المجتمع يقاس بمدي انجازاته وما تحقق على صعيد بنائه الثقافي والعلمي ....كما يقاس بقدر فعل كتابه وباحثيه والمؤثقين والمؤرخين لحقبه الزمنية والتاريخية ..... بكافة محطاتها ومنعطفاتها ....والذين يسجلون عبر كافة المراحل.... ما يؤكد على جذور وأصول هذا المجتمع .... وما حدث عبر تاريخه من مراحل فاصلة تبرز كل حقبة زمنية .... حول حكمها غزواتها .... حروبها .... كل حقبة زمنية يسجل فيها التاريخ ويؤثق بمراكزه البحثية العلمية والثقافية أبرز ما تحقق من انجازات ....وفي ذات الوقت ايضاح الاخفاقات والهزائم والتراجعات .....وتبيان أسبابها الحقيقية .... بمصداقية عالية لكتابها وباحثيها المؤثقين والمؤرخين لها .
الشعوب والدول ...تحرص على اثبات وتوثيق ....وتأريخ شعوبها .... منذ بداية تشكيلاتها ونواتها الاجتماعية الأولي ..... وما جري من متغيرات ...وما طرأ من أحداث تحدد هذه التشكيلات وتطورها ومقوماتها ..... ومجمل انجازاتها وحتى ابراز اخفاقاتها ..... من خلال متخصصين ومؤثقين وباحثين .....باختلاف مستوياتهم ومراحلهم التي تواجدوا فيها ....والذي يعملون من خلالها بأدوات تقليدية ....وبكتابات ورقية .....وبجهود فردية .....وما طرأ مع الزمن من تطور ودراسات بحثية ....وتطورات تكنولوجية ....وفعل جماعي ....ذات تخصصات متعددة.... تحمل في كل تخصص ما يمكن أن يفيد في بلورة رؤية أكثر شمولية .....وحقائق أكثر وضوحا .
نحن في فلسطين ..... وتاريخنا ....وتراثنا .... وما بباطن الأرض.... وما فوقها ..... وما كتب بالتاريخ حول جذورنا وأصولنا ....ومجمل الأحداث والمنعطفات بتاريخنا ....وما واجهنا من غزوات ومعارك .....وحروب تم تسجيلها .....وتوثيق البعض منها بمراكز بحثية وعلمية وتاريخية ..... الا أننا لا زلنا بحاجة الي رؤية علمية بحثية توثيقية ....لتأريخ كافة مراحل هذا الوطن ....وتأكيد تراثه وجذوره وما في باطن أرضه .....وما فوقها .... حتي نؤكد المؤكد ....وحتى نثبت المثبت .... وحتى لا نقبل بأن نكون بحالة دفاع ....أو محاولة تبرير أو حتى محاولة نقاش وحوار حول أحقيتنا ..... وحقوقنا الراسخة بعمق الارض ....وحتي سفوح الجبال ....وفي السهول والوديان .... وحتى بقلب الصحراء .
نحن نعرف أننا ذات جذور كنعانية ....وأننا نسبق غيرنا بالوجود ..... والعيش على هذه الارض .....كما أننا نعرف أننا لدينا من الاثار بباطن أرضنا ....ما يؤكد وجودنا وأحقيتنا ...وملكيتنا .... وتوارث عصورنا ...ومجمل موروثنا الثقافي .
لكن ما أقصده وأسعي اليه ..... أن نستنهض طاقاتنا .... وأن نحرك موروثنا وتراثنا .....وأن يتحرك الباحثين لدينا .... كما المؤثقين والمؤرخين والكتاب ..... لابراز مخططات ورسومات .....لها آلاف السنين .....كما ابراز محطات تاريخية .... وأحداث ومتغيرات تؤكد جذور تاريخنا ..... وعمقه الضارب بالأرض .... وعلى سطح الأرض .... وفي اعلى الجبال .... لن نبعد كثيرا بالتاريخ .....ولن نعود للوراء لألاف السنين حتي وان كان ذات أهمية بالغة ..... حتى لا نكون بأى لحظة من لحظات هذا التاريخ بحالة دفاع .....أو تبرير ....أو حتى منازعة .... وكأننا نتنازع مع غيرنا على حق لنا .... وعلى موروث نمتلكه ....وحتى على تاريخ نحن أصحابه ....وجذور بباطن الأرض وضعها الأجداد .... وأصحاب الارض الحقيقيين من الفلسطينيين ......والذين يحاولون تزوير تاريخهم ....وتزييف وجودهم .... والتشكيك بسنوات مكوثهم .
الاستمرار بالحديث عن أنفسنا ..... وأحقيتنا وتاريخنا .... وما في باطن الأرض وما فوقها .... وأننا الكنعانيين الأوائل ....وأن جذورنا بعمق الأرض والتاريخ وأن تراثنا ومؤروثنا يؤكد أحقيتنا ....كما يؤكد على تاريخنا ....باعتبارنا أصحاب الأرض الحقيقيين ....وليس هناك من مشاركين لنا ....أو حتى ما يمكن أن ينازعنا بأحقيتنا وأولوية وجودنا .
نحن نمتلك التاريخ ....كما نتوارث كافة مؤروثاتنا ....ثقافتنا أدبنا شعرنا وحتي محطاتنا ومنعطفاتنا التاريخية ....وما تم التصدي له من غزوات قديمة ....وما تشربته الأرض من دماء قديمة ....ودماء جديدة ....ولا زالت الأرض تتشرب من دماء أبنائها وأصحابها ..... امتدادا لتاريخ طويل ....وصراع مرير .....يختلف فيه الأعداء .... وتختلف فيه أسمائهم ....لكنهم بذات المضمون والأهداف والتي يريدون من خلالها اقتلاعنا .... أو على الأقل استعبادنا ..... واحتلالنا .....وتغيير معالمنا ....واجهاض ثقافتنا .....وتزييف تاريخنا ....واستمرار اختلاق الأكاذيب حولنا .
ما يجري ضدنا .... وما يتم استهدافنا به .... من تزييف وتزوير ...خداع وتضليل .....وحتى فعل ملموس ....بتغيير جغرافية الأرض وديمغرافيتها ..... وحتى احداث التغيير في باطن الأرض وما فوقها ....يتطلب منا ....صحوة.... ويقظة ....وجهدا كبيرا ....وفعلا مخططا ....وأن لا نبقي على حالة الحديث ومخاطبة النفس ..... ومن حولنا ....ومن هم على قناعة بما نقول .
ما كان مطلوبا بالأمس .... قد حدث عليه الكثير من التطور اليوم ....من خلال عمل مخطط ....وفعل مبرمج ....وجهود جماعية لا تستثني أحد .... نشارك فيها الجميع من الباحثين والكتاب ..... المؤثقين والمؤرخين ..... نشارك فيها مراكز الأبحاث والدراسات ....وذات الباع الطويل في العمل والاحصاء..... والبحث والتوثيق .
ليس مقبولا بعد اليوم أن نبقي نتحدث بالهواء ....وأن نسجل على الورق.... الذي ربما يتطاير .... أو حتى أن نسجل بعقولنا ....وتتوارثه أجيالنا جيلا بعد جيل ....وما يمكن أن يحدث عليه من متغيرات ....بحكم ثقافات مغايرة .... وخبرات متعددة ....وجهود متفاوتة .
الأجيال تختلف ما بين مرحلة وأخري ....كما الحقب الزمنية والتاريخية ....تختلف ما بين حقبة وأخري ....باختلاف الأحداث والمنعطفات ....وما يمكن أن يستجد من أحداث تقربنا ....أو تبعدنا عن الحقيقية التي نسعى إلي إيصالها ....لأجيالنا ....أبنائنا ..... وحتى يتم تداولها من خلال توثيقها ..... بحسب أصول التوثيق ....وتسجيلها بأفضل طرق التسجيل .... وكتابتها بأفضل الصيغ .....وبأكثر المفردات قدرة على التوضيح والايضاح .... أن نرسم معالم كل مرحلة ..... بمخطوطات ورسومات تؤكد الالوان .... كما تؤكد الحقائق .... والتي لا توفر المجال لأي مزيف ..... أن يغير من ألواننا .... ومراحلنا ...وحتى تاريخنا
هناك جهود لا ننكرها ......لكن الجهود المطلوبة والفاعلة لا زالت غائبة .
القدس وقد صدر فيها قرار ظالم وجائر وندافع عنها بناء على قرارات دولية .... وحقوق فلسطينية .....ووجودنا على الأرض ....وباعتبارها أرض محتلة بالخامس من حزيران 67 .
فالمخططات والرسومات والتوثيقات والمؤرخين والكتاب الذين يتحدثون حول القدس ..... وما في باطنها ....وجذورها .... وتاريخ وجودها .... وحتى احتلالها ....وما جري بعد احتلالها ...من أحزمة استيطانية ....وتهويد لأحيائها ....وسرقة لمنازلها .... وحتى تغيير أسماء أزقتها ..... ومحاولة التلاعب بأبوابها ....وتدنيس مقدساتها ..... واستمرار الزعم حول الهيكل المزعوم بباطن أقصانا .....محاولة مستمرة لا تنقطع .....وتجد من وسائل الدعم .... ما يمكنها من الاستمرار ....ومحاولة اثبات زيف الحقائق وكأنها الحقيقة .... بينما نحن من نمتلك الحقيقية ..... لا نستطيع الوصول الي مرحلة الاقناع .....لنصل الي منتصف الطريق ..... او ربما أقل منه .....لنتصارع .....ولنتنازع ...وليتدخل بيننا من يفض الاشتباك بجزء من حقنا ....بينما الجزء الاكبر والاغلب .... ليس محل حوار أو تفاوض أو حديث .
أسلوب التعامل معنا ....برغم كل ما نمتلك من حقيقة وحقائق .... تاريخ وجغرافيا .... ثقافة وأثار ....وجذور تاريخية ....ورسومات ومخططات .... الا أننا لا زلنا نتحدث بالجزء الصغير ونترك الأجزاء الأكبر دون حديث .
أسلوب المحتل الاسرائيلي ...والية المجتمع الدولي ....لم يصل بعد الي الحقيقة الساطعة والثابتة بمدي أحقيتنا التاريخية بكامل تراب فلسطين من بحرها الي نهرها ...ومن راس الناقورة حتى رفح .
هذه الأحقية والحقوق ....لا يمكن ان تكون في اطار التنازع عليها ..... أو التفاوض حولها ..... أو حتى استقطاع جزء منها ....صغيرا أو كبيرا لأجل الاخرين.... الذين لا زالوا يستخفون بنا ....ويتجاهلون حقوقنا ...ويسلبوننا أرضنا ....وتاريخنا ومؤسساتنا ....لا زالوا يزيفون ويزورون ويتنكرون لحقوقنا ....حتى وصل بهم الحال والجنون الي انهم اعتبروا القدس عاصمتهم ...وفلسطين وطنهم .... وأننا كفلسطينيين نعتبر دخلاء على هذه الأرض ....وربما دخلاء على تاريخها ......وأن وجود الملايين منا على أرضها ربما صدفة .... او نتيجة لمتغيرات تاريخية ....أوجدتنا ونقلتنا لنكون من سكان هذه الارض....في اطار مزاعمهم واكاذيبهم وتضليلهم للرأي العام العالمي .
لم نعد نحتمل هذا التجاوز .....وهذا التهرب والتنصل .....لا زلنا لا نحتمل مخالفة التاريخ والحقوق ..... وانكار وجودنا .... واستمرار العبث بأرضنا ومقدساتنا .
لا يعقل أن يكون في هذا العالم.... من لم يقرأ عن فلسطين وتاريخها ....وعن القدس وحضارتها .....وعن الأقصى وارتباطه بالملايين من المسلمين ....ولم يقرأ عن كنيسة القيامة وارتباطها بالملايين من المسيحيين .
لا يعقل أن يكون هذا العالم جاهلا الي هذا الحد ....ولا يعقل أن يكون هذا الجمع من الكتاب والمؤثقين والمؤرخين ....قد عاشوا بمراحل الجهل بتاريخ طويل ....ولم يتمكنوا من تسجيل حقب زمنية .... وتاريخية ....كما لم يتمكنوا من تسجيل حضارة كنعانية ....كما لا يستطيعوا أن يسجلوا مراحل ومنعطفات تاريخية حول غزوات قديمة ....وحروب متعددة بمراحلها ....لا يعقل أن يكون هذا العالم وقد وصل به حد الجهل ....وعدم المعرفة بأصول وجذور فلسطين .....ومقدساتها وحضارتها ....وأحقية شعبها الفلسطيني .
نحن واذ نتحدث عن الكتاب والباحثين ....المؤثقين والمؤرخين .... فاننا نتحدث عن صفوة المثقفين ...وصناع الرأي العام العالمي .... والحريصين على الحقيقية ....والمدافعين عن الحقائق ....والرافضين لتزييف التاريخ وثقافة الشعوب ....كما الرافضين لتغيير معالم وتاريخ أي شعب .
دعوتنا صادقة وأمينة ..... وبكل المهنية والانسانية والشفافية التي نتحلي بها ....والتي ندعو فيها ومن خلالها ....صفوة المثقفين من كتاب وباحثين ....مؤثقين ومؤرخين أن يسجلوا مجدهم ....وأن لا يشطبوا تاريخهم بجرة قلم.... من رجل لا يعرف ماذا تعني فلسطين ......ولا يعرف تاريخها ....ثقافتها .... حضارتها ..... شعبها .....أمتها الاسلامية والمسيحية .
شخص يكتب قرارا على ورق .... ولا يعرف ما في باطن الأرض.....وما فوقها ...كما لا يعرف ما في قلوب الملايين ....وفكرهم ....وضمائرهم ....والذي يحتاج اضافة الي كل من استمع اليه ....وشاهده ...أن يكون الرد من الكتاب الباحثين المؤثقين المؤرخين ..... ليس في فلسطين ....والوطن العربي ...ومن داخل الأمة الاسلامية .... ومن داخل أوروبا .... وأسيا وأفريقيا .... ولكن حتى من داخل الولايات المتحدة الامريكية ...والتي ربما تحدث صحوة.... قد غابت ....عن رؤية الحقيقية.... التي لا يمتلك أحد تغطيتها .
بقلم/ وفيق زنداح