وانتصر العراق ..!!

بقلم: شاكر فريد حسن

وأخيراً انتصر الدم الطاهر الذكي لشهداء عراق المأمون والرشيد الأحرار على كل وسائل الارهاب  المتطررة ، عسكرياً واعلامياً ، وعلى الارث الظلامي التكفيري السلفي الحاقد ، ووهج النيران التي أوقدها وأشعلها أعداء الوطن العراقي في صدور وأجساد وأكباد الشعب العراقي ، وذلك باعلان بيان النصر النهائي وتحرير الأرض العراقية كاملة من كل الأشرار والحاقدين وعصابات داعش وقوى التكفير ومليشيات الارهاب والتطرف الديني ، وكل ذلك تحقق بتكاتف وتعاضد كل أطياف الشعب العراقي ، وجميع القوى والتشكيلات السياسية العراقية .

لقد عاش العراق خلال العقدين الأخيرين أوضاعاً صعبة وقاسية للغاية ، وعانى كثيراً من الفتن الطائفية والمذهبية ، والعبث بمقدراته ، وايقاف مسيرة التقدم والتطور ، وغياب الأمن والاستقرار الاقتصادي والسلم الاهلي الاجتماعي . وقد عملت القوى الاستعمارية والامبريالية تساندها وتدعمها القوى الرجعية العربية على تفكيك وحدة العراق ودفعه للهاوية والتقسيم والتجزئة ، واشعال الفتن والحروب الداخلية والأهلية فيه ، وذلك بغية اضعافه والسيطرة على ثرواته ونهب خيراته .

الشعب العراقي بكل مكوناته واطيافه وشرائحه وقواه السياسية والمدنية ، مطالب في هذه المرحلة  الانتقالية التجديدية بعد النصر ، بوقفة ومكاشفة مع الذات ، وتقييم النتائج واستخلاص العبر ، وتجاوز كل مخلفات الماضي وجراحاته ، والتركيز على مكتسبات الحاضر ، والعمل بصدق واخلاص من أجل بناء عراق مدني ديمقراطي حضاري ، ولأجل مستقبل زاهر وباسم للأجيال العراقية الغارقة في الاحباط والقنوط واليأس والفقر المدقع والبطالة المتفشية ، هذه الأجيال يجب أن ترى ثمار الانتصار والديمقراطية والحريات المدنية والحقوق الأساسية بأم عينيها ، وفقاً لخطة شاملة ومدروسة من واجب الحكومة العراقية المقبلة أن تعمل على بنائها ووضع أسسها في اطار رؤية شمولية واضحة ومنصفة لكل أبناء الشعب العراقي الذي دفع ثمناً غالياً من اجل اطلاع فجر النصر ، ولا يزال صامداً صابراً ومحتسباً ، فضلاً عن تصفية كل مظاهر وأشكال الفساد السياسي والمالي ، الذي يجتاح ويغزو أروقة المؤسسة العراقية السياسية الحاكمة ، حتى يكون العراق آمناً ومستقراً ، يسكنه الجميع بمحبة ووئام وسلام .

بقلم/ شاكر فريد حسن