*النهج لم يخرج عن إطار الطرح الرسمي التقليدي السائد وتجاهل قضايا جوهرية ملحة* موضوع الخلاف على عضوية الكنيست بات جوهر نشاط المشتركة* كيف منح التجمع 3 مقاعد وهو لا يعبر نسبة الحسم؟ * عدم وجود تواصل بين السلطات المحلية ونواب الكنيست العرب، هو اخلال جوهري بنشاط النواب العرب ونشاط السلطات المحلية*
حضرت قبل أيام في مدينة الناصرة مؤتمر مساواة حول المكانة القانونية للجماهير العربية في إسرائيل. أبحاث المؤتمر كانت جادة وهامة، لكني لاحظت ان النهج الذي ساد لم يخرج عن إطار الطرح الرسمي التقليدي السائد. الم يكن من المهم والضروري أقامه هيئة تعد دراسات منهجية وميدانية عن إشكاليات المكانة القانونية للعرب في إسرائيل، بما في ذلك أعداد مادة توثيقية حول نهج الحكومة إزاء قضايا العرب في إسرائيل، تشمل مختلف المواضيع الملتهبة للجماهير العربية؟
لدينا العديد من القضايا الملحة التي لم أجد انعكاس لها بالمواد الجاهزة ولا بكلمات المتحدثين. مثلا الأراضي، التخطيط والبناء، الهوية، اللغة، الثقافة، التربية والتعليم، الجامعات، فرص العمل، القضاء والقانون بكل ما نشهده اليوم من قوانين معادية للديموقراطية وللجماهير العربية أيضا. واظن ان اهم موضوع بالمكانة القانونية للجماهير العربية هو موضوع المشاركة بالسلطة بصفتنا مواطنين متساوي الحقوق بدل واقع الهيمنة العنصري السائد؟ هذا الموضوع يحتاج الى دراسة قانونية وليس الى خطابات سياسية تنسى بعد القاء الخطاب!!
لفت انتباهي مثلا موضوع القائمة المشتركة، وما لاحظته ان الحقيقة لم تطرح، انما جرى حديث عام حول أهمية الوحدة والنشاط السياسي المشترك. طبعا جرى انتقاد تصرفات الدكتور باسل غطاس عضو الكنيست السابق، الذي أصدرت محكمة إسرائيلية حكما بسجنه عامين بتهمة تهريب هواتف نقالة إلى أسيرين فلسطينيين في سجون الاحتلال. كما جرى انتقاد الخلاف بين "الحلفاء" في القائمة المشتركة على عضوية الكنيست بجعل موضوع العضوية الشخصية في الكنيست أهم من الطرح السياسي وهو برأيي الأمر الأساسي للقائمة المشتركة. هل حقا كل مشاكل السياسة العربية في إسرائيل، ومكانة الجماهير العربية القانونية تنحصر فقط في موضوع من يجلس في الكنيست ولأي فلقة سياسية ينتمي؟
طبعا شارك رئيس لجنة المتابعة السيد محمد بركة بكلمة لم يجدد فيها شيئا غير معروف عن هذه اللجنة الهلامية منذ تأسيسها. . ولا اعرف اليوم عن نشاطها الا انه نشاط لا ينجح بتجنيد المواطنين العرب بأعداد كبيرة لنشاطات سياسية ونضالية مختلفة. نتيجة عدم الثقة بقيادات الجماهير العربية الآخذ بالاتساع. والسبب بدون توسع هو التصدع السياسي في أوساط الجماهير العربية وقياداتها، والانقطاع عن قضايا الجماهير ومؤسساتها الشعبية والرسمية، وفقدان الجمهور للثقة بقياداته نتيجة سياساتها غير الواقعية، وسأعود لهذا الموضوع الهام جدا بمقال خاص!!
حول القائمة المشتركة.
تشكلت كما هو معروف من دمج الحزب الشيوعي (الجبهة) الحركة الإسلامية والديمقراطي العربي (لا اعرف ما تبقى منه؟) التجمع الديموقراطي (حزب عزمي بشارة) ومجموعة أحمد طيبي.
السؤال الذي طرحته منذ وقت طويل كيف نجح التجمع بالحصول على ثلاثة مقاعد مضمونة في القائمة المشتركة، حين اعطته استطلاعات الرأي قبل الانتخابات عددا من الصوات لا يتجاوز ال 60 – 70 الف صوت، أي انه كحزب لن يعبر نسبة الحسم ولن يصل نوابه للكنيست. ما الذي اقنع الحلفاء بقبول التجمع وتوفير 3 أماكن مضمونة له في القائمة المشتركة؟
اعترف اني أعطيت صوتي للقائمة المشتركة رغم بدأت بحملة ضدها، والذي الزمني بالتصويت لقاء بالصدفة مع ايمن عودة قرب مدرسة الأمريكان في الناصرة، بعد ان شارك بندوة قبل الانتخابات، وانا احترمه على المستوى الشخصي، رغم اني ارفض نهج جبهته وحزبها، سألته بعد ان طلب مني التصويت للقائمة، رغم اني لا أرى ان القائمة المشتركة تستحق أن اصوت لها، كيف تعطون لحزب التجمع 3 أماكن مضمونة وهو لا يعبر نسبة الحسم؟ ودوره كما اراه تخريبيا منذ أسس هذا الحزب زعيمه عزمي بشارة الذي غادر وطنه الى قطر بحجج غير مقنعة، لماذا لا يدفع المناضل عزمي بشارة ثمن اخطائه السياسية وغير السياسية ويبقى في وطنه مناضلا وقائدا حتى لو سجن لفترة ما. القادة لا يهربون!!
لم يجبني أيمن الا بحركة تعبر عن حيرته وربما المه مما يجري. لكنه أصر ان اصوت ووعدته ان لا ارفض طلبه وفعلا أعطيت صوتي لقائمة ارفض تركيبتها لأني ارفض أولا التصويت الى قائمة انتخابية بعض مركباتها تحت غطاء ديني.
بعد التصويت ندمت. هذه ليست القائمة التي تمثلني.
لكن سؤالي ما هو الثمن الذي تلقته هذه القائمة ومركباتها من اجل الموافقة على إعطاء 3 أماكن مضمونة للتجمع في تركيبة القائمة؟
ما هو دور عزمي بشارة بهذه الصفقة؟
لدي معلومات لا أعرف صحتها لأنها مجرد حديث تلفوني من صديق لكن بدون وثائق، من اطلاعي على تفاصيل ووقائع مختلفة، لا استبعد ان ضمان 3 مقاعد للتجمع لم يكن ضمن برنامج سياسي فقط .. وآمل ان تنكشف التفاصيل!!
اذن كيف يمكن طرح المكانة القانونية للجماهير العربية بظل قائمة تنشغل أكثر بالمقاعد والمعاشات؟
حسنا يوجد لنا تمثيل برلماني.
السؤال المهم هنا، ما هو مجال نشاط أعضاء الكنيست العرب؟
هل يظنون ان خطاباتهم وشعاراتهم هي الحل لموضوع بالغ الأهمية مثل المكانة القانونية للجماهير العربية؟
هل يظن نواب القائمة المشتركة ان منصة الكنيست والمشاركة ببعض الفعاليات، هي ساحة النضال الوحيدة؟
هل لديهم المام بواقع السلطات المحلية العربية؟
السلطات المحلية العربية غائبة عن برنامج نشاطهم. ربما يدعون انهم على معرفة بواقعها. لكن هذه معرفة فوقية من وثائق رسمية لا تقول كل الحقيقة ولا تشكل جوهر الواقع الحقيقي للسلطات المحلية.
عدم وجود ارتباط متواصل بين السلطات المحلية ونواب الكنيست العرب، هو اخلال جوهري بكل النشاط السياسي للنواب العرب ومكانتهم كقادة فعليين للجماهير العربية.
هل سبق ان زرتم سلطات محلية واستمعتم لمطالبها الملحة من رئيس السلطة وعملتم على حل إشكاليات وتلبية طلبات مع دوائر السلطات المسؤولة؟
لا تقولوا لي لجنة المتابعة .. هي لجنة ثرثرة ليس الا!!
السلطات المحلية هي المشغل الأكبر في المجتمع العربي، السلطات المحلية هي صاحبة الدور الأهم في مجمل القضايا الهامة للمجتمع العربي، بدءا من التعليم والغرف الدراسية، تطوير البنى التحتية، تطوير مناطق صناعية، توسيع مسطحاتها، حل قضايا البناء والتنظيم، معالجة مشاكل الجريمة والمخدرات، التعليم العالي بفقدان الوسط العربي لجامعة عربية، التمييز في الهبات والمنح والتكاليف المختلفة، اتساع البطالة في المجتمع العربي وخاصة بين الأكاديميين، قضايا الصحة وعدم بناء مستشفيات حكومية في الوسط العربي، ونواقص كثيرة عديدة لا يمكن حلها من مجرد القاء خطاب من على منصة الكنيست. التنسيق بين نواب الكنيست والسلطات المحلية شبه مفقود، وما هو قائم غير كاف وغير منظم.
هذه المشاكل التي توقعت ان اسمعها .. ان أسمع اقتراحات لحلها.
وملاحظة أخيرة: لماذا لم يدع رئيس بلدية الناصرة علي سلام لحضور المؤتمر، وهو الممثل الأهم للسلطات المحلية العربية وللمدينة العربية الأهم في إسرائيل؟
هل من مكانة قانونية بتجاهل مدينة الناصرة، رئيس بلديتها وقضايا سلطتها المحلية؟
نبيل عودة