغيرهم فقد كان الجميع يقبل على مضض ظلم الكبار ولا يستطيع فعل شيء في الغالب ولكن على ما يبدو أن العالم سيتغير بعد هذه القرارات الأميريكية التي تؤسس بل أسست منذ سنوات للفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط والآن تعود الولايات المتحدة بالعالم كله لدورة الفوضى العارمة علي مستوي العالم تتربع هي وإسرائيل على عرش العالم الفوضوي الحديث .

لسوء الحظ أو لحسنه بدأوا فوضاهم الحقيقة بعد التمهيد لها في محطات في دول عربية مهمة وكانت كلها من دول المواجهة العراق سوريا اليمن وليبيا فدمروها والآن يريدون قبض الثمن وجنى المغانم ولغبائهم دحرجوا قضية مصادرة القدس قلب فلسطين وقلب العرب وقلب العالم فكانت الملحمة وستكون محطة هزيمتهم رغم ما سيدفع الشعب الفلسطيني الشجاع ثمنا لتخليص بلاده من الاحتلال وها هي تنطلق إنتفاضة القرن من عقالها في فلسطين فما كان من شرذمة قطرية أو طائفية لا وجود له على أرض معركة النصر في فلسطين تذوب كلها في إنتفاضة القرن ليقود الفلسطينيون من جديد مشروعهم التحرري في وجه صفقة القرن التي أرادوها جمع غنائم الفوضىفي الشرق الأوسط بما فعلوا وتآمروا وبما صنعوا من مآسي في الوطن العربي.
الآن يحمل الفلسطينيون إنتفاضتهم الكبرى التي ستطول لسنوات يستعيدون بها حقوقهم السليبة كلها فإنتفاضة القرن ستتطور لحرب شعبية وعسكرية مفتوحة تأتي تباعا بكل دول الإقليم شيئا فشيئا لتتسع أثنائها دائرة المواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل وستتغير التحالفات الإقليمية والدولية وستسقط عروش وتتغير أنظمة ولكن هذه المرة ليس بفعل الأمريكان وإسرائيل كما حدث في السنوات الماضية ولكن ستسقط العروش على خلفية المواجهة مع أميريكا وإسرائيل وستتحرر الأرض الفلسطينية وتعود إسرائيل لحجمها الحقيقي إذا لم تتلاشى ..
هكذا هم أرادوها ولكن ليس كل ما يريد المعتدون الظالمون على البشرية بغطرستهم يحصلون عليه فالتاريخ علمنا بهزيمة من كانوا مثلهم في عز قوتهم متغطرسين على المظلومين في لحظة ينهزمون وأن دائما للباطل جولة.

د. طلال الشريف