في هذا الصباح ..
سأرتشف قهوتي ببطء قاتل.. بتعمق
سأدع حبيبات البن تداعب كل حواسي
تلامس نبضاتي ..
مع هبوب رياح الذكريات
العابقة على زجاج قلبي
سأمشي حافية القدمين
بين شوارع الصفحات
فوق سطور العمر ......
لكي اتحسس برودة رمال الشواطىء
الملتهبة احتراقا كلما عانقها الموج
سأدع حجارة الايام تجرح قدماي
وتنزف حبر الشرايين ..
كي يزركش بملامح لونه
عطر النقاء
على جبين
ورود الساعات الراحلة
واحدة تلو الاخرى
عند ولادة جديدة
من رحم الحياة وتحت امطار كانون
فهذا عمري .. اصبح الكثير .. الكثير
لا اتذكره جيدا .. لكنه مجرد رقم ..
ثمانية وعشرون .. او ثلاثين او لربما تجاوزت الخمسين عاما
فما هي الا تجارب ستخلد بكتاب ..
ترقم بدموع مبجلة
وتربع على عرش المملكة ..
قصة ملكة
هذه هي كلمات الصديقة الشاعرة الكرملية ابنة عسفيا ، مليكة زاهر ، التي خطها قلمها وفاضت بها روحها في عيد ميلادها الذي يصادف بتاريخ ١٠/ ١٢ من كل عام ، وهي كلمات دافئة ورقيقة كنسمات الكرمل الأخضر الجميل .
مليكة زاهر تطفىء شمعة وتضيء أخرى في سماء عمرها الحافل بالنشاط والعطاء والابداع الشعري ، وهي أكثر حيوية ونبضاً بالحياة واهتماماً بالكلمة والريشة ، انطلاقاً من ايمانها وقناعاتها بأهمية ودور الشعر والثقافة والفن في تطور الشعوب ونهضة الأمم نحو مستقبلها الأجمل المبتغى .
مليكة زاهر شاعرة مرهفة الى حد البساطة ، تحمل في نصوصها غنائية عالية تعكس اهتمامها بالبوح الوجداني الصادق العفوي الشفيف ، ولا يشغلها سوى الاصالة وجمال الحرف ورقة التعبير والصدق العفوي وبهاء التشكيل معتمدة لغة الايحاء والحركة الداخلية والايقاع الممموسق للنص ، بعيداً عن التقريرية والمواقف المنبرية والخطابية .
مليكة زاهر تتقن صناعة الكلمة ودغدغة المشاعر ومداعبة الحروف والكلمات ، وتقف شامخة مثل راية تتلألأ بالفرح والجمال .
وفي عيدها البهيج أتمنى للمليكة الزاهرة حياة كلها غبطة وسعادة وبهاء وعطاء لا ينضب ، وقلم لا يجف ، ولها أحر التحيات واعطر باقات الورود المكللة بالوفاء والصداقة والمودة الفيروزية ، ولعل العيد القادم يأتي مع بشرى مولودها الشعري الأول .
فألف ألف مبروك لك يا شاعرة الاحساس والرقة والعذوبة والنعومة والكلمة المخملية المعطرة بعبق السريس الكرملي .
طوبى لك العزيزة مليكة زاهر ، المجد ليراعك وصولاً الى علياء السماء وقمة الابداع .
بقلم : شاكر فريد حسن