في عمق مسألة التصدي لإفشال قرار ترامب لم يتبلور المطلوب بعد.
قرار ترامب لا ينهي ضم مدينة القدس كعاصمة لإسرائيل فقط رغم بشاعة ذلك ورفضنا المطلق له كفلسطيننيين بل يتعداه لفلسطين كلها ولتوضيح ذلك لمن يتوهم بأن العرب والمسلمين هم أصحاب شأن بتلك المدينة وتلك المقدسات مشاركة مع الفلسطينيين نقول :
القدس أرض فلسطينية أولا وثانيا هذا الحدث الكبير بمصادرة القدس واعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال رغم قرارات المجتمع الدولي بعدم تغيير واقع الأراضي والسكان والثروات الواقعة تحت الاحتلال فإن نتيجته الفورية بعدم القدرة على التصدي وإيقاف قرار مصادرة القدس يعني مصادرة كل الأراضي والحقوق الفلسطينية لاحقا ولذلك فالفلسطينيون تقع عليهم مسؤولية حماية أرضهم وشعبهم ومقدراتهم ومستقبلهم جاء العرب والمسلمون لمساعدتهم أم لم يجيئوا..
لذلك وبعد مرور الوقت الحاسم وهو ثلاثة أيام عطوة الفلسطينيين وتظاهراتهم وتأييد الكثيرين في العالم لهم ضد قرار ترامب وما بعد قرار مصادرة القدس يصبح تكريس لواقع القرار طريقة سهلة وروتينية ومنسية وننتهي إلى ما إنتهينا إليه بعد قرارات أممية سابقة كنا نرفضها وترفضها دول كثيرة أيضا والواقع يصبح أمرا واقعيا .
وعليه وقد وضحت الصورة جليا من الجميع يهمنا هنا المسؤولية الأولى تقع علينا كفلسطينيين ولذلك نقول : صار واضحا بعد ثلاثة أيام بأن النوايا والخطط غير جادة للتصدي للقرار الأمريكي بالشكل والمضمون المطلوب المطلوب وكل ما يدور من أفكار وتحركات لا توازى المطلوب لإيقاف قرار مصادرة القدس.
الفلسطينيون قوتين رئيسيتين في التفاصيل
_ الشعب ويريد المواجهة لإلغاء القرار وجاهز للعطاء بلا حدود
_ وقيادة من شقين تملكان التأثير
أولا الرئيس ليس لديه ما يوقف القرار وهو وحكومته وطواقمه مشغولون في شؤون ومحاولات ضغط لن تنتج في أفضل أحوالها وقفا لقرار الولايات المتحدة والعودة عنه وستكبر خسائر ما بعد القرار وتصفية القضية بمجملها
وثانيا المقاومة بكل متبنييها ليس لديها ما يوقف القرار لعدم التوجه لضرب إسرائيل والاشتباك معها وإشعال المنطقة
ولذلك يصبح القرار تلقائيا هو قرار الشعب وعلى الشعب تجاوز هؤلاء جميعا وتنظيم نفسه بسرعة وتشكيل قيادة تتجاوز الرئيس والفصائل كلها ما داموا لم يستجيبوا للمطلوب حيث بات المطلوب واضحا بأن فعلا شعبيا منظما مشتبكا بقوة مع الاحتلال ومتجاوزا الهيكليات والمسؤوليات غير المشتبكة بقوة ومباشرة مع الاحتلال وتشكيل قيادة شعبية جديدة تنقذ هذا الشعب قبل فوات الأوان.
بقلم/ د. طلال الشريف